دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 00:17
المحور:
الادب والفن
يتراءى لي، إننا قبل تواجدنا المادي، نكون كأرواح نوتات الموسيقى نحلق في الأثير. نرقص الفالس مرة، ومرة أخرى دبكة شرقية. نصطدم تارة، وتارة نبتعد كرد فعل لهذا الإصطدام. لنؤلف سيمفونية كونية لابداية أو نهاية لها. فكل درجات السلم الموسيقي هي ملكها. ويقف مفتاحا صول وفا كملكين يحرسان أبواب مملكة الأرواح الأثيرية. لحين تكون إنساناً من نطفة لتحصل إحدى هذه الأرواح بأمر من ملكي الأثير صول وفا أمراً، بالتحليق وإلباس هذه النطفة حلتها لعيد من خلق جديد، فتلبسه رداءها. رداء لحن الحياة. مفصل وما يناسب هذا الخلق الجديد، بمنمنمات دقيقة، وضيق ووسع لهذا الرداء. وبعض الأحيان إن أحبت هذه الروح تدليل هذا الوجود بشكل خاص أضافت له دانتيل مزركش ذهبي يتخلله تطريزات يدوية على شكل أزهار وبتولات وكروم وطووايس، وأبقت الكثير من حرير لحن سماوي لوشاح حريري تحمي عنقه من نسمات ربيع قد تصيبه بالبرد. فيزدان هذا الإنسان بروح الصفا وقلب الندى ووجد لايستطيع منه فكاكاً لكل أسرار وطلاسم هذا الوجود الكوني . ولماذا الفكاك؟
فهو أروع الأحاسيس وأنقاها أزلاً لامتناهياً في وجوده التعبيري. فيُخلق هذا المصطفى وهو يسمع أول درس موسيقيٌ، الا وهو نبض أمه بأعذب مقطوعاتها من فرح وبهجة وحزن وغضب والم. ليتعلم إيقاع الحياة الأولى وتكون مدرسته لعالم جديد لم يعلم كنهه بعد حقيقة، ولكنه من خلال لحن هذا النبض الفطري يشعر بخلجات الشطآن وهدير الأمواج وإستراحة النورس وحفيف السعفات وهديل الحمائم وضحكات أخوانه، وبكاء اليتامى وقرقرة بطون الجوعى وغضب المظلومين وخفقات قلوب العاشقين. فيهلل ملكا الأثير للوصول الى مولد جديد، لعيد لحن قديم.
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟