أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - لعبة الانتخابات.. (سبع قصائد بعنوان واحد) بنعيسى احسينات - المغرب















المزيد.....

لعبة الانتخابات.. (سبع قصائد بعنوان واحد) بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


لعبة الانتخابات..
(سبع قصائد بعنوان واحد)

بنعيسى احسينات - المغرب



-1-



لعبة الانتخابات في البلاد، بعد حين، تعود..
كالمعتاد، بعادتها القديمة الجديدة تعود..
في كل دورة، بمهرجانات أحزابها تعود..
كالأمس، وما قبله، وما بعده تسود.
بنفس الأساليب الماكرة حقا تعود..
بنفس الوعود المتكررة أبدا تعود..
بنفس اللاعبين المحترفين تجود.
بنفاق وقلة حياء المرشحين تعود..
بتوزيع أموال مشبوهة المصدر تعود..
بشراء الذمم وتسويق الأوهام تعود..
كأن الزمان عند الخلق لم يعد له وجودُ.
بنفس الوجوه القديمة الجديدة تعود..
بنفس السماسرة المتمرسين تعود..
بنفس الخداع والنصب والاحتيال تعود..
كأن ذاكرة الناس أصابها التلفُ والجمودُ.
لم تعد تستوعب ما جري، وما قد يعود..
وتنسى ما فات، وتتبخر الأماني والوعودُ.

-2-

إذا كان من الواجب الوطني أن نصوت فعلا..
ونمارسُ حقنا كمواطنين مسئولين عقلا..
ونختار فينا، بحرية، مَنْ سينوب عنا عدلا..
فلمن يا ترى، سنمنح أصواتنا الغالية أصلا؟
وبرامج الأحزاب، بغموضها تطرح استفسارا..
جميعها متشابهة، يسودها الاجترار تكرارا..
والأعيان، متزعمون لمقدمة اللوائح احتكارا..
مسلحون بالنفوذ وسلطة المال استكبارا..
والكل يباع ويشترى في سوق الانتخابات.
يُسْتعمَلُ الناخبون قناطرَ وجسورا كعبارات..
من أجل العبور الآمن إلى ضفاف الامتيازات.
تُسْتعمَلُ أصواتُهُم كالسلالم بألف مدرجات..
من أجل الصعود إلى أعلى، وجني الثمرات.
لم يتغير أبدا شيء في كل الاستحقاقات..
وتبقى حليمة عندنا متمسكة بأقدم العادات.
الكل يلهث وراء نصيبه الوافر من كل الكعكات..
ومصير الوطن في مهب الريح خارج الحسابات.

-3-

تُألهُ الأحزابُ الديمقراطيةَ في مظاهرها الخداعة..
لخدمة الخاصة، وللتغرير بإرادة وحقوق العامة..
بالكذب، بالنفاق، بالمؤامرة، بالوعود الفارغة..
لقد جعلوا الانتخابات مرتعا خاصا للسماسرة..
وظفوا فيها الفقر والخوف، لاستمالة الرعية..
وبأرانب السباق، تكتمل اللوائحُ الانتخابية..
للاستفادة دوما من دعم الدولة السخية.
لقد رموا الناخبين المواطنين بكل حقارة..
حولوهم إلى قُطعان، تُعْرَضُ كالبضاعة..
تباع وتشترى في الأسواق بالخسارة..
رعاعٌ تابعين، لا مواطنين أحرارا بإرادة.
جعلوا من المصوتين عبارات مصطنعة..
من أجل العبور لمحترفي السياسة.
اتخذوا من احتياجاتهم سلالم مدرجة..
لصعود ذوي مال الحرام لاحتلال الواجهة..
للتحكم في مصير البلاد بالابتزاز والمكيدة..
لتخريب الوطن ظلما، بخدعة الديمقراطية.

-4-

هي أحزاب بالعشرات، تتناسل عبر الانشقاق..
تتكاثر أبدا بالاستنساخ، قبل وبعد الاستحقاق..
فهذا حزب يميني.. وذاك حزب يساري..
وهذا حزب حداثي.. وذاك حزب إداري..
وهذا حزب محافظ.. وذاك حزب تقدمي..
وهذا حزب شيوعي.. وذاك حزب إسلامي..
وهذا الحزب بيئي.. وذاك الحزب قومي..
وهذا حزب اشتراكي.. وذاك حزب ليبرالي..
وهذا حزب وطني.. وذاك حزب للحاكم موالي..
تلك أحزاب بالجملة، تظهر وتنمو كالفطريات..
تتقاطع فيما بينها في البرامج والتوجيهات..
إلا أنه وإن اختلفت حقا في التسميات..
وكذا اختلافها في الألقاب والمسميات..
وحتى الاختلاف في الرموز والشعارات..
تبقى الأحزاب كلها، كالقنافذ المتشابهة..
ليس فيها أملس يليق بالاعتراف والتزكية..
لا يستحق مرشحُها التقدير من الساكنة.

-5-

في كل جولة، عداءو الانتخابات يظهرون..
بعد غياب طويل، بالمواطنين يتواصلون..
نسمع باستعداداتهم، وهم مَفْتُونُون.
تراهم في الأسواق و الشوارع يهيمون..
بسياراتهم الفارهة يجولون ويتجولون..
في وجوه المارة، بشماتة، يبتسمون..
حتى على الحيطان المنسية يسلمون..
ومع المتسكعين، لصور تذكارية يلتقطون.
أمام الملء، على المتسولين يتصدقون..
للولائم والتجمعات، عند الأتباع، يُقيمون..
في الأفراح والمآتم، بوقاحة، يحضرون..
بمصاريفها، أمام الجيران، قد يتكفلون..
بالسر والعلن، للمال والسلع يوزعون..
بالترغيب والترهيب للناخبين يتوعدون..
والشباب العاطل، لحملاتهم يُجنَدون..
بدون خجل للوعود القديمة يكررون..
لمعركة الاستحقاقات الآتية يختطون..
بلا حياء، على ذقون الناس أبدا يضحكون.


-6-

في كل استحقاق، يتحول البسطاء إلى فاعلين..
باسم الحق والواجب، تحت ضغوط السياسيين..
لإكراهات الحياة، من عوز وحاجة، مستسلمين..
يتوجهون للتصويت على أشباح من المرشحين..
في كل أربع سنوات، ربما أكثر، لمجرد جولتين..
ويظلون أبدا مفعولين به قهرا، لباقي السنين..
ليتم التحكمُ في مصير حياتهم وهم صاغرين.
مع نهاية الانتخاب، تنكشف الحقيقة للمتتبعين..
يتوزع الفائزون دوما على أغلبية ومعارضين..
يظهرون حينا، ليغيبون سنينَ مع المتغيبين..
يتناوبون ظاهريا، على السلطة كخادمين..
مُتَحكم فيهم عن بعد، بالخضوع للآمرين..
لا حول ولا قوة لديهم أمام المحظوظين..
من حكومة الظل، لمستشارين ومقربين.
لخيْرات البلاد، بدون مراقبة، مستنزفين..
بلا حسيب ولا رقيب، ولا لومة لائمين..
على رقاب الخلق، بلا موجب حق، جاثمين..

-7-

نحتاج حقا إلى أحزاب حرة، مستقلة، قوية..
تقوم بالتأطير والتكوين، واقتراح حلول ناجعة..
لتدبير شأن البلاد، بإرادة وحزم ومسئولية.
لا نحتاج لأحزاب ضعيفة، مفبركة، هجينة..
لا هَم لها إلا الابتزازَ بخلفية ديمغوجية.
نحتاج إلى نخب بكفاءات ومصداقية..
تعكس طموحات المواطنين بفعالية..
تدفع البلاد نحو ديمقراطية حقيقية..
لا إلى أصحاب المال والمآرب الذاتية.
نحتاج إلى شفافية وبرامج حقيقية..
لا إلى ديمغوجية رثة، ووعود كاذبة..
سئم منها الجميع، بتكراراتها المملة..
لم يعد يتحملها أي أحد من الخليقة.
كفى استهتارا بإرادة الناخبين السخية..
كفى استخفافا بذكاء المواطنين البررة..
أَلاَ يمل هؤلاء من ألاعيب النفاق الدنيئة؟
و ينضبط الكل لمحاسبة النفس اللوامة؟

----------------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب



































#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارد الإرهاب.. / بنعيسى احسينات
- ما بعد الربيع العربي.. بنعيسى احسينات - المغرب
- قصيدة: سباعيات امرأة نكدية.. / بنعيسى احسينات
- مارد الإرهاب.. / بنعيسى احسينات
- ما بعد الربيع العربي.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- غزة تستغيث.. (قصيدة قديمة بعنوان جديد)
- وضعية اللغة العربية الفصحى أمام اللهجات المحلية في العالم ال ...
- العلم المغربي واستعمالاته السيئة: وجهة نظر نقدية.. / ذ. بنعي ...
- سيدة السيدات.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- أسئلة حول النظافة والأمن وما بينهما بالخميسات.. / أبو أمل
- من فظلكم، دعوني وشأني.. / بنعيسى احسينات (المغرب)
- وداعا (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- الإنسان والبحر (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب ...
- قمر الحفلة (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- شهور السنة (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- ألوان.. (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- بعد فصل الشتاء.. (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغ ...
- لماذا البكاء أيها الطفل؟ (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسين ...
- شمس الصيف (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- غروب الشمس (قصيدة مترجمة) / بنعيسى احسينات (المغرب)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - لعبة الانتخابات.. (سبع قصائد بعنوان واحد) بنعيسى احسينات - المغرب