أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان عباسي - الابن الشرعي - الفساد














المزيد.....


الابن الشرعي - الفساد


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الابن الشرعي( الفساد
هناك اتفاق عام أن الفساد مستشر في معظم أنحاء الوطن العربي إن لم يكن في كل دول العالم , والمتتبع لقضايا الفساد
في وسائل الإعلام المرئية أو المقرؤة يشاركني الرأي فيومياّ نسمع عن فضيحة فساد تطال الكبار
كما تطال الصغار إبتداءاّ من ليبيريا وانتهاءاّ بالولايات المتحدة الأمريكية مروراّ في أوروبا وأسيا ,
مما يؤكد أن الفساد أصبح ظاهرة عالمية وليس ظاهرة تختص بها دول العالم الثالث كما يشاع ويروّج
والفساد تلك الكلمة ذات الحروف الأربعة تعني بكل بساطة( إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب
الخاص) ويندرج تحت هذا العنوان الكثير والكثير من المحن والمعاناة , ومن أكثر المحن الناتجة عن ممارسات الفساد هي إرتباط الفساد بالفقر نتيجة توزيع ثروات الوطن بما يتناسب وينسجم مع مصالح فئات قليلة منحلة معدومة الايمان بالدين والعقيدة ومعدومة الانتماء إلا ألى ما يخدم مصالحهم الشخصية ومصالح من يشاركونهم في هدم وإضعاف القيم الأخلاقية والثقافية للمجتمع .وما دفعنا إلى تلك المقدمة استمرار حالة التعمية في حالتنا الفلسطينية ( 63% نسبة الفقر بين أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ) واستمرار الإختباء خلف الشعارات الكبرى لتبرير حالة الفساد وسوء الإدارة والانحرافات التي شوهت النضال الوطني الفلسطيني .
إن طرح شعارات مثل لماذا الآن وعدم ملائمة التوقيت والأولوية لإزالة الاحتلال وترتيب البيت
الفلسطيني مما يتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة إلا استمرارا لحالة التعمية تلك , فالفساد استشرى إلى حدود لا يمكن السكوت عنه مع الآخذ بعين الاعتبار بأن الفساد يعتبر خيانة لمسيرتنا الوطنية ولدماء آلاف الشهداء واغتيالا للحلم الفلسطيني .
ولتوضيح الصورة أكثر ( رغم اعتراف الجميع بوجود الفساد ) سنكتفي بذكر ملفان من بين عشرات الملفات المهملة والتي تشير إلى مئات المتهمين والمعروفين للقاصي والداني .
1- نشرت (الحياة ) في ملحق الوسط بتاريخ 16أب2004 مقتطفات من ملفات الفساد المعروضة على المجلس التشريعي الفلسطيني وتقول إحدى الفقرات إن عدد التهم الموجهة إلى أحد كبار
مسؤولي الآمن هي 41 تهمة موزعة ما بين الاختلاس وألإبتزاز وألإغتصاب والإتجار
بالمخدرات إلى التعاون والمتاجرة مع المستوطنين إلى التغطية على العملاء والمساهمة في
تهريبهم من العقاب .
2- ملف الأسمنت المصري وقيام مسؤولون فلسطينيون ذو مناصب عليا بتوريد الأسمنت وتسريبه
إلى إسرائيل للمساهمة في بناء جدار الفصل العنصري .والمضحك المبكي إن معظم هؤلاء ما يزالون
في مناصبهم يزاولون عملهم النضالي وطرحهم للشعارات الكبرى .
من المؤكد أن الإصلاح لا يتحقق بالتراشق بالاتهامات فهو عبث يؤدي الى إنتشار الفوضى والغوغائية
كما أنه لا يتحقق بمجرد تحويل الملفات إلى المجلس التشريعي الفلسطيني للإطلاع ومن ثم إغلاقها لعدم
ملائمة التوقيت في المرحلة الراهنة .وبالتالي إن الإصلاح لا يتحقق إلا بالتبني الجدي لعدد من الإجراءات :
1- تفعيل خطط الإصلاح المعروضة على المجلس التشريعي الفلسطيني عام2000و2002 .
2- توحيد المؤسسة القضائية الفلسطينية وإبعادها عن السلطة التنفيذية بتشريعات واضحة ومحددة .
3- تحويل ملفات الفساد والمنتفعين من السلطة إلى النائب العام الفلسطيني شريطة أن يتمتع بصلاحيات
مطلقة تتيح له الحرية في اتخاذ العقوبات المناسبة بعيداّ عن الابتزاز والتهديد أو التدخل من السلطة
التنفيذية أو أي جهة أخرى .
4- الكف عن ذر الرماد في العيون عبر طرح لجان لا حول لها ولاقوة كهيئة الكسب غير المشروع .
5- التركيز على العامل البشري الفلسطيني وتطويره وذلك بتعبئة كافة الموارد الفلسطينية لدعمه ورفع
المعاناة عن كاهله المثقل أساساّ .
أن التركيز على تنظيف البيت الفلسطيني قبل إعادة ترتيبه عبر التنفيذ الجدي للبنود السابقة هو الخطوة الأولى
لاستئصال هذا الورم السرطاني من جسدنا الفلسطيني المنهك وأي كلام غير هذا هو اغتيال وخيانة وطنية
عظمى لكل ما هو مشرق ومضيء في مسيرتنا النضالية .

سليمان عباسي----دمشق



#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة دولة الطوائف
- الخدعة الاسرائيلية الكبرى


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان عباسي - الابن الشرعي - الفساد