سيد سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 06:03
المحور:
الادب والفن
كان اسمه شادى
وكان
صامتا كان
مديدا بقامته مثل رمح ..
النيل مبتداه ...
مهيبا بطلعته مثل صبح ،
يمد احلامه فى رؤاه ..
فياضا مثل نهر ...
يرسم على الارض خطاه
الطفل الجنوبى الذى تربى فى الشمال ...
وقف فى آفاق المحال ،
تكلم فى ليله تحصى فيها السنين ..
يترجم نقوش الانين ..
-يرحل مع النيل ...
ويسجل التراتيل ..
يتقدم جيوش الشمس ،
ويعلن الاسرار ،
وبصوته الجريح
... يصرخ فى وضح النهار ...
بشكوى الفلاح الفصيح
كان اسمه شادى ،
وكان
صامتا ..
كان
يقرأ فى كتاب النيل ...
سفر البدء والتكوين ..
باحثا فى طلاسم التشكيل ،
يفلسف الرسم والتلوين ..
يفك اسرار الوشم ،
والنقش والتدوين
كان اسمه شادى
وكان
صامتا ..
كان ،
وكان
فى زمره العشاق ..
يحلم بالمحال ،
ويبحث عن الجمال
فى صوره ...
فى قريه مهجوره ..
فى مقيره منسيه ،
يلملم فى السر اجزاء برديه ،
ويضرب فى الآفاق ،
يشارك الصوفيه ، ويذوب
... يذوب
يبحث فى مجاهل الدروب
عن اغنيه مصريه
كان اسمه شادى
وكان
صمتا
كان ...
فالزمان فى انكسار ،
والمكان فى حصار ،
وهو الواعد باليقظه ،
الواقف تحت الشمس .. اعلن انه بالغ الحلم ، او ميت دونه ... فمات
شادى
هل قرات فى كتاب النيل معنى الصمت ؟
هل فهمت سر الموت ؟
لعلك حين رحلت ،
ونادتك التراتيل ...
... استرحت .
#سيد_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟