|
دكتاتورية -الله- في القرآن – 1
هشام آدم
الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 08:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الملاحظ بشكلٍ واضحٍ جدًا تنكُّر كثير من المسلمين للتراث الإسلامي، والهجوم الشديد الذي يشنونه على كتب الحديث والسيرة، واعتبارها أحاديث ومرويات ملفقة ومدسوسة على الإسلام وعلى سيرة نبيه محمد، ويتناسون أنَّ هذه الكتب كتبها مسلمون، وراجعها ونقحها مسلمون جيلًا بعد جيل، وأنهم فعلوا ما بوسعهم لتنقية التراث من الشوائب، وتنقية الأحاديث من المكذوبات؛ حتى خلصوا إلى ما خلصوا إليه من الأحاديث الصحيحة ووضعوها في كتابٍ واحدٍ، والأحاديث الملفقة والمكذوبة ووضعوها في كتابٍ واحد، وفي سلسلة مقالاتنا السابقة تحت عنوان (المسلمون الجدد) تعرفنا على منهج المسلمين الجدد في رفض الأحاديث أو الأخذ بها، وعرفنا أنه منهج غير موضوعي على الإطلاق، وقائم على ما يتوافق فقط مع إيمانهم وتصوراتهم الذهنية عن الإسلام وعن نبيه كما هو راسخ في أذهانهم، والتي تشكلت عبر التلقين المباشر بشكل توارثي من جيل إلى جيل؛ تمامًا كما هي حال كل العقائد والأديان الأخرى. ومن الملاحظ أيضًا أنَّ غالبية المسلمين اليوم -رغم ثورة النقد والإنكار العارمة التي تجتاح العقلية الدينية الإسلامية- يرفضون تعريض القرآن للنقد الموضوعي، وعوضًا عن ذلك يلجأون إلى تبرير الآيات عبر ما يُسمى بالتأويل وإعادة التأويل، والتي تعتمد بشكل جذري على التلاعب باللغة الفضفاضة في أصلها، وعبر حبس بعض الآيات في إطارها التاريخي وإطلاق بعضها الآخر من ذات الإطار التاريخي، معتمدين في ذلك على نفس المنهجية اللاموضوعية التي تعتمد فقط على مبدأ التصورات الذهنية عن الإسلام كديانة من المفترض أنها ديانة متسامحة وعادلة وإنسانية، وبالتالي فإنَّ غالبية المسلمين اليوم لم يتبق لهم غير القرآن من ساتر يحتمون خلفه، ولعمري فالقرآن كورقة التوت الأخيرة لهم، وهم بفعلتهم هذه أصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، فالنص القرآني ليس أقل بشاعة ولاإنسانية من النص النبوي إن لم يكن أكثر. وفي هذا المقال سوف نتعرف على بعض ملامح "الله" التي رسمها النص القرآن والتي تقبلتها العقلية الإسلامية برحابة صدر دون إعمال العقل النقدي، دون أن يغيب عن أذهاننا أنَّ أصحاب الأديان الأخرى أيضًا لم يعرضوا صورة "الله" الذي يؤمنون به على عقلهم النقدي وصدقوا كل ما ذكر لهم في كتبهم "المقدسة" بعين القداسة التي لا تقبل وجود عيوب أو أخطاء في هذا الإله الذي يدينون له بالولاء والطاعة والمحبة.
تتجلى دكتاتورية "الله" في كثير من الآيات القرآنية فتُظهره بمظهر الحاكم المتغطرس الذي لا يقبل أن يعصيه أو يُجادله أحد، والذي لا يتوانى عن إنزال أقسى أنواع العقوبات على من يخالفون تعليماته وأوامره، ولقد ذكرنا في مقالنا السابق تحت عنوان (النار كأداة تعذيب) كيف أنَّ "الله" القرآني يتوعد الناس بالإحراق في نار جهنم لمجرد أنهم لم يؤمنوا به، أو حتى لأنهم آمنوا به وعبدوه بطريقة أخرى غير التي أمرهم بها، وطفق كثير من المسلمين يُناقشون فكرة العذاب الأبدي ويبررون له، فعقلهم النقدي "الموجه" قادهم إلى مفارقة التفاوت الكبير بين "الجريمة" و "العقاب"؛ إذ كيف يمكن أن يُعذِّب "الله" أحدًا عصاه لأربعين سنة من عمره بالنار إلى مالانهاية؟ لم يتوقفوا عند فكرة التعذيب بالنار نفسها، وأخذوا يناقشون فكرة الأبدية، وراحوا يبحثون في قواميس اللغة عن معنى كلمة "أبد" و "خلود" ليخرجوا علينا في النهاية أنَّ الأبد والخلود لا يعنيان بالضرورة المالانهاية(!) وهذا موضوع آخر قد نتناوله في مقالٍ آخر، ولكننا في هذا المقال سوف نناقش مسألة محددة وواضحة، وهي دكتاتورية "الله" في النص القرآني.
في الآية (38) من سورة البقرة نقرأ {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوُا لآدَمَ فَسَجَدُوُا إِلَّا إِبْلِيِسَ أَبَى وَاَسْتَكْبَرَ وَكَاْنَ مِنْ اَلكَافِرِيِن} سوف نتواقف عند نقاط كثيرة، وسيكون أول ما سنتوقف أمامه في هذه الآية هي (الخطاب)؛ فالخطاب هنا في هذه الآية موجه، وهذا التوجيه يُحدد جماعة "المُكَلَّفين" أي الذين يخصهم الأمر {قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ} فالملائكة هنا هم الجماعة المناط بهم الأمر أو التكليف بالسجود، وإذا وضعنا ذلك في اعتبارنا سوف نجد أنَّ "إبليس" لا يشمله الأمر من أساسه، وفي الآية (50) من سورة الكهف سوف نجد بوضوح شديد إلى أي جماعة ينتمي "إبليس" فنقرأ: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوُا لآدَمَ فَسَجَدُوُا إِلَّا إِبْلِيِسَ كَانَ مِنْ الجِنِ} فإبليس إذًا هو من جماعة "الجن" وبالتالي فخطاب التكليف هنا لا يخصه، لأنَّ الخطاب هو حصرًا موجه لجماعة "الملائكة" هذا الأمر تمت مناقشته كثيرًا، والتكييف الذي خرج به جماعة المؤمنين هو أنَّ إبليس كان من الجن، ولكنه كان قائد الملائكة؛ بل وإنَّه كان من أكثرهم قربًا إلى الله، ولا أعرف من أين عرف هؤلاء بذلك؟ أعني إلى ماذا يستندون في ذلك بالتحديد؛ إذ لم يرد في القرآن (الحجة المقدسة) ما يُشير أبدًا إلى أن "إبليس" كان ملاكًا مقربًا، أو كبير الملائكة، أو أي أمر ذلك؛ إلا إذا كانوا يعتمدون في ذلك على "المرويات" التي ينكرونها، وتصبح الطامة الكبرى عندما تكون هذه المرويات هي من الإسرائيليات، فليس هنالك من النصوص الإسلامية المعتمدة ما يشير إلى أنَّ "إبليس" كان في منزلة الملائكة أو مقربًا من "الله" وكل هذه المرويات مقتبسة من "الإسرائيليات" التي تعتبر أنَّ بعض الملائكة وقعوا في خطيئة التكبر وأصبحوا شياطين مثل "لوسيفر" زهرة بنت الصبح.
من ناحية أخرى؛ يقول البعض إنَّ "إبليس" ورغم كونه من الجن وليس من الملائكة إلا أنَّ خطاب التكليف يشمله بحكم الأغلبية، وذلك قياسًا على قولنا مثلًا: "يا أولاد العبوا في الخارج." فهذا الخطاب يشمل جميع الأطفال وإن كان من بينهم فتيات، لأنَّهن مشمولات بخطاب الأغلبية، وكذلك في اللغة الإنجليزية مثلًا قد يطلق لفظ guys على المجموعة التي تشتمل على الإناث؛ بل وفي أحيان كثيرة تطلق على مجموعة الإناث أيضًا، ومثل ذلك كما في اللغة الفرنسية التي تخاطب مجموعة المخاطبين بصيغة المذكر حتى وإن كانت المجموعة لا يوجد بها سوى ذكر واحد فقط فيقولون مثلًا: (ils jouent au basket-ball) بمعنى: "إنهم يلعبون كرة السلة" ولا يقولون (elles jouent au basket-ball) بمعنى "إنهن يلعبن كرة السلة" إلا إذا خلت المجموعة من الذكور تمامًا، وعلى هذا فإن خطاب "الله" للملائكة يشمل "إبليس" أيضًا بحكم الأغلبية، ولكن من يقولون بهذا القول ينسون أنَّ اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية إن هي إلا لغات "بشرية"، لا يُمكن أن تنطبق على "اللغة" التي يتكلم بها "الله" مع الملأ الأعلى، هذا إذا نحن تغاضينا عمَّا إذا كان الخطاب كلامًا أم وحيًا، فكلمة {قلنا} لا تعني بالضرورة إصدار صوت للتعبير، فقط يكون (القول) وحيًا كما في قوله {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي}(هود:44) ونلاحظ هنا أنَّ الوحي هنا كان مُخصصًا للأرض والسماء، كل على حدة؛ فلم يحدث الخلط بأن قالت السماء إنَّ الخطاب كان موجهًا للأرض أو العكس.
ونعود مرَّة أخرى إلى الآية {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوُا لآدَمَ فَسَجَدُوُا إِلَّا إِبْلِيِسَ أَبَى وَاَسْتَكْبَرَ وَكَاْنَ مِنْ اَلكَافِرِيِن} لنقف هذه المرَّة على فكرة استكبار "إبليس" الذي كانت خطيئته التي استحق عليها اللعن والطرد، فهل استكبر "إبليس" على "الله" أم استكبر على "آدم"؟ نجد إجابة هذا السؤال في سورة (ص) حيث نقرأ: {قَاَلَ يَا إِبْلِيِسُ مَاْ مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَأسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ العَاَلِيَن * قَاَلَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَاَرٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيِن} وإذا تغاضينا عن التكرار المعيب في قوله {أأستكبرت أم كنت من العالين} لأنَّ الفكرة واحدة أصلًا، فمن يستكبر يكون عاليًا أو متعاليًا، ولا ندري فيم استخدمت أداة (أم) التي هي في أساسها أداة لطلب التعيين بين فعلين مختلفين لا يُعرف أيهما الصحيح، والاستكبار والتعالي هما فعل واحد فلا يُمكن أن نطلب التعيين بين فعلين بمعنىً واحد، فلا نقول مثلًا: "هل سقطتَ أم وقعت؟" فالسقوط والوقوع لفظان مختلفان لفعلٍ واحد، فإن قال قائل متفلهم (كما هو حال الكثيرين اليوم): "إنَّ ألفاظ القرآن دقيقةٌ جدًا، وهنالك فارق بين الاستكبار والتعالي." فإنَّنا نقول إنَّ السؤال هنا يطعن في معرفة "الله" المطلقة، لأنَّ السؤال هنا يريد تعيين فعلين لا يُعرف أي منهما هو الصحيح، ومن المفترض بإلهٍ كامل المعرفة ألا يسأل مثل هذا السؤال لأنه يعلم مُسبقًا لماذا رفض "إبليس" السجود، فلم يكن هناك من داعٍ للسؤال أصلًا. وعلى أية حال، وكما هو واضح من الآيتين السابقتين فإنَّ "إبليس" لم يتكبر على الله وإنما تكبر على آدم، فمشكلة "إبليس" لم تكن في أمر السجود، ولكن كانت في السجود لمن هو أقل منه، فهو لم يقل مثلًا: "ومن أنتَ حتى تأمرني بالسجود فأطيع؟" أو لم يقل مثلًا: "أنا لا أأخذ أوامري منك." بل كان مُقرًا في الظاهر بالطاعة لمصدر الخطاب بدليل قوله {خَلَقْتَنِي} فهو معترف ومُقرٌ بفضل "الله" عليه بخلقه، ولكن مشكلته كانت محصورة في مسألة الأفضلية، وهنا تكون المشكلة مشكلة الإله الذي فرَّق في "خلق" مخلوقاته، فخلق بعضهم من نور، وخلق بعضهم من نار، وخلق بعضهم من طين، ومن الطبيعي أن يشعر كل "مخلوق" بالتمييز عن الآخر سواءٌ أكان ذلك سلبًا أم إيجابًا، ويظهر ذلك بشكلٍ مُبطن في اعتراض الملائكة على خلافة آدم على الأرض، ولكنهم صاغوا اعتراضهم بطريقة بعيدة عن مصدر الاعتراض مما يُمكن أن يُسمى بحُسن التعليل، وهذا أمر آخر ليس هذا مكانه. على أنَّنا هنا نتوقف عند نقطة أخرى وهي أنَّ الإله الذي يُعاقب "إبليس" على تكبره هو نفسه متكبِّر؛ بل ويفخر بتكبره، فيقول في سورة الجاثية {وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} ويقول في سورة {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر} فهو إله متكبر ولا يحب لأحد أن يتصف بهذه الصفة، وهو أمر غريب وغير مفهوم أبدًا، فمن المعلوم أنَّ الصفات المنهي عنها هي صفات مذمومة، فكيف لصفة مذمومة أن تكون صفة إلهية، لا يحق لأحد غيره أن يتصف بها؟ صفة الكذب صفة مذمومة فلا يعقل أن نتصور الإله كاذبًا بل ومفاخرًا بكذبه حتى يُصبح الكذب أحد أسمائه هذا أمر غير مقبول منطقًا، ولا يتقبله إلا عقل المؤمن فقط رغم وضوح المفارقة الشديدة.
هذا الموقف الوارد في الآية يوضح أنَّ الإله افترض أنَّ أوامره لا يمكن أن تعصى ولا يمكن أن تُجادل، ولا يُمكن أن تكون محل مساءلة فيما يتعلق بمنطقية الأوامر والتعاليم، فمن المفترض ألا تسأل وألا تُجادل وألا تُشكك في عدالة الإله حتى وإن كانت أوامره ظاهريًا تبدو لك غير منطقية وغير عادلة، وقد يتجلى هذا الأمر بشكل أكثر وضوحًا في الآية (23) من سورة الأنبياء؛ إذ نقرأ {لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون} فهي صورة لإله في منتهى الديكتاتورية؛ إذ يفترض أنَّه لا يحق لأي كائن أن يسأله في أي شيء وعن أي شيء، في حين له الحق المطلق في أن يسأل الجميع عن كل شيء، هذه في الحقيقة صورة لإله متسلط متفرد برأيه بعيد كل البعد عن مفهوم وروح الديمقراطية القائمة على أساس الإرادة الحرة واحترام الحريات والاختيارات، وهو يضرب تمامًا حجة القائلين بأنَّ المجادلة بالحسنى هي صفة إلهية، بدليل مجادلته مع الملائكة في شأن خلاف آدم للأرض، وهي واحدة من تناقضات القرآن الكثيرة؛ إذ كيف يُمكن لإله يتقبل جدال "الملائكة" واعتراضهم على خلافة آدم للأرض ألا يقبل اعتراض "إبليس" على السجود لآدم؟ وإذا عدنا مرة أخرى إلى الآية {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوُا لآدَمَ فَسَجَدُوُا إِلَّا إِبْلِيِسَ أَبَى وَاَسْتَكْبَرَ وَكَاْنَ مِنْ اَلكَافِرِيِن} لنقف على قوله {وَكَاْنَ مِنْ اَلكَافِرِيِن} فإلى أي زمن يعود فعل الكينونة هنا؟ هل كان "إبليس" من الكافرين قبل رفضه للسجود أم أصبح من الكافرين برفضه لفعل السجود؟ هنا تظهر إشكالية حقيقية، فالحدث (الخرافي) المصاغ في الآية القرآنية حدثَ في الماضي، ولكننا لا نعرف ما إذا حكم "الله" على إبليس بأنَّه كان من الكافرين في طبيعته حتى قبل موضوع السجود تمامًا كما في قوله {إِلَّا إِبْلِيِسَ كَانَ مِنْ الجِنِ} إذ {كان} هنا ليس فعل كينونة وإنما فعل هيئة، أي أنَّ طبيعة "إبليس" هي أنَّه من الجن، أم أنَّه أصبح (فجأة) من الكافرين برفضه للسجود، والإشكال هنا أنَّه إذا كان كفر "إبليس" من طبيعته السابقة لحدث السجود لآدم، فعندها تنتفي حجة من يقول بأنَّ "إبليس" كان من الملائكة أو كان كبير الملائكة أو كان من المقربين عند "الله" إذ كيف يكون أحد الكفرة مقربًا عند الله إلى درجة تقترب من درجة الملائكة؟ مع ملاحظة أنَّ فعل الهيئة هنا مقترن بالفسق كما في قوله {كَانَ مِنَ الجِنِ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّه} أمَّا إذا كان كفر "إبليس" هو بسبب رفضه للسجود فهي إشكالية أكبر من سابقتها؛ فعلى أي أساس أُعتبر "إبليس" كافرًا؟ هل فقط بسبب رفضه لأوامر "الله"؟ فأي دكتاتورية أكثر من اعتبار "المخالف" كافرًا لمجرد أنَّه مخالف دون النظر في اعتبارات مخالفته؟ إنَّ "الله" هنا يظهر في صورة التكفيري الذي لا يتوانى عن استخدام أسلوب التكفير لمجرد مخالفة الرأي، أفبعد هذا يخرج علينا بعض المسلمين الرومانسيين ليدينوا التكفير ويعتبرونه مذهبًا متطرفًا ومُغاليًا ولا علاقة له بالإسلام؟
إنَّ "الله" في القرآن هو أكثر من استخدم أسلوب التكفير في كثير من الآيات، وهو ما جعل المسلمين الرومانسيين في حرج من تكفير من كفَّره القرآن، وهم بذلك واقعون في ورطة حقيقية؛ إذ لا يجرؤ أحد من هؤلاء المسلمين الرومانسيين على القول بكفر المسيحيين الذين كفَّرهم القرآن، لأنهم من ناحية يخافون أن يُقال عنهم بأنهم تكفيريون، ومن ناحية أخرى يخافون من مخالفة النصوص القرآنية الواضحة. ولهذا فإننا دائمًا ما نقول إنَّ المسلمين الجدد يُعانون من إشكاليات مفاهيمية حقيقية، كما أنهم فوق ذلك غير قادرين على التوفيق بين المفاهيم الإنسانية التي وضعتها البشرية واتفقت عليها، وبين المفاهيم الدينية والقرآنية، وهم يحاولون التوفيق بينهما، وفي ذلك فهم أشد حساسية من السلفيين والمتطرفين، لأنَّ أصحاب الحجج الضعيفة يكونون أكثر عنفًا من غيرهم.
يتبع
#هشام_آدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكوزمولوجيا الدينية
-
هل تذكرون كاجومي؟
-
النار كأداة تعذيب
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل (الأخيرة)
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل 8
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل 7
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل 6
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل 5
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل 4
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل 3
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل 2
-
كشف أكاذيب برنامج الدليل
-
في الرد على إسلام بحيري 3
-
في الرد على إسلام بحيري 2
-
في الرد على إسلام بحيري
-
رسالة إلى الدكتور سيد القمني
-
المسلمون الجدد - 4
-
المسلمون الجدد - 3
-
المسلمون الجدد - 2
-
المسلمون الجدد - 1
المزيد.....
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|