سيكولوجية الشك

يوسف شوقى مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 4759 - 2015 / 3 / 26 - 22:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ان الانسان المفكر و الباحث يصيبه الشك دائما فى رحلة بحثه ، و يتولد الشك عندما يجد ذلك الفرد أفكار مثبتة بدليل تنفى معتقداته ، اذا من الممكن ان نستخلص الشروط المطلوبة لحدوث الشك فأولا : يجب أن يكون لدى ذلك الشخص أفكار و معتقدات ليشك فيها و أظن أن ذلك الشرط موجود عند الاغلبية العظمى للناس فأى شخص يحمل معتقدات حتى لو كانت بسيطة ، ثانيا : يجب أن يكون الفرد لديه تقبل لمعتقدات الاخرين حتى لو كان بسيطا لكى ينظر نظرة محايدة بين معتقده و بين المعتقد المخالف له فيتولد الشك و ذلك الشرط بالطبع غير متوفر عند كل الناس ، و يوجد نوعان للشك و أنا هنا لا أقصد ان اقسم الشك بطريقة فلسفية بل بطريقة سيكولوجية ، و للدقة ان من الناحية النفسية ان الشك له نوع واحد و لكن يؤثر بطريقتين عندما يستخدمه الانسان بأسلوبين و سأتناول ذلك الكلام بشىء من التفصيل .. نرى كثيرا أناسا يستمتعون بالشك و أخرين يُعذبون به .. لماذا اذا تحدث تلك المفارقة ؟!.. هل هناك جماعة استخدمت نوعا معينا من الشك و مجموعة اخرى استخدمت اخر ؟! .. سأذكر قصة .. عندما كنت صغيرا و شككت فى معتقداتى كان المحرك الذى دفعنى هو الخوف بل الرعب كنت خائفا من ان يكون دينى على خطأ فأذهب الى جهنم .. و لكن عندما كبرت كان المحرك لشكى هو شغفى و رغبتى فى معرفة الحقيقة فكانت رحلة البحث عن الحقيقة (و التى لم تنتهى بعد ) مليئة بالعجائب ، عندما تغزو بلدان الافكار لتفتش فى جوانبها و نواحيها عن الحقيقة و عندما تجد خيطا رفيعا لها تفرح و تلهو كالطفل و عندما تكتشف فى النهاية انه ليس لها تصاب بيأس و لكن يتبدد اليأس عندما تتذكر لذة البحث و الحيرة التى ستعود و تسكن فى عقلك ! و من هذة الفكرة نستخلص الاتى : عندما يكون الشك هدفه هو النجاة و طمعا فى ثواب و تحاشيا للعقاب سيكون مرعبا كليلةٍ اختفى فيها القمر و عندما يكون هدفه هو البحث عن الحقيقة ستصاب بنشوة كنشوة العشاق و السكارى .

#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات