|
مستقبل الأرمن في العراق
فواد الكنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4759 - 2015 / 3 / 26 - 08:43
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الأرمن طيف من أطياف الأصالة للشعب العراقي، ومكون من مكوناته، ساهموا ومازالوا يساهمون في بناء حضارته بوفاء وصدق وإخلاص وطني مشرف . ولكن اليوم يتعرضون الى غبن وإجحاف وصل الى درجة التي إذ ما استمرت الأوضاع على ما هي علية فان الأرمن بعد عدة أعوام سينقرضون من العراق لا محال ويصبح وجودهم في خبر كان...! وهذا إن دل على شيء، دل على مدى تقصير أجهزة الدولة البرلمانية والحكومية بعدم تمكنها من حماية هذا المكون العريق من مكونات الشعب العراقي . وطالما كنا نتمنى ان تكون الدولة العراقية ما بعد 2003 والتي تبنت نظام حكم ديمقراطي برلماني، ان تتجاوز أخطاء الحكومات العراقية السابقة في قامة نظام يحمي ويؤمن حقوق المواطنة والحرية ويوفر الأمن ويضمن السلام والتآخي لأبناء الشعب دون تميز واضطهاد الذي عانته المكونات والقوميات الصغيرة المتعايشة على ارض العراق في العهود السابقة، بكون رؤيتنا لنظام الحكم الجديد وبدستوره يتجاوز كافة السلبيات والتداخلات ويتوافق مع التطورات التي يشهدها العالم وخاصة في مجال حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وهذا يعني إقرار الضمانات التي تكفل وتصون حقوق المواطن دون الاكتفاء بتصريحات عن حقوق الإنسان والديمقراطية والمجتمع المدني فحسب . فالدستور الحقيقي والديمقراطي، والذي يعبر عن فلسفة حكم تعتمد الديمقراطية والتعددية والتنوع القومي والسياسي وتداول السلطة سلميا والتخلي عن المركزية وسياسة الحزب الواحد ، والاعتماد على اللا مركزية في الحكم والنظام الفيدرالي، ومشاركة كل العراقيين في الحكم بما فيهم كافة القومية والديانات والاثنيات المتعددة، صغيرة كانت ام كبيرة ، وكسبيل صحيح لدولة المواطنة التي لطالما حلم بها كافة أبناء الشعب العراقي ، عندئذ فحسب كنا سنقول: ان نظام الحكم قد أصبح نظاما ديمقراطيا ودستوريا يواكب التطور الحضاري والذي يعتمد مبدأ المساواة بين المواطنين ويبتعد عن سياسة التمييز القومي والديني والمذهبي ومراعاة واحترام النسيج الاجتماعي للشعب العراقي ومؤسسات المجتمع المدني. فأننا من هذا المنطلق نؤكد على أن الأرمن مع إخوانهم الأشوريين الذين اليوم يجري تهميشهم وإقصائهم واستهدافهم دينيا وقوميا يجري وفق سياق واحد في وقت الذي هم يمثلان من القوميات العريقة والأصيلة في العراق . فالأرمن، مكون عراقي جسد تواجده ومساهماته وتضحياته على كل المستويات الوطنية وفي مختلف المجالات، وهي الأسباب التي تستوجب ان يكون لهم مقومات و حقوق قومية في العراق الجديد، نظرا للمعانات التي واجهوه من الاضطهاد القومي والديني من الأنظمة السابقة والى يومنا هذا ، وما زالوا يتعرضون للتهجير ألقسري والاستهداف والخطف والتهديد وقتل رجال دينه وتفجير دور عبادته، الأمر الذي أدى إلى هجرتهم إلى دول الشتات والمهجر . وهنا من حقنا ومن حق أي مواطن عراقي ان يسأل : لماذا هذا التميز...؟ وأين المادة 16 من الدستور والتي تنص : (( تكافؤ الفرص حقٌ مكفولٌ لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك ))...؟
و نقول: ليس من حق أية جهة كانت، بما فيها مجلس النواب العراقي، ان يقوم بتهميش هذا المكون وسلب حقوقه القومية دستوريا من خلال عدم تشريع وإصدار القوانين المتعلقة بحقوقه استنادا على العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة وخاصة ونحن في العراق دولة تتبنى الديمقراطية كنهج لها . فالأرمن العراق،وكسواهم الأشوريين، كانوا وما زالوا يؤمنون بانتمائهم الوطني العراقي، فقد خدموا وتطوعوا في صفوف الجيش وقدوا شهداء دفاع عن ارض العراق ، وعلى هذا الأساس فأن الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي ملزمان باحترام حقوقه وحقوق المكونات العراقية الأخرى الذي يتركب منه النسيج العراقي، وان تباشر بتشريع قوانين تضمن وتجسد فيه حقوق كافة المكونات و وفق الدستور لعدم أفراخ وجود هذه المكونات من العراق لان مؤشرات الهجرة الأرمن والأشوريين، نتيجة الاضطهاد والتهميش، وصل الى أقصى درجات الخطورة خلال مرحلة ما بعد 2003 في أفراغ وجودهم من العراق بالمطلق..! وهذا مؤشر خطير جدا في ملف حقوق الإنسان والذي يدرج في باب (الإبادة الجماعية) التي على أبوابه سيلحق لا محال نتيجة لأسباب ذاتها ملف (الأشوريين ) وبعدهم الصابئة والايزيديين و هلم جرا ...! اذا لا بد من دراسة هذه الملفات دراسة معمقة وجدية ووضع أسس عملية لحد من ظاهرة الهجرة وأفراغ العراق من وجود هذه المكونات الصغيرة حفاظا على هويته الوطنية والعمل على توفير سبل عودة المهجرين بما يضمن لهم سبل العيش الكريم بالأمن والسلام والتآخي في مجتمع تعددي حر . فوجود الأرمن في العراق وجودا ضارب في عمق تاريخ حيث عاشوا على تربته منذ عهد الأشوريين، أي بحدود (الألف الثالث ق.م) وقد وجد في إحدى الرقم الحجرية المكتشفة في مكتبة الملك (أشور بانيبال) في نينوى "تعود كتابتها الى عهد لملك( سرجون الاكدي) وحفيده( نرام سين ) (الألف الثالث ق.م) باسم (ارماني أو ارمانم)، ويذكر التاريخ العراق القديم بان الإمبراطورية الأشورية دخلت مع الجارة الشمالية مملكة ( اورارتو، أو آرارات) في أرمينيا في علاقات تحالف تارة وحروب تارة أخرى"، وتم بينهما تقارب وتزاوج ليتم التآخي والاندماج بين المكونين بشكل كبير ، ويذكر المؤرخ اليوناني (هيرودوتس- القرن الخامس ق.م) عن علاقات أرمينيا والعراق القديمة فيقول" إن الأرمن كانوا ينقلون بالمراكب عبر نهر الفرات البضائع التي كانوا يبيعونها إلى بابل ونتيجة لذلك فان الكثير من هؤلاء التجار الأرمن استقر في بابل وكونوا مجتمعا سكانيا كبيره تعيش مع غيره من المجتمعات هناك بأمن وسلام". كما استقر كثير من الأرمن في العهود اللاحقة في مدن أخرى في العراق، ولا سيما في الفترة التي خضعت أرمينيا للحكم العربي في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وتشير المصادر التاريخية إلى وجود الأرمن في موصل في أواخر القرن العاشر الميلادي، وفي البصرة عام 1222م ، و في بغداد عام 1354م ، وفي القرن الرابع عشر الميلادي، كانت هنالك جاليات أرمينية في اربيل . وحدثت هجرات للأرمن من إيران إلى العراق في القرن السابع عشر الميلادي خلال حكم (الشاه عباس الصفوي). وبعد احتلال بغداد من قبل السلطان العثماني( مراد الرابع) في 25 كانون الأول- ديسمبر 1638م، أنشئت كنيسة القديسة مريم العذراء للأرمن الأرثوذكس عام 1640 في منطقة الميدان ببغداد، وأستقر كثير من الأرمن ببغداد بعد إنشاء هذه الكنيسة والتي ما زالت قائمه الى يومنا هذا، وهذا التاريخ مؤرخ على احد أطواق الأبواب على الكنيسة ، وتعد من المزارات الدينية التي يؤمها أبناء الشعب العراقي بمختلف دياناتهم وطوائفهم. وفي هذا القرن أيضا وقعت للأرمن ثلاث هجرات جماعية إلى بغداد، فنشطت الأرمن فيها، حيث جاءت الموجة الأولى سنة 1604/1605 من الأرمن الذين هجرهم الشاه عباس إلى أصفهان، فهاجرت جماعة منهم إلى بغداد. وقدمت الموجة الثانية سنة 1616 من الأناضول هربا من ظلم الجلائريين، أما الموجة الثالثة فوقعت عام 1638 عندما دخل العثمانيون بغداد. وفي القرن الثامن عشر، كانت هناك تجمعات للأرمن مزدهرة في البصرة، وكان الأرمن يسيطرون على حركة التجارة في المدينة وقد شهد( بكثرة عدد الأرمن) في البصرة كل السياح الأجانب المارون بها عام 1765كما يذكر ( دبر نرسيس صائغيان البغدادي) في كتابه (تاريخ الأرمن الكاثوليك في العراق) بيروت، المطبعة الكاثوليكية، 1944، ص 47. وفي بغداد عام 1831،عندما تفشى مرض (الطاعون ) لم يبق من الأرمن والأشوريين في المدينة سالما الا بإعداد ضئيلة جدا . وكان المسيحيون من ( الأرمن والأشوريين ) يعدون يومئذ نحو( 2000) نسمة منهم سبعمائة نسمة من الأرمن اما الآخرون فكانوا من الأشوريين ،وهم كانوا يمثلون نصف سكان بغداد آنذاك ، وقد أهلك الطاعون في مدة ثلاثة أشهر ثلثي أهالي بغداد . وحدثت اكبر الهجرات الأرمن إلى العراق بعد تعرض الأرمن في الدولة العثمانية( تركيا) إلى مجازر الإبادة عام 1915في مطلع القرن التاسع عشر نتيجة للمجازر التي ارتكبها العثمانيون الطورانيون، ونتيجة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن من الحكومة العثمانية، فقد تم إيواء المئات من الأيتام في بغداد، وفي أعقاب الاحتلال البريطاني لبغداد 1917 ازداد عدد الأرمن في العراق نتيجة للهجرة المنتظمة إليه بحثا عن الأمن والأمان في ظل الرعاية الإنجليزية، فهاجر نحو 25 ألف أرمني مع إضعاف المضعفة لهذا العدد من أشوري إيران وتحديدا من منطقة (أورمية) في إيران إلى العراق، فسكنوا قسم منهم في ديالى والأخر في الحبانية – محافظة الرمادي وآخرون سكن في كركوك وبغداد والموصل والبصره ، وفي سنة 1924 "أحصت مطرانيه الأرمن الأرثوذكس في العراق بان عدد الأرمن قد بلغ نحو 6539، ووفق إحصاء أخرى بلغ الأرمن في العراق نحو 18 ألف أرمني". وفي عام 1947، بدأت هجرة معاكسة للأرمن من العراق الى جمهورية أرمينيا السوفييتية والى شتات العالم كسواهم من أشوري العراق بعد ان تتابعت موجة الاضطهاد والتميز العنصري دينيا وقوميا عليهم في العراق ،الأمر الذي أدى بهم الى الهجرة والنزوح إلى خارج الوطن، ورغم ما تعرضوا ويتعرضون الأرمن في العراق فما زال وجودهم حاضر وشاخصا كسواهم من أشوري. ومن خلال وجود الأرمن في العراق اصدر عنهم عدد من الصحف باللغة الارمنية، فأول صحيفة ارمنية صدرت في بغداد كان في عام 1890 حملت اسم ( بونج - الباقة) استمرت في الصدور لمدة عامين وبعدها صدرت صحيفة ( ديكريس - دجلة) عام 1924 التي توقفت بعد بضعة إصدارات ، كما صدرت صحيفة (كويامارد - صراع الوجود) الأسبوعية من 1948-1954، ومن 1957-1958. وبعد هذا التاريخ لم تصدر أية جريدة للأرمن عدا النشرات الكنسية او المدرسية وفي أيطار محدود جدا وذلك لطبيعة الأوضاع السياسية التي منعت الإصدارات الإعلامية بكافة أنواعها واشكالها الغير الخاضعة لمؤسسات الدولة وفرض عليها رقابة وحضر صارم. فالأرمن العراق بصورة عامة هم على الديانة المسيحية وغالبيتهم هم من أتباع الكنيسة الأرمن الأرثوذكسية مع وجود أتباع لكنيسة الأرمن الكاثوليك، فهنالك كنائس أرمن في كل مدن الرئيسية في العراق ومنها كنيسة الأرمن الأرثوذكس في البصرة يعود تاريخ بناءها إلى عام 1870م. وكنيسة واحدة في كل من كركوك و زاخو والبصرة، وكنيسة واحدة في قرية (آفزروك) الأرمنية القريبة من زاخو ، وكنيستان في الموصل، تعرضت إحداهما لعمل إرهابي عام 2004 ، واكبر تواجد للأرمن العراق، كان بمدينة بغداد حيث نشطت حياتهم الاجتماعية والثقافية والتجارية فيها بشكل ملحوظ وهو الأمر الذي عكس بوجود عدد كبير من كنائسهم في بغداد، نذكر منها كنيسة (القلب الأقدس (للأرمن الكاثوليك في الكرادة الشرقية وكنيسة (القديس كريكور أو غريغور) للأرمن الأرثوذكس في منطقة باب شرقي و(كنيسة الأرمن ) في حي الجادرية وكنيسة (سيدة الزهور) للأرمن الكاثوليك في حي الكرادة وكنيسة (مريم العذراء) للأرمن في منطقة الميدان - التي سبق ذكرها - وهي أقدم كنائس الأرمن في بغداد، و كنيسة القديس (كرابيت) للأرمن الأرثوذكس في منطقة ) كمب سارة ) وعن ذكر( كامب ساره ) لا بد من الإشارة إلى أن كامب ساره ،هو احد الإحياء يقطنه الغالبية الارمنية في قلب بغداد واسم ( سارة ) يعود الى فتاة ارمنية بغدادية وهي ابنة ( اوهانيس هوفهانيس ماركوس اسكندريان -1834-1899) أحد وجوه الأرمن ببغداد، وقد أوتيت من جمال الوجه ما لم تؤته فتاة، وقد وقوع الوالي العثماني( ناظم باشا ) في حبها ولكنها رفضته وتصدت له وقصة هذه الواقعة طويلة وربما سنأتي بالحديث عنها بالتفصيل في مقالة أخرى . فـ(سارة اوهانيس) "ولدت في بغداد عام 1889، وفقدت والدتها صوفي (1856-1895) وأختها الصغيرة( زابيل)، ثم والدها قبل أن تبلغ سن الرشد لتبقى تحت رعاية عمتها و وصاية عمها (سيروب اسكندريان)، وقد خلف لها والدها ثروة طائلة جداً، تتضمن أموالاً وبساتين وأراضي زراعية في بغداد والصويرة والحلة ومنطقة الشوملي، فضلاً عن أراض واسعة ضمن حدود أمانة بغداد قسمت وبيعت لتغدو في ما بعد منطقة سكنية تعرف بـ(كمب سارة) ، وكان دار أهل ساره، فخما جدا يقع في شارع الرشيد ببغداد على ضفاف نهر دجلة، وأصبح في ما بعد أحد فنادق بغداد المعروفة وأسمه (ريفر فرونت هوتيل)، وقيل إن أملاكها كانت من الكثرة وكبر المساحة بحيث كان القطار يستغرق في مسيره مدة نصف ساعة للخروج من حدودها وفي عام 1917، أسست سارة خاتون مع عدد من النساء الأرمنيات في بغداد (الهيأة النسوية الأرمنية لإغاثة المهجرين الأرمن) بفعل مجازر الإبادة الأرمنية في الدولة العثمانية تركيا عام 1915، وقامت سارة خاتون وزوجها (تانييل) ، قبل أن يتوفى في باريس في عام 1922 بتوزيع الطعام والملبس على 20 ألفاً من المهجرين الأرمن في العراق، وبزيادة عدد المهجرين الأرمن، أصبح حي (كمب الكيلاني) وهو أيضا من الإحياء الغالبية الارمنية لا يستوعبهم، فقامت( ساره ) في العام 1937 بتوزيع أراضيها لقاء مبالغ مالية زهيدة، وسمي هذا الحي الأرمني حي (كمب سارة)" . وفي عموم العراق ظهرت شخصيات الأرمن بارزه لا يمكن إحصائها في اسطر قليله، ولكن هنا لا بدا ان نذكر الشخصية الأرمن المعروفة في العراق هو الأستاذ (كولبيكيان) الذي كان له أسهما في شركة نفط كركوك وساهم في بناء نادي كبير جدا للأرمن في كركوك ومدرسة ابتدائية ، وهو بدورة ساهم في بناء كنائس أرمن وأشهرها في ساحة باب الشرقي في بغداد كما قام بإنشاء الملعب الاولمبي وهو ما زال الملعب الوحيد في بغداد تقام علية كل مباريات الدولية إضافة الى قيامه بإنشاء بناية المتحف الفني الحديث للفنون التشكيلة في باب الشرقي والذي كان معروف باسم (قاعة كولبيكيان ) ، إضافة الى قيامه بمشاريع كثيرة في العراق لحين قيام الدولة العراقية في السبعينات القرن الماضي بتأميم شركة نفط الشمال وحصته . ولحجم الكثافة السكانية للأرمن في بغداد فقد انشئوا لهم أربع مراكز ثقافية ورياضية ومراكز لتعليم اللغة للأطفال الأرمن, ويذكر بان أول مدرسة أرمنية أنشأة في بغداد كان في عام 1852 باسم (تاركمانجاتس - المترجمون) ،وفي عام 1917، دمجت هذه المدرسة مع (المدرسة الزابيلية) الأرمنية، وهي أول مدرسة للبنات في بغداد تأسست عام 1901 ، لتتكون منها أول مدرسة مختلطة في العراق ، وفي عام 1921 افتتحت مدرسة للأرمن في منطقة (كمب الكيلاني ) ببغداد سميت لاحقاً (مدرسة سفاجيان). وقد دمجت مدرستا (تاركمانجاتس) و(سفاجيان) عام 1948 لتتكون منهما (مدرسة الأرمن الأهلية( وكانت تضم صفوفا وطلبة من كلا الجنسين في المراحل الدراسية من الروضة وحتى الإعدادية، والتي استمرت حتى عام 1974، حينما جرى تأميم جميع المدارس الأهلية في العراق، وأعيد افتتاح (مدرسة الأرمن الابتدائية الأهلية المختلطة) في 15 تشرين الأول-أكتوبر 2004. وبعد احتلال الأمريكي للعراق وتفاقم الأوضاع الأمنية في البلاد والتي راح ضحيتها المسيحيين من( الأرمن والأشوريين ) نتيجة تفشي ظاهرة استهدافهم على الهوية (الدينية والقومية) فقد أصابهم مصاب جلل من خطف وتهديد وقتل مما حدا بهم الى النزوح ألقسري والهجرة من بصره وعمارة وحله وبغداد ليخلو وجودهم من مناطق كانت الى الأمس القريب عامرة بسكانها الأصليين من الأشوريين والأرمن . و بسبب استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في وسط وجنوبي العراق في فترة احتلال الأمريكي للعراق في 2003 نزحت ميئات العوائل ألارمنية من بصره و بغداد والموصل وعماره وبابل للعيش في مدينة أربيل و دهوك والقسم لأخر هاجر الى خارج العراق الى أرمينيا ودول الشتات تاركين ورائهم ذكريات وطن على أمل الرجوع والعودة الى وطنهم العراق وهو ينعم بالأمن والسلام دون تميز و اضطهاد، وكمكون من مكوناته، ضحوا من اجله الكثير وقدموا له الكثير . لان العنف والاضطهاد المنظم والتهجير وسلب حقوق المكونات الصغيرة والاستهداف على الهوية القومية والدينية هو الذي يجبروا هؤلاء للهجرة من العراق ، وهنا لابد من كلمة نذكر هؤلاء الغامسون في العنصرية والتميز، بان الإيديولوجية وثقافة الاستبداد والقهر التي يريدون ان تخضع الوقائع لاشتراطاتها ولا تقبل الرأي والرأي الأخر، هذه الممارسات التي أخذت امتدادها منذ شباط 1963 وأنهكت ودمرت كل بيت عراقي، للأسف تحاول من جديد ومع قوى الإرهاب التكفيرية الدينية ، تكوين دولة الخلافة تقصي المكونات الأساسية من الشعب العراقي، وهذه الأفعال الإجرامية لا محال لن يكل لها النجاح مهما استبدوا ، الا لاقوا مزيدا من العار والخذلان مهما زادوا من الاستبداد فلن يطول لان الشعوب لا بد ان تثور ضد الطغيان وترجع الحقوق الى أصحابها الشرعيين مهما طال الزمان .
#فواد_الكنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربيع الدم ربيعهم .. و ربيع الزهر ربيعنا
-
حلف ناتو والحاضنة التركية والتأمر على الشرق الأوسط
-
داعش، تجر أذيال الهزيمة في العراق
-
اثار نمرود (كالح) أعظم موقع اثري لحضارة الأشورية يدمره داعش
-
الخريف العربي انتكاسة في حقوق المرأة وحريتها
-
داعش و جريمة التاريخ في تدمير الآثار الأشورية
-
داعش تصاعد في سوريا حملتها البربرية ضد القرى الأشورية في الح
...
-
مجزرة مسيحيو مصر الأقباط .. وجرائم داعش .. وسكوت واشنطن
-
مفهوم الفن وفلسفة الإبداع عند الفنان التشكيلي
-
الوحدات القتالية .. صحوة أشورية
-
معركة كركوك وانتصار البشمركة
-
كركوك لن تكون موصل ...
-
عراق اليسار
-
أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش
-
إقليم كردستان واحة للسلام .... رسائل الكرد الى الأشوريين الم
...
-
ويأتي عام 2015
-
لكي لا تكون المرأة ضحية دون ثمن ...!
-
بين صحيح البخاري وصحيح مسلم فقد المجتمع صحيحه تأويلا.. والصح
...
-
جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!
-
التطرف يقوض امن المسيحيين في الشرق الاوسط وباقي الاطياف الاخ
...
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|