نجية جنة
الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 17:59
المحور:
الادب والفن
قراءة الأستاذ عبد الله لمتوني لقصيدة أمي
كم يشدني نبض حرفك المنبعث من عمق أصيل ، من تجربة صادقة ، بعاطفة نبيلة يلفها الشوق نحو معبر آخر .إنه الصراع الأبدي في حياة البشر حتى ولو عاشوا في أعلى المراتب ، وأعلى المناصب ، بين الحرية والاختيار ، بين الإرادة و الضرورة ، بين اللذة والألم ، بين المباح والمحظور ، بين ما نريد ومالا نريد ، بين الرغبة الجامحة والخضوع للقدر ، بين الذي قد يأتي أو لا يأتي ، بين كل المتناقضات التي تقض مضجعه وهي قدره الذي لا يملك دفعه ، إنها تعكس جانبا من حياة الإنسان ومن وعيه بوجوده ومصيره . إنه صراع الإنسان مع الذات ومع الآخر ، إنه سعيه المستمر للتخلص من ملل الرتابة ليستشرف آفاقا أرحب وتجربة أخرى من تجارب الحياة وهكذا دواليك ، إنها الرغبة في الانعتاق من الشعور بالاختناق .
نعم ، إنها الروح الشاعرية التي لا يخطئها إدراك فنان ،إنه نبض الحرف بإيقاع شجي يؤثر في النفس وتنفعل به ويهز الوجدان ويسلي الأذن ، بانتقائك للكلام في ما يليق به من مقام ، هي فلتة من فلتات الزمان في عالم الإبداع لا يتذوقها إلا من رام أن يستوعب مخزونها الساري في كيان الفنان . طوبى لك سيدتي بهذا الفيض الفتان . الذي يعجز عن التعبير عنه اللسان ولكن لا يخطئه الجنان !
أمي
مساؤك زعفران وعسل وعنبر
بدعائك يكابر نبضي ويصبر
نظراتك تسألني
فلا أملك سوى أن أبحر
ولا أحكي لك عن الضجر
أمي......
دعي الكلام للقدر
ضاقت مدينتي ،
أضناني الشوق و طرقات السفر
أعود لنلتقي
ثم تلفني خيوط الشمس
لمغيب آخر
أمي.....
أنت وحدك المعبر
ولكني أملك من الهم أكثر....
نجية.جنة13/03/2015
#نجية_جنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟