أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - قصيدة الغد بين محمود درويش وشارل بودلير














المزيد.....

قصيدة الغد بين محمود درويش وشارل بودلير


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 06:53
المحور: الادب والفن
    


قصيدة الغد بين محمود درويش وشارل بودلير
***********************************
الشعراء الكبار عكس ما كتبه بعض النقاد كونهم كلما تبحروا في التنظير كلما قل منسوب الشعرية في ابداعهم . ولعلي أعود الى هرمين شعريين الأول فرنسي والثاني عربي لدحض هذه الفرضية المتهافتة . وهما بودلير ومحمود درويش .
سبق لي في سنة 2012 أن كتبت مقالا بعنوان " محمود درويش ناقدا " ، بعد ان أذهلتني نظراته النقدية في قصيدته الرائعة " لاعب النرد " وفي قصائد أخرى طبعا ، وهي نظرات عميقة الدلالة ولصيقة بمرجعية الابداع الشعري وممارسته أكثر من تأملات المختصين في نقد ودراسة الشعر . وليس مهما الاشارة الى اغفال كل دارسي شعر محمود درويش الى هذا الحس النقدي الذي أدرجه كثيرا محمود درويش في العديد من قصائده . فالشاعر كان محط صراع بين نقاد بعينهم ، كما ان مجمل الدراسات التي تناولت شعره رصدته من جانب شعرية المقاومة والأرض ، وقليلة هي الدراسات النقدية التي منحته حقه من القراءات الجمالية والفنية ، على الرغم من كونه أحد المجددين الأقوياء للقصيدة الحديثة والمعاصرة ، وهو من الشعراء العرب المحدثين القلائل الذي عرفت لغته الشعرية تطورا مطردا ، وجرب أكثر من أسلوب ، وطرق أكثر من موضوع ، واهتم في شعره بتخصيب أسلوبه واشباعه حد الفخامة والبهاء .
وقد كان مشغولا بكتابة قصيدة الغد الى آخر رمق في حياته الشعرية ، وهو ما ركز عليه الشاعرالفرنسي المجدد الذي استعصى على التبويب والتصنيف ، وهو المبدع شارل بودلير ، الذي ارتبط حسب دارسيه ارتباطا وجوديا بالشعر والشعرية ، وكانت له دراسات وملاحظات تدل على انشغاله بكتابة قصيدة الغد ، فقد أبدى رغبته الشديدة مبكرا في كتابة قصيدة جديدة تكسر جمود وقوالب القصيدة القديمة ، وتعبر عن روح العصر وحركيته وتحولاته .
وقد مررت بعبارة محمود درويش عن مفهومه للالهام أو الوحي الشعري ، وهو مفهوم حير النقاد منذ العصر اليوناني الى يومنا ،وأسال الكثير من المداد ؛ حيث انقسم النقاد والباحثون الى ثلاث مدارس ، مدرسة تقر وتؤكد على حالة الوحي والالهام كحالة مفارقة تباغث الشاعر وتفجر فيه طاقات التعبير الشعري ، ومدرسة تنفي أي دخل لما يسمى بالالهام والوحي ، وتعتبره مجرد وهم يختبئ وراءه الشعراء لتمرير قصائدهم باعتبارهم خارج منظومة الانسان العادي ، ومدرسة تحاول ان تزاوج بين الأطروحتين السابقتين .
يرى محود درويش أن لادور للشاعر في القصيدة الا باعتماده على المكابدة التي ترقيه الى مرتبة المهارة ، يقول : " لادور لي في القصيدة / الا اذا انقطع الوحي / والوحي حظ المهارة اذ تجتهد " . وهذا ما وجدته في احدى رسائل بودلير الى صديقه توسنيل ، اذ يقول " الوحي تأكيدا هو اخ العمل اليومي " . ان العبارتين متطابقتين تماما ، وتصبان في نفس المعنى تقريبا . فالمهارة هي بنت العمل اليومي الجاد والدقيق الممهور بنقد تتابعي محايث للاشتغال الابداعي ،وترصد لكل آلياته وتحولاته وأحواله حدود التجلي والتمثل . انه زبدة الاشتغال المهووس بكتابة جديدة ، كتابة تحاول تجاوز القائم والثابت والمنتوج سلفا . وهذا ما رشح عن سيرة الشاعرين المثالين في مسيرتهما الشعرية . فقد كانا مشغولين بانتاج قصيدة جديدة ، ولا نتاج هذه القصيدة على الشاعر ان ينتبه الى القصيدة الحالية والقصيدة الماضية ويصغي بحذر لنبض قصيدته وتقطعاتها . عليه أن يطلع على قوانينهما وقواعدهما وما ترسخ من بنائهما شكلا ومضمونا .فطبيعة النفس تأنف التكرار وتمجه .
وقد عرف عن بودلير قراءاته المتعددة ، وهو نفس ما ينطبق على الشاعر العربي محمود درويش . كما ارتبط الشاعران بثورات شعبيهما ، وان كان ارتباط درويش أكثر رسوخا ، كما أن ظروف حياة الشاعرين قد تتماثل باعتبارهما عانا من الغربة مع فارق في نوعية الغربة ومكابدة الحنين ، الأول الى الأم والأسرة، والثاني الى الأرض والأم . فأوجه التطابق بين التجربتين تكاد تلتقي في مستويات عدة .
وقد تأتى للشاعرين طموحهما ، فبودلير هو صاحب مشروع قصيدة النثر الفرنسية والغربية تأصيلا وممارسة . ومحمود درويش كان بعد تردد كبير من مبدعي القصيدة العربية بجميع أشكالها الموزونة والحرة والنثرية حسب أمجد ناصر فيما تعلق بقصيدة درويش النثرية .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة العربية في رحلة الى الجحيم
- الشعر نبض الحياة
- لي أخ لا أعرفه
- نحو بناء مثقف جديد-2-
- من تداعيات جائزة الشعر لاتحاد كتاب المغرب
- أهلا بالعرب يف امبراطورية ايران
- نحو بناء مثقف جديد
- اللعنة
- الشعراء يُحزنون الحزن
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -15-
- جريمة لايقترفها الا الجهلاء
- كقبلة تدمي ....
- حميد الحر شاعر القصيدة الساخرة بامتياز
- دعوة الى لم الشتات
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -14-
- الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة ...
- الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة ...
- حين يتأخر القطار تفسد الرحلة
- مجتمع آخر او مجتمع الجناكا -رواية-13
- رائية المغرب


المزيد.....




- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - قصيدة الغد بين محمود درويش وشارل بودلير