|
وليد النظام العالمي الجديد
رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 16:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وليد النظام العالمي الجديد كل امم التاريخ تسعى لبناء امجادها وممالكها وامبراطورياتها وتبذل الغالي والنفيس لتحقق اهدافها في الاستحواذ على مصادر الثروة والطاقة من خلال تسخير المجتمع (افراد وجماعات وشعوب) الى تقوية وتطوير امكاناتها وتثار بسبب ذلك الغزوات والحروب وغالبا ما تكون الشعوب هي وقود الحروب والكوارث ، ونقلت لنا قصص التاريخ امجاد الامم في اقاصي الارض ومشارقها ومغاربها وكلها كان مصيرها الى الاضمحلال والزوال لتظهر بعدها امم اخرى تبني امجادها لتلاقي نفس المصير في الزوال. وبعد سلسلة تاريخية وصولا الى عصرنا الحاضر نعيش اليوم النظام العالمي الجديد الذي حل محل الامبراطوريات والممالك وهذا يعتبر انعكاسا للثقافة والحضارة الجديدة حيث تحرص الدول الكبرى على عدم استخدم التعابير السياسية السابقة المكنى بها الاستعمار للاستعباد ولنهب الثروات واستغلال الموارد ، فالنظام العالمي الجديد لا يظهر بملمبس سابق عرف على انه استعمار بل يسعى الى تطوير وتغيير اشكاله لتمرير دسائسه وتدبيراته الخبيثة على عقول البسطاء من الشعوب ، وغالبا ما تكشف الشعوب بوقت متأخر هذه المخادعات ، الا انها تكون قد فقدت الكثير وقدمت خسائر استحوذ عليها المستفيد تعويضا لذكائه وغباء الضحايا . اليوم ينعم النظام العالمي الجديد منذ سنوات بالنجاح المفعم بالحيوية والنشاط ويشارك في نجاحاته كل من يملك مفاتيح المشاركة للعب مع الكبار وقد تجلت ملامح هذا النظام العالمي الجديد منذ تفكك الاتحاد السوفيتي تلاها سقوط العراق بالحرب الدولية لتحرير الكويت حيث كانت البذرة الاولى في ولادة سياسة التمحور للسيطرة والاستحواذ على المناطق الجغرافية للارض وبالاخص المناطق العربية. وقد حقق هذه النظام نجاح كبير في تغيير ملامح الجغرافيا السياسية على الارض بانهيار انظمة الدول المهزوزة والضعيفة لدول الشرق الاوسط وافريقيا وكان لا بد ان تكون هناك قوى مرشحة لأدارة هذه المنطقة موالية ومنظوية تحت راية الدول الكبرى في ادارة وتوجيه الاحداث لخدمة النظام العالمي الجديد ، وكان هناك مرشحين اثنين لتولي هذا المنصب هما اسرائيل وايران بعد انهيار الدول العربية وتفتتها اثر خلافاتها الداخلية مع شعوبها لتكالبها على السلطة والدكتاتورية بينما حظت ايران بوحدتها ارضا وشعبا وتاريخا وكذلك كانت اسرائيل رغم قصر عمرها المعاصر الا ان ارثها التاريخي والقومي ودعم واسناد دول الغرب لها . والمرشحان يتنافسان في سباق محموم للاستحواذ والفوز بهذا الموقع ، فايران استحوذت على ارض شاسعة من ايران الى العراق وسوريا ولبنان وغزة اضافة الى البحرين واليمن وبعض دول افريقيا بالوقت الذي لم تبخل اسرائيل في سعيها و نشاطاتها ولا جهودها في ان تكون حاضرة ومؤثرة في المنطقة ... وكل منهما ايران واسرائيل يعمل باسلوبه الخاص فايران ركزت على استثمار الدين وتشكيل المليشيات المناهظة لأنظمة دولها بهدف اسقاط النظم واثارة الفوضى كأسلوب لتسلم مقاليد ادارة تلك البلدان ، معتمدة على مقولة خالدة للرئيس المصري المعزول حسني مبارك حين قال ان ولاء الشيعة ليس لدولهم بل لأيران ، وقد اثبتت الايام والاحداث صدق وصحة تلك المقولة التاريخية التي اعتذر عنها في حينها وتراجع عنها علنا. بينما سعت اسرائيل كعادتها مع دول المنطقة الى اسلوب شراء الذمم ودفع الاموال وزيادة الفساد وتخريب النظم الداخلية ونخر مؤسسات الدول واضعاف هياكلها وبناها الادارية وزرع جواسيسها للتأثير في ادارة تلك الدول واضعاف انظمتها. لقد حقق كل من ايران واسرائيل نجاحات كبيرة في مساعيها للسيطرة على الجغرافيا السياسية للمنطقة للفوز برضى اصحاب القرار لأستلام ادارة المنطقة بتخويل من اصحاب القرار وليكن هذا المرشح الوليد الجديد والابن البار للنظام العالمي الجديد الذي لم يعلن رضاه عن تلك النجاحات لتسليم ادارة المنطقة وتنظر الشعوب العربية مصيرها المحتوم وتتطلع الى ساستها الجدد لتتفاجأ لاحقا بالمدير الجديد صاحب الحل والعقد في ادارة شؤون المنطقة وملبي لسياسة وحاجات ومصالح النظام العالمي الجديد .. ترى هل سيكون هذا المولود الجديد ايران ام الابن المدلل اسرائيل ؟. رياض محمد سعيد / 23اذار2015
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللعب على المكشوف
-
بين ما يتوجب الحدوث وما يحدث
-
شذرات من الليل 0110
-
رسم المشهد السياسي
-
نازح ومباريات بطولة اسيا
-
مقارنة في الديمقراطية
-
الاختيار الكبير
-
متى تصبح النميمة صنعة
-
الثالوث السياسي العراقي
-
الربيع العربي والحاجة للديمقراطية
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|