داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 11:03
المحور:
الادب والفن
مهداة الى المحامي المغترب قاسم ساهي
اللا تزال تبكي على العراق
وتحن الى ماء دجلة
والى شارع ابي "نواس "
وشارع "المتنبي "
وشارع "السعدون"
مهلا يا صديقي لا تنثر دموعك الغالية
أقتصد بها الى وقت التقشف
وليالي الجوع
لم يعد دجلة كما كان
والشوارع لم تعد تلك الشوارع
التي ودعتها منذ سنين
وذهبت الى مدن نائيه
وبلاد قصيه
بغداد اليوم حزينة
سلبوا اساورها , وقصوا شعرها الطويل
بغداد لبست ملابسها النحاسيه
وغادرت السهره
يا صديقي لقد لوثوا ماء دجلة
هربت منه الاسماك
هاجرته النوارس
أما(السعدون ) فلم يعد ذلك الشارع
الضاحك بالماره
المتبسم للسابله
فقد سرقوا تمثاله , ووضعوا فيه النفايات
هدموا دور السينما والمسارح
(السعدون) اليوم حزين
يرتدي خوذة المطر
وينتظر قدوم القمر
هل سيعود القمر محملا بالضوء؟
حامل تحت جناحيه العطور والبخور
ويغني اغاني العاشقين
بغداد تغني بلا شفاه
وفي عينيها دمعة مالحة
بغداد لم تعد بلد الرشيد
ولا بلد شهرزاد وشهريار
ولا بلد حمورابي وآشور
بغداد اصبحت بلد التتار
لقد طعنوها بخنجر مسموم
وهي الآن تحتضر
يا صديقي ايها البعيد القريب
لا تسأل بعد اليوم عن بغداد
وعن لياليها الجميلة
وحدائقها الجميلة
وحاناتها المكتظة بالزبائن
فجميع حاناتها تحولت الى ثكنات عسكرية
تقطنها الجنود بدل السكارى
هل ستعود الى عهدها السالف؟
تضحك ضحكتها الطفولية
وتنام على سريرها المخملي
كعروس مدللة ,كطفلة صغيرة
وهل ستجف جراحها وتنسى الالم؟
بغداد تألمت كثيرا
وعانت كثيرا
وآن لها ان تنام وتهجر الارق
آن لصبحها ان يحضن الغسق
ليولد النهار من جديد
كمولود بكر
بغداد الطفلة الوديعة المدللة
لابد ان تظل في دلالها
لأننا جميعنا نعشقها
لأننا جميعنا يحبها.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟