أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن عامر خاطر - ( الفن والإنسان )














المزيد.....

( الفن والإنسان )


فاتن عامر خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 17:07
المحور: الادب والفن
    


ما الفرق بين الأدب والسينما؟
أو ما الفرق بين القصة والرواية والمسرحية والفيلم؟
سؤالا قد يبدو ساذجا، لأن الأصل واضح وهو الحكاية.
فالقصة والرواية والفيلم والمسرحية حكايات، بل وكتب عددا لا بأس به من الكتابات الجادة المتأملة الباحثة فى مفهوم كلا منهم، وما يختلف ويتميز ويتفرد به كل صنفا عن الأخر، سواء فى الكلمة أو التكثيف أو الصورة، أو كون المتلقى حاضرا الأن.
وتلك الكتابات جميعها هامة وضروية لترسيخ العلوم الأدبية والسينمائية، لكنها لم تختتم عادتا بجملة أشد ضرورة، ولم تجيب على بعض التساؤلات التى تكمن خلف هذه الألوان جميعها....
- ما زلنا لا نعرف على وجه التحديد......
- والسؤال، ما الذى يجعلنا نفضل تلك الحكاية تحديدا، شعرا، أو قصة مكثفة، أو حكيا مسهبا، أو فيلما، أو ننزل خصصيا لمسرحها؟
- وما الذى يجعل تلك الرواية أفضل عند تناولها سينمائيا أو أردئ؟
ويبحث الباحث........
فى قصص تشيكوف المؤلمة ورجله الذى عطس مرة واحدة.. فمات مقهورا.
ويسير بوجل على أسطردوستويفسكى خوفا فقط ،أن يراه جيدا فتكون قصته القادمة عنه هو نفسه، ويرتدى بكل وقارمعطف غوغول ليدخل إلى أنفسه الميتة.
ويصعد بها سلالم شكسبير ويضغط بيده أكثر فأكثر على رقبة ديدمونة فيفأجأه صوتا:
لا..لا..إنها بريئة...قل له الحقيقة
فتنخفض الإضاءة، ويتأوه هاملت محذرا:
تلك هى المشكلة.
فيدفع ماكبث لير،ويطنعه بخنجره المسموم، فتسيل الدماء تحت أقدام الجمهور فترتفع الأيادى بتصفيقا طويلا.
وربما يرقص بعد عودته لغرفته مصاحبا زروبا فى حانته، وفجأءة يتوقف الرقص فيطرح على كازانتزكيس السؤال:
ما الذى تريده بإغواء مسيحك.
فيفأجأه جوته :
دعك عنه...إنه ميفيستوفيليس الذى أتى متنكرا فى ثوب الله.
لعله ظهر له فى شوارع إسطنبول المظلمة..التى أؤكد لك وبيقين أنها كل الشوارع
لكنى أعترف لك باموق أن هناك ثلاث صفحات متتالية أبكتنى ..
فيعدل محفوظ نظارته الطبية :
كل الحكاوى تكمن فى حكايات حارتنا...
فيرتفع صوتا:
صديقى الأمرأعقد كثيرا من ذلك ..هل أظهرت حدبك بعد قراءة روايتى التى كتبتها فى إحدى عشر عاما كاملة.

يبتسم ماركيز:
إنها الدنيا يا صديقى...فقط انصت لذاكرة غانياتى الحزينات ..التى كتبتها فى مائة عام من العزلة لم تكتمل بعد..
فيصفعه قدر كاواباتا الذى حمل وحده الحزن والجمال لسرب طيور بيضاء ودخل ومات وحيدا تماما كما أراد.
فتدفعهم إيزابيل الليندى:
رجاء... اتركونى أحكى لابنتى قصتى بسلام...باولا..أنا هنا
فيرفع صانع الأقفال الفيلسوف ساراماجو رأسه:
إيزابيل....فقط اتركيها تموت...بسلام.
ويدخل منزل القلوب المحطمة ويغلقه خلفه بإحكام.
ويظل باحثا دون أن يقول له ..أن الفروق الزاهية تتوارى بوضوح والفرق فى الحكاية التى لم تكتمل بعد والروايات فى الشوارع، وعلى سلالم البيوت القديمة يجلس جمهور المسرح متأملا، فتظهر الصورة كلها فيلما سينمائيا ...
يقف خلف كاميرته البشر...الإنسان.
الذى يبحث عن نفسه فى كل القصص والأفلام والقصائد التى يراها ويكتبها بنفسه
فقط ليعرف من هو...
فيلتقط كل مرة قصته وروايته وقصيدته ويختفى بهم مع أنغام الموسيقى فى كواليس أى مسرح ...
فيصفق الجمهور طويلا مؤكدا...
نراك جيدا...لكنا لا نعرفك..
ومازلنا نبحث عنا...
( فاتن خاطر )



#فاتن_عامر_خاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( صبية وسائق وبلطجى )
- قصة قصيرة بعنوان ( القاتلة الحسناء )


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن عامر خاطر - ( الفن والإنسان )