أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - ملاحقة الثوار.. هدية ثمينة للإرهاب














المزيد.....

ملاحقة الثوار.. هدية ثمينة للإرهاب


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 17:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عاد جهاز أمن الدولة في ثوبه الجديد (الأمن الوطني) إلى ممارسة أساليبه القديمة في عهدي السادات ومبارك.. ومن بينها تحقيق بعض الموازنات بملاحقة يساريين وليبراليين حتى لا يتهم بأنه يترصد "الإسلاميين" وحدهم... وفي الوقت نفسه هو إجراء "وقائي" من وجهة نظرهم ضد اتساع محتمل لحركة وتأثير اليساريين في مقابل التدهور الاقتصادي والاجتماعي.. وأيضًا ضد احتمالات زيادة نفوذ الليبراليين (خاصة مع الدعم الخارجي) نتيجة المضي قدمًا في المزيد من التدابير المعادية للحريات

من الواضح أن القضايا الأخيرة ليست هدفًا في حد ذاته.. وإنما الأساس هو "تكتيك الردع القضائي" بنشر الخوف وإنهاك الجماعات والقيادات الثورية بالقضايا وإعاشة المعتقلين والإشغال عن القضايا الكبرى التي تواجهها مصر الآن

هذا ما يؤكده بيان الاتهام الصادر أخيرًا بحق 16 عضوًا بحزب التحالف بتهمة التظاهر بدون ترخيص (رغم أن النظام الحالي نفسه جاء على رأس أكبر تظاهرات في التاريخ) والذي صدر فيما يشبه الموازنة أو حتى المقايضة مع محاكمة ضابط الشرطة قاتل شيماء الصباغ التي كانت تحمل الزهور في تجمع صغير حاول استئذان الأمن في زيارة نصب الشهداء في ميدان التحرير، رغم إحالة الضابط أصلاً للمحاكمة بتهمة هي موضع جدل قانوني.. وبالأحرى إحالته بتهمة يمكن التبرئة منها ببعض البراعة من جانب المحامين.. وهو للأسف "التمرين المشهور" الذي سبق استخدامه بنجاح مع الزبانية واللصوص فيما أطلق عليه شعبيًا "مهرجان البراءة للجميع"

وهذه كلها أساليب خطرة حتى على المواجهة مع الإرهاب.. فلا أعرف العقلية "اللوذعية" التي تصر على حشر أنصار انتفاضة يناير وبعض المتحالفين مع انتفاضة 30 يونيو.. حشرهم في صف واحد مع الإرهابيين وجماعة الإخوان

ليست لدي أية أوهام بشأن طبيعة النظام الحالي.. ولا أنتظر منه ما تعجز طبيعته عن أن تعطيه.. وإنما أنزعج بطبيعة الحال من تذاكي بعض العقليات الأمنية والسياسية الحاكمة (أو من تستشيرهم السلطة) .. وربما أصابهم الغرور أيضًا جراء تزايد شعبية الرئيس أو اتساع الآمال في نظامه بعد المؤتمر الاقتصادي.. وربما ظنوا أن الوقت مناسب لاستعادة السياسات "الاستنزافية" لووزيري الداخلية الأسبقين ذوي سيئي السمعة: النبوي إسماعيل وزكي بدر.. ولكنهم لا يدركون أن هذه الآمال الجماهيرية المتصاعدة ذاتها هي أكبر "خطر" عليهم بسبب استحالة أن يفي النظام بها

إذا كان النظام عاجزًا عن تفعيل حقيقي للعدالة الانتقالية.. وللأسف تتخبط الأحكام في لامعقولية بالغة سواء في البراءات العجيبة أو الإدانات المتعجلة دون حتى استيفاء الشروط الشكلية.. فعلى الأقل سيكون من انعدام الحكمة أن يتصور أن من مصلحته ملاحقة وإنهاك القوى الثورية على طريقة "اضرب المربوط يخاف السايب"

من رابع المستحيلات أن تعرف مصر أوقاتًا هادئة، أو حتى ألا تنهار في مواجهة التحديات (وبعضها وجودي) إذا تصور الحكام أن بالإمكان إعادة إنتاج أو بالأحرى تأبيد جوهر نظام السادات ومبارك.. فهذه "تذكرة بلا عودة" صوب احتقان شديد لن يستفيد منه سوى الإرهابيين والفاشيين.. اللهم إلا إذا كان النظام نفسه قد أصابه اليأس وشعر بالحتمية الاستراتيجية لإعادة التقاسم مع هؤلاء، وإن بشروط وحصص جديدة

بديهي (لمن لا يتذاكى) أن القوى الثورية لم تشترك في انتفاضة 30 يونيو لتعيد إنتاج نظام السادات ومبارك.. وبالطبع لم يكن هناك من جانبها انجراف في الإعجاب بـ "كاريزما" الرئيس.. فقد أدركت القوى الثورية المخاطر الوبيلة للمشروع الفاشي.. كما أنها لا تنظر للأمور أو القوى على أنها ملساء متساوية أو "أبيض وأسود فقط".. وإنما تدرك التناقضات في كل حركة، وتراعي الفارق بين الاستراتيجية وبين المواقف التكتيكية (وحتى اللحظية)

أظن أن من واجب القوى الثورية (وربما من مصلحة وقتية للنظام نفسه) ألا تدخل في مواجهات قبل الأوان.. لكن إذا تحامق النظام فلا يلومن إلا نفسه، لأنه لا يمكن مطالبة المعتدى عليه أن يتلقى اللطمات في صمت

لعل إحالة الكودار اليسارية (وقبلها العشرات من الشباب الثوري) للمحاكمات تكون بمثابة جرس تنبيه لكل القوى الوطنية والديمقراطية بأن تعيد توحيد صفوفها على أسس مرحلية على الأقل.. وليكن الدفاع القانوني والسياسي عن هؤلاء جميعًا مناسبة للم الشمل



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما نامت أمي
- أعزائي الثوار.. احذروا الجرّاي
- جرثومة اسمها النمو الذاتي
- الحزب الثوري بين الفندقة والحندقة
- عرفت عبد الغفار شكر
- يا يساريي مصر اتحدوا
- رؤوف عباس وخطى مشاها سريعا
- ثوار الجزيرة
- لا وطنية بدون العداء لأمريكا وأتباعها
- الاستقلال عن التسلط وفزاعاته
- الكراهية العربية المتبادلة مكسب صهيوني مجاني
- وطنيون لأننا نريد التحول الديمقراطي والاجتماعي
- لا تجعلوا انتخابات الرئاسة تفقد الثوار وحدتهم
- صحافة آخر زمن
- انتخاب رئيس أم الانتصار لمنهج ثوري؟
- تثقيف خالٍ من الكهنوت والتسطيح
- تداعيات الذاكرة على هامش سقوط بغداد
- نداء شبه أخير
- اضحك مع نزع الملكية الفكرية
- الكاريزما من الانقلاب إلى الصندوق.. درس شافيز


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - ملاحقة الثوار.. هدية ثمينة للإرهاب