لطيف شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 09:01
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في حواره بجريدة مصراوي وضمن اكاذيبه المضللة قال يوسف زيدان : نعم، فعندما نقارن ما تفعله داعش من قتل وحرق، وما فعله المتشددون المسيحيون من سحل وقتل العالمة "هيباتيا" في القرن الخامس الميلادي، يتضح لنا أن هذه الجماعات تتحدث باسم الإله وهذا نوع من الخبل (حسب قوله)
واود احاطة يوسف زيدان والقارئ الكريم بالاتي :
اولا : ان صدقت قصة مقتل هيباتيا كحادثة فريدة فيصب هذا كشهادة حسنة في حق تاريخ المسيحية الذي لم يوجد بين صفحاته الطويلة ومن خلال عشرات الملايين المسيحيين تكرار مثل هذا الحدث , في حين المقابل انه لايوجد بين صفحات التاريخ العربي والاسلامي الا القتل والاغتصاب .
ثانيا : الكاتب الذكي هو الذي يقرأ الحادثة من مصادرها الموثقة وليس العنعنة
ثالثا : من الامانة قر اءة الحادثة من واقع زمان الحدث وخلفيات تاريخه (الخلاف بين البيزنطين والاقباط ودور اليهود في اثارة القلاقل ضد المسيحيين)
رابعا:لااري في هذا الحوار الا تكرار ممل وكاذب لايفيد ولايجدي ومحاولة تبرير مذابح التاريخ الاسلامي وسلخاناته واسقاطة علي التاريخ المسيحي من خلال حادثة فردية يتيمة .
خامسا : هل يقاس التاريخ المسيحي الطويل وعلي مرار العصور بحادثة فريدة الا اذا كان المتكلم يبحث عن مايسئ للتاريخ المسيحي ولو كذبا وحقدا وتعصبا .
سادسا: يوسف زيدان يجري وراء الشهرة بالاكاذيب والاضاليل وعلي حساب سلام الوطن ولا ننسي مناصرته للسلفيين والمتشددين
واليكم ماكتبه يوحنا النيقوسي وهو اوثق كتب التاريخ علي الاطلاق
1-في مقدمة الترجمة الفرنسية لمخطوطة يوحنا النيقوسي يقول الناشر :(ان هذا الكتاب الثمين يعد من احسن الكتب التاريخية تظرا لاحتوائه علي ادق الحوادث التي جرت في ايام الغزو العربي والحكام يوناني الجنسية لانه كان معاصرا لها وشاهد عيان لاناقلا من غيره )
ويقول الفريد بتلر صاحب كتاب فتح العرب لمصر:( والحق أنه لايمكن في الامكان كتابة تاريخ غزو العرب لمصر بدون هذه المخطوطة ... ان هذه المخطوطة المصرية ساعدتنا علي حل العديد من الالغاز ".)
جاء بكتاب تاريخ العالم القديم ليوحنا النيقوسي ص111-113 للقمص بيشوس عبد المسيح (مطبوع عام 1996م) والذي ترجمته مباشرة من الفرنسية الي العربية الاستاذة ليزة عزيز اسكندر من النسخة الفرنسية للمستشرق الفرنسي زوتنبرج عام 1883 عن اللغة الحبشية وقد استقوا منه كل المؤرخين والكتاب الذين كتبوا في هذا الموضوع:
ظهرت في تلك الآونة امرأة وثنية وفيلسوفة باسكندريا , تدعي هيباسي وكان كل عملها الأنشغال بالموسيقي , وأعمال السحر والتنجيم , وكانت تغري كثيرين بحيل ابليس , لدرجة أن والي هذا الاقليم كان يجلها , وقد استمالته هي بفنها السحري , فجعلته يكف عن الذهاب الي الكنيسة التي كان معتادا الذعاب اليها , ربما كان يمضي اليها بالكاد أو عن طريق الصدفة , وليس تصرفه هكذا لأجل نفسه فقط , بل كان يدفع الكثيرين في هذا التيار , ويستقبل المنجذبين بلطافة .
وفي وقت البابا كيرلس كان حاكم الاقليم (اورست) وحسب تقاليد اليهود المقيمين فيى اسكندريا , كان حاضرا معهم ’ وكان كل سكان المدينة مجتمعون في المسرح , وكان واحد من المسيحيين اسمه هيراكس , وهو خليفة ثاوفيلس البابا , وهو رجل كفء ومثقف , فكان مخلصا للبطريرك الجليل كيرلس , ويحترم تعليمه وكلامه , وكان أيضا متعمقا في الديانة المسيحية ساخرا من الوثنيين . هذا لما رآه اليهود في المسرح صاحوا قائلين :لم يحضر هذا الرجل الي هنا بنية خالصة , بل ليثير الاضطرابات .
مما جعل الوالي أورست حاكم الاقليم , وكان يكره ابناء الكنيسة المقدسة (محتل) يأمر بالقبض علي هيراكس , ثم أمر بضربه أمام جمهور المسرح , علي الرغم أنه لم يقترف ذنبا ! ولما علم البابا كيرلس بذلك , غضب جدا علي هذا الحاكم , وليس فقط بسبب هذا الحادث وحده , بل لأنه قتل راهبا جليلا من دير برنودة ( وادي النطرون) يدعي أمونيوس , مع رهبان آخرين .
وعندما أحيط الحاكم العسكري بهذا الحادث , أمر اليهود قائلا: " كفوا عن خصومتكم ضد الكنيسة " لكن اليهود لم يعيروا هذا الأمر التفاتا , اٍذ كانوا متكلين علي مساندة حاكم الاقليم الآخر , لهذا حدثت جرائم كثيرة , وأثار هؤلاء مذبحة بأن نصبوا فخا , لأنهم أخذوا رجالا كثيرين منهم , وضعوهم في شوارع المدينة أثناء الليل , وجعلوا البعض منهم يصيحون : كنيسة القديس أثناسيوس الرسولي تحترق ! النجدة أيها المسيحيون !
ولم ينتبه المسيحيون لهذه الخدعة وخرجوا مسرعين علي أصوات الصيحات , ففي الحال اٍنقض عليهم اليهود وقتلوهم , وكثر عدد الضحايا , ولما علم المسيحيون الباقون بهذه الجريمة الشنعاء , التي ارتكبها اليهود ذهبوا وأخبروا الأب البطريرك ثم اندفع كل المؤمنين متوجهين بعنف وهم غاضبون اٍلي معابد اليهود , واستولوا عليها وحولوها الي كنائس , ووضعوا في اٍحداها رفات القديس جاورجيوس .
وأما اليهود القتلة فطردوهم من المدينة , وسلبوا ممتلكاتهم وأرغموا الباقين علي الرحيل بلا شئ علي الاطلاق , ولم يستطع الحاكم أورست أن يحميهم , ولما هدأت الثورة بدأ جموع المؤمنين تحت قيادة الحاكم بولس الذي كان خادما لربنا يسوع المسيح في البحث عن تلك المرأة الوثتية , التي أغرت سكان المدينة وحاكمها بخداعاتها السحرية ’ فاكتشفوا الموضع الذي كانت تقيم فيه .
حيث وجدوها جالسة علي عرش عملته لنفسها , فأنزلوها من فوقه , وجروها نحو الكنيسة الكبري المسماه سيزاريون , وكان ذلك أثناء فترة الصوم المقدس . فخلعوا عنها ملابس العظمة , وجروها في شوارع المدينة ليراها كل أحد , حتي ماتت ثم مضوا بها الي مكان يسمي كينارون حيث أحرقوا جسدها .
والتف كل جمهور الشعب ثانية حول البطريرك كيرلس , حيث أسموه ثيؤفيلس الجديد , لأنه أنقذ المدينة من اليقية الاخيرة من الوثنيين .
2- يتطابق السابق مع ماجاء في كتاب يوحنا النيقوسي (تاريخ مصر والعالم القديم ) تحقيق المؤرخ عبد العزيز جمال الدين في صفحة 145 بعنوان ( طبع عام 2011 ) تحت عنوان هيباتيا وحرقها كتب :
3--وفي كتاب تاريخ مصر ليوحنا النيقوسي د. عمر صابر عبد الجليل (طبع عام 2009) في صفحة 127-130 يؤكد علي ماجاء بكتاب القمص بيشوي عبد المسيح باسثناء اختلاف طفيف حيث وضح ان المؤمنين مع الوالي بطرس قاموا بقتل هيباتيا :
......ثم قامت جماعة المؤمنين بالرب مع الوالي بطرس , وكان بطرس هذا مؤمنا تماما لكل ماليسوع المسيح وذهبوا للبحث عن هذه المرأة الوثنية التي كانت تضلل أهل المدينة والحاكم بأسحارها .
وحين عرفوا المكان الذي كانت به ساروا اليها فوجدوها تجلس علي كرسي , فأنزلوها من الكرسي وسحبوها حتي اوصلوها الي الكنيسة العظيمة التي تسمي قيسارية وكان هذا في ايام الصوم , ونزعوا ملابسها وسحبوها حتي أحضروها الي شوارع المدينة حتي ماتت ’ وألقوا بها في مكان يدعي نيكينارون وأحرقوا جسدها بالنار , وكان كل الشعب يحيط بالبطريرك قيرلوس ويسمونه تاوفيلوس الجديد , لانه ازال باقي الأوثان من المدينة
ومن الكتب السابقة نجد الآتي :
ان هيباتيا (370-415م)كانت ساحرة وعالمة !!!!وفاتنة وبارعة الجمال -- كان عمرها 65 عاما -- كما ادعوا البيزنطيين والكتاب المسلمين الذين نقلوا عنهم .
ان البابا كيرلس لم يكن له دور البته في قتلها
وللمقال بقية والبحث طويل وموثق
#لطيف_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟