أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد الحسين التهامي - المواجهة الوردية-في بعض اليات التحول الفكري والعقدي-المسير نحو التطرف تحت مجهر التحليل السردي















المزيد.....

المواجهة الوردية-في بعض اليات التحول الفكري والعقدي-المسير نحو التطرف تحت مجهر التحليل السردي


احمد الحسين التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 22:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


المواجهة الوردية!!
بقلم: احمد التهامي.
( في بعض اليات التحول الفكري والعقدي)
(المسير نحو التطرف تحت مجهر التحليل السردي!! )
1.مقدمة منهجية:
ساعتمد بشكل كبير في مقاربة موضوع التطرف والتحول نحو التطرف على مرجعية المفكر الفرنسي ميشيل فوكو خاصة كتابيه حفريات المعرفة ويجب الدفاع عن المجتمع وان كنت ساخضع منطق وموضع الطرفين لبعض اليات المقاربة السردية بحسب النظرية العاملية لجوليان غريماس بحسب مصادرها المتوفرة عندي.(1)
2.في تاريخ العلاقة:
2.1 : في بدايات القرن العشرين عندما قامت الدول في المنطقة العربية كانت عبارة عن منح الاستعمار المغادر للاقطاع العربي (ماعدا في المغرب) اليات الحكم وامتدادات الادارة المحلية وبالتالي فالعلاقة بين السكان (اللذين سنسميهم لاحقا مجتمع)وبين الادارة والدولة كانت في ابسط اشكالها وربما لم تكن موجودة فعلا (كما هو الحال في البادية والصحراء)!وحين جاءت انظمة الحكم الفردية الطابع عملت بسب اتجاهاتها الشعبية على الامتداد نحو كل اطراف المجتمع وبسبب اعتمادها على الجيش شكلت الدولة الهجين مرجعية ابوية حاضنة لبعض الفئات الهامشية الضعيفة مجتمعيا (اقليات عرقية وسلوكية؟!) وفي لحظة سقوط الانظمة بعد عقود عدلت الانظمة السائرة نحو الانهيار خطابها ليلم اوسع حشد ممكن لمواجهة الانهيار!لذا لجاءت الى كل الاعتبارات القديمة المخزنة في ذاكرتها وعرتها نفسها واتباعها من كل ادعاءات الحداثة !!وكشفت عن بعض عوراتها (الاستناد للدعم الطائفي في العراق-الدعم القبلي في ليبيا- دعم الاقليات في سوريا)!وتبين مع هذا ان شكل الدولة الحديثة مستورد من الغرب بكامله دون ان يتم دمجها في المنظومة القديمة اذ الدولة هي عصا الطبقة البرجوازية في اوربا تستخدمها في المنع والعقاب تماما كما تستخدمها في المنح والانشاء(انظر فوكو : يجب الدفاع عن المجتمع؛ص67 )!!.(2)
2.2: بعد سقوط الانظمة لاتتحول الاوساط الكبرى الداعمة للانظمة الى التطرف الناشئ بل تحاول لفترة بسيطة تبني منطق وخطاب المنتصر سواء قناعة ام خوفا!او على الاقل تختفي من واجهة الحدث حتى تعرف الى اين سوف تميل لاحقا!ومع استمرار المنتصر في محاولة دمغ انتصاره بالشرعية وتاكيده الدائم على كون انتصاره نهائي وغير قابل للتفاوض!!(انظر فوكو :يجب الدفاع عن المجتمع ص 69 )(3)وربما هذا التاكيد سببه الخفي الايمان بقوة الخصم لعقود فلم يعد ممكنا القبول بكونه انهار وانتهى في سنوات!ويزيد الامر تاججا ان النظام كان قبل سقوطه بلحظات اخرج كل مافي جعبته من قوة ضد خصومه فاستفزهم ثم ذهب!! فاصبح لديك في هذه الحالة فائضا من الغضب غير المنفس!يحتاج لارض براح لينطلق لايجدها الا في تعذيب من يشك انهم كانوا اعوانا للنظام حتى لو تحولوا عنه!ما يدفع لولادة ارادة انتصار النظام مجددا ويبعث فيها روح الامل اذ ليس بعد القاع الا الاندفاع الى اعلى!!.
2.3: من حيث الموضع:
كما ان المتطرف يعرف عند ولادته انه يولد غصبا عن الجميع (جميع قوى الوسط)فان بقايا النظام تزضع ايضا هناك أي ضد جميع قوى الوسط هذا التجاور المكاني ينتج عنه تعاطف عملي وفعلي وربما حتى تبادل مصالح مؤقت!فيستمر الطرفان على مستوى الخطاب وربما لفترة طويلة في تبادل الاتهامات والتي عند تحليلها نجدها متعلقة فقط عمليا بقوى الوسط!اذ التجاور المكاني يجعل الطرفين(بقايا النظام والتطرف الناشئ ) على استعداد لتفهم وضع كل منهما اما مالايتفهمانه وبالتالي لايقبلانه فهو واحد انه جميع قوى الوسط!فينسب كل منهما الوسط الى الاخر المجاور له!! بالرغم من تعاطفه العملي والفعلي مع صاحب الجوار!!.
2.4: مع الاستمرار والتقدم يتحول التطرف الناشئ تدريجيا الى امر مقبول ومرحب به عند بقايا النظام فينتقل البعض القليل من هذا الموقع المناصر لراس نظام قد مات الى نظام يضمن لك النجاة في الاخرة اذا خسرت الدنيا! اذا فالمسافة الفكرية والعاطفية بين الطرفين قريبة جدا! وليست بعيدة كمايظن الكثيرون او كما كانت تظهر ايام كان النظام قويا ومالكا للحكم!فزوال الحكم يسوي بينهما بسرعة ومعاداة الاخرين تضعهما في شرط الالتقاء الذي بالضرورة تنتج عنه مواجهة لطيفة وناعمة دون سلاح مواجهة وردية الطابع!.
3.شروط اللقاء قبل تحققه!
انها المواجهة بين عقيدتين احداهما إلهية الطابع والاخرى بشرية!بين عقيدة بشرية تقع عليها عند كل ميزان تبعات تطبيقها خلال عقود في المجتمع(حتى وان لم تطبق بشكل كامل فهذه الحجة سيستهلكها لاحقا الطرف الموالي للنظام الذي ينجح في الانتخابات بعد ان تخف موجة العدا تجاه النظام المنهار)انها المواجهة بين عقيدة قائمة على غريزة البقاء فقط فيما عقيدة اخرى تعلن لكل الغرائز جمل وتفصيلا انها المتصلة بباعث الحياة أي انها منشا كل غريزة!بين غريزة تفاخر بالحد الادنى لما تحقق خلال عهد النظام(استباب الامن)وبين عقيدة تعلن انها ستنشئ كل شئ من لحظة الصفر بارادة إلهية!بين عقيدة تميز بعض الفئات لغرض الدفاع عن النظام وبين عقيدة لاتمنح تميزا لاحد!بين عقيدة تعتقد ان انتصارها يحتاج الى طول صبر وممارسة وعقيدة اخرى مجرد الانتماء اليها يكفي بحد ذاته لتحقيق انتصار!!انها المواجهة مابين احساس عاطفي ضعيف لأنه متعلق براس النظام وبين عقيدة تستند الى فيض من العاطفة الجياشة!!علما بان الميدان الجغرافي لهذه المواجهة هو نفسه الميدان الجغرافي لبقايا النظام(المثلث السني في العراق-مدينة سرت في ليبيا)اما في بقية المناطق فالمنطق مختلف قليلا!.
4.كفاءات الفاعل قبل اللقاء:
لدينا بحسب المصادر ومرجعيات نظرية البنية العاملية لجوليان غريماس( 4 ) عاملا كفاءة يؤسسان للفعل قبل ظهوره وتعينه هما الإرادة والوجوب
1.الإرادة:تنشا إرادة البقاء لدى البيئة الحاضنة لنظام ما في طور السقوط ضمن اوسع دائرة يمكنه بلوغها عمليا على ان تلك الدائرة يستحيل عليها عمليا ان تبلغ الكل كل المجتمع! لانه لابد من انهاء التمرد باي شكل كان !ويخضع انشاء الدائرة لجملة شروط هي شروط لحظة السقوط بمعنى ان إرادة البقاء في الحكم ستدفع النظام وهو في طور السقوط للقبول باي مناهض شرط الا يكون من المطالبين بالرحيل الفوري للنظام!اذن فنحن اما إرادة مقيدة بشروط السقوط!!لذلك يكون منتجه النهائي مشوشا جدا فالتفاوض لا يكسبك اللألي فقط بل الكثير من الحصى ايضا!.
اما إرادة الفعل عند المتطرف الناشئ فانها متعلقة بإرادة الله! اذن هي شبه مطلقة!فيما يكتفي تابعا فقط بالعمل الميداني والذي يعتبره انجازا مهما كان صغيرا ومحدود التأثير!وعند انحلال الادارة فان ملعبا فسيحا يكون قد انفتح امام هذه الارادة المطلقة للمتطرف بالرغم من انه لمحدودية تفكيره سيلجا لتشغيل جزء بسيط فقط من الامكانات المتاحة امامه لانه ينتمي فعليا وعمليا لنموذج الدولة على ظهر الفرس القديم الطابع!.
2.الوجوب: تنبع إرادة راس النظام السابق من غريزة البقاء فيما تأخذ شكلا اخر عند اتباعه من بينها التعلق العاطفي بالأب وطول المدة والخوف من أي تغيير! اذا فمنشا إرادة النظام هو الوجوب ذاته اذ ليس امامه من حل الا الحفاظ على نفسه في الحكم لانه يفترض ان اعدائه اللدودين لن يتركوه في حاله سالما غانما وان اتباعه قد ينصرفون عنه اذا انصرفت عنه القوة وانصرف عنه الحكم! فيما يتعلق الوجوب عند التظرف الناشئ بالخضوع التام لإرادة الله! فاذا ماانهار النظام تكون قد وجهت ضربة قوية للاتباع ومع الزمن وضغط الجماعات الوسطى(كماسبق ووضحنا)تستعاد الرغبة والإرادة في استعادة النظام اذ يصبح الحفاظ على الذات مرتبطا باستعادتهما!وعندما يحاصر الطرف الذي كان سابقا مواليا للنظام في زاوية لايجد معه احد الا المطرودون من رحمة اوساط المجتمع أي لا يجد عمليا قوة تقف الى جانبه الا التطرف الناشئ الضعيف! عندها فقط يستطيع جزء بسيط من بقايا النظام السابق التنازل عن اإرادتهم في استعادة النظام لصالح إرادة اكبر واعمق وربما يبدو التنازل نصرا حتى!فانت الان تخضع لله وليس للبشر! اذا على مستوى الخطاب التنازل الوحيد الممكن بالنسبة لهذا الجزء من بقايا النظام هو للتطرف!.وهو امر سهل جدا ولا يقتضي صعوبات نفسية فالطرفين متجاورين اصلا!.
5.جهة المعركة/لحظة المواجهة:
لدينا بحسب المصادر السابق الاشارة اليها عنصران يعملان على إظهار الفعل للوجود اخراجه للتحقق العملي:
*المعرفة و* القدرة
3.المعرفة:لا يتبقى من النظام السابق بعد تماثله للانصراف الا جملة معارف غير مركزة ولا متمركزة بحكم بعدها عن موقع الحكم فيورث عن غير قصد جزء كبيرا من معارفه لخلفه في الحكم!فيما لايتبقى من معارفه الا بعض تقنيات التجميع والتحشيد دون استراتيجيات كبرى! فيعمل الطرف المتبقي والراغب في حل سريع وعملي لمشكلاته على ادخال هذه المعارف في بنية التطرف الناشئ بعد تعديلها بمايناسبه من اليات!.
4. القدرة: في الحروب الاهلية السلاح متوفر لكل التوجهاتوالاستيلاء عليه من بقايا الادارة القديمة سهل وممكن اما من ناحية اخرى فان الحرب خدعة فيظن الطرف الباقي من النظام المنهار ان اختفاؤه تحت شعارات التطرف كفيل باخفائه عن اعدائه وتأمين نموه لذا يلجا مناورة للدخول ضمن التطرف حيث يحدث الاحتكاك المباشر والدائم مع عقيد التطرف فيتنازل بشرف تماما عن اخر تعليمات ولائه للنظام السابق ويتحول الى طرف متطرف اصيل!.
الهوامش:
1.رشيد بن مالك؛من المعجميات الى السيميائيات؛دار مجدلاوي للنشر والتوزيع ؛ط1؛عمان الاردن2014م.
رشيد بن مالك؛السيميائيات السردية؛دار مجدلاوي للنشر والتوزيع؛ط2؛2011م
دانيال تشاندلر؛اسس السيميائية؛ترجمة: طلال وهبة ؛المنظمة العربية للترجمة؛ط1؛ بيروت لبنان؛2008م
2.ميشيل فوكو؛يجب الدفاع عن المجتمع؛ترجمة:الزواوي بغورة؛دار الطليعة؛ط1؛2003؛ص67 .
3.نفس المصدر السابق؛ص69.
4.انظر هامش رقم 1.



#احمد_الحسين_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد الحسين التهامي - المواجهة الوردية-في بعض اليات التحول الفكري والعقدي-المسير نحو التطرف تحت مجهر التحليل السردي