أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العقل والبطيخة














المزيد.....


العقل والبطيخة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال أن النصيب يشبه البطيخة ، أي أن أغلب القرارات التى يتخذها الإنسان في حياته ، هي ، مجهولة النتائج ، لكن ، للعقل دور مهم عند لحظة الاختيار ، حيث ، يرتكز على مبادئ ، انحصرت بثلاثة أنماط ، السببية والغائية وعدم التناقض ، كما هو ثابت منطقياً ، ومن بديهية عمله ، ان لا يختار الأشياء قبل التأكد من صحيحها ، لأن ، وظيفته ، هي ، الاحتكام إلى القرائن العلمية قبل اصدار حكمه.
متى يعاني الإنسان من سوء اختيار ، ولماذا ، تحديداً ، في العقد الأخير على وجه الخصوص تحولت حياة البشر الي خطوط مرسومة بالفأس ، وليس ، من وجهات نظر ، بالتأكيد ، يعود كل ذلك الي الخلط الواقع بين الفطرة والعقل والحس ، ومادام التميز بينهم معدوم ، فمن البديهي أن تتعرض العلاقات البشرية إلى اضطرابات قاسية ، حيث ، تتراجع فيها العلاقات الندية بقدر ما يحلّ مكانها النمط الاتباعي ، وهناك أمرين غائبين ، عن التربية الأساسية ، الأول ، كيفية تعليم المرء الفوارق أو ، على أقل ، تجرعها بالسليقة من أشخاص ذات باع عميق بها ، والأمر الثاني ، التعامل مع النفس التى فطرت على الاستشعار التلقائي والعفوي ، دون الاحتياج لتخطيط مسبق ، أي ، إذ افترضنا أنها اخطأت ، تعلم بذلك على الفور بعد ارتكابها الخطأ ، الذي يدفع الاحساس الداخلي إلى اجبارها على اللوم فهي لوامة ، شديدة العتاب ، كأنها ، تقيم النفس لنفسها محاكمة تأنيبية ، خُلاصتها ، تدفع الانسان إلى تصويب الخطأ ، أما العقل ، فهو ، قياسي ، وظيفته تقتضي البحث عن الطريق ، الأصح ، ليس كما يتصور البعض بأن الذكاء مختزل على مجال واحد وأنه اشارة ناجعة لمستوى العقل ، فكثير من الأحيان قد يكون الفرد نافع في منطقة ما بالحياة ، إلا أن ، الفشل يحاصره في عدة مناطق أخرى ، ولأن ، الأمر يتعلق بحياة كاملة ، حيث ، يترتب على العقل أن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، وهذا ، لن يحصل إلا إذا توقف الإنسان عن الكلام ولجأ إلى حوار منولوجي ، يستدعي ما خزنه العقل من تجارب للآخرين وأيضاً للذات ، معاً ، الذي يتيح فيما بعد للمرء التمييز بين ما يقال والتحقق لمِا قيل .
الأرجح ، أن الأغلبية العريضة من الناس تعتمد على النفسي والحسي أضعاف ما تعتمد على العقل ، لهذا ، عندما نتابع السلوك الغذائي للأكثرية ، نجد أمرين بالغين الدلالة ، وهذا ، ليس مبالغ فيه بقدر ما هي عينات حقيقية في المجتمع ، الأول هو ، تناول الطعام بطريقة مفرطة تعتمد على الاحساس بالاختناق كي يكف عن الأكل ، والأخر ، تناول كميات من الدهون الدسمة التى تسبب معظم الأمراض المنتشرة في الحياة ، وهكذا ، ينطبق الحال على العلاقات الزوجية والصداقة والعمل ، ويبدو أن المسألة لم تقتصر على هذه الحدود بقدر أنها تصيب حلقات أُخرى ، ارتهنت إلى الإدراكيين ، بالطبع ، النتائج دائماً ستكون مخيبة كالعادة ، وبالتالي ، يزيد من صعوبة علاجها في المرات القادمة ، وطالما ، العقل ببساطة مغيب ، فمصير الإنسان ، التكرار حتمي ، وفي صيغة أسهل ، ولكي لا نطمس ، النهاية ، بحبكة أصعب وأعقد ، نستذكر خُلاصة مفاده ، هي ،، حتى تستطيع الحياة ، وليس العيش ، نؤكد الحياة ، عليك بالتفكير ، لهذا ، فأن قائدك إلى الحياة ، هو ، العقل ، أي بمعنى أخر ، فلّيعش من يعش ببطيخته ولّيحيى من يحيى بعقله .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة الضمير ..
- انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
- اختيار الصديق
- تحولات بشرية دون اعتراض إنساني
- استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
- الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
- غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .
- اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية
- اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
- عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
- اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
- الصدق طريق إلى الخير
- المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة
- استراتيجية الحزام الأخضر تتحقق بكفاءة
- التباس بين الفساد المالي والإداري
- العربي يحلم بحدائق بسيطة ،، لا معلقة
- تحديات أوروبية تنتهي بالاستجابة للماضي
- المحذوف والثابت
- المخدرات بأقنعة،، مهدئات نفسية
- مشاريع بحجم وطن


المزيد.....




- قراءة الإعلام المصري لصورة السيسي في -جيروزاليم بوست- الإسرا ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 119 مقذوفا في غضون 24 ساعة ...
- وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السعودي يناقشان مستقبل غزة وال ...
- فوتشيتش يصف الاحتجاجات في صربيا بأنها محاولة لتدمير البلاد م ...
- أنباء أولية عن سقوط قتلى في تحطم طائرة في فيلادلفيا الأمريكي ...
- إعلام أوكراني: سماع دوي انفجارات في كييف ومقاطعتها
- المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلح ...
- تاكر كارلسون: زيلينسكي باع أوكرانيا وتحول إلى خادم للغرب
- -إم 23- تواصل زحفها شرق الكونغو الديمقراطية
- 6 قتلى بسقوط طائرة صغيرة في فيلادليفيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العقل والبطيخة