|
خطر فوضى السلاح على العالم والمنطقة العربية
حازم القصوري
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 02:05
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
فعلا إن تكدس الأسلحة الهائل في ليبيا يشكل تهديدا للأمن العالمي فما بالنا بالمنطقة العربية نسوق هذا ونحن نعلم أن العالم بأسره يقود حربه على الإرهاب المتطور والمتغير خاصة وأن الأفراد و الجماعات الذين إختار نهجه يحاولون تطوير قدراتهم من خلال الحصول على ترسانة متطورمن الأسلحة وفرصتهم السانحة فقط في خضم النزاعات الداخلية وإنعدام سلطة الدولة على الإقليم وهذا يذكرنا بما حصل في أفغانستان و العراق و سوريا و اليمن أين تمكن الأفراد و الجماعات من الحصول على الأسلحة لأنه في النزاعات تزدهر سوق السوداء للأسلحة و يخيم الغموض حول كميات الأسلحة اللامسؤولة التي إنتقلت إلى أيادي هذه الجماعات وهنا يكمن التهديد الحقيقي للحق في الحياة وتنامي الإرهاب وإنتشار الفقر و الأمراض لهذا نقول أن ليبيا ليست على ما يرام وعليه فإن العالم ليس على ما يرام وإن كان الحلم لايزال ممكن في عالم منزوع السلاح.
1. منطقة شمال إفريقيا أن تواجه الإرهاب في إطار فوضى السلاح
فوضى السلاح كما سبقى لي القول يمثل تهديد لمنطقة شمال إفريقيا بالنظر لما تعيشه ليبيا لكن هذا لن يربك دول شمال إفريقيا في مواجهة الإرهاب فقط إذا ما حلحلوا ملف فوضى السلاح من خلال التفكير الجدي لإجاد الأطر القانونية مغاربيا لكبح التدفق وضرب ممرات التهريب للأسلحة اللا مسؤولة وتعزيز التعاون المشترك في إطار إتحاد المغرب العربي للعمل على إبرام إتفاقية مغاربية بين الدول المعنية لتقنين تجارة الأسلحة لقطع الطريق على الإرهاب و الجريمة المنظمة لتداول الأسلحة اللامسؤولة.
2. آليات دولية لكبح تقدم السلاح في المنطقة العربية
تمثل معاهدة تجارة الأسلحة أهم آلية دولية لكبح تقدم السلاح في العالم والمنطقة العربية فقط هي مشروطة بإرادة الدول العربية في الإنضمام و تمثل هذه المعاهدة الإطار الدولي لتنظيم التجارة الدولية بالأسلحة التقليدية وقد تم التفاوض على المعاهدة في مؤتمر عالمي تحت رعاية الأمم المتحدة في 27 يوليو 2012 في نيويورك. حيث لم يتمكن المؤتمر من التوصل إلى إجماع حول النص النهائي ولذا تم عقد لقاء جديد للمؤتمر في 28 مارس 2013 والذي فشل أيضاً فتقرر تحويل المعاهدة للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأن إقرارها في الجمعية العامة يحتاج إلى ثلثي الأصوات وفي 2 أبريل 2013 وافق 154 من 193 من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على نص المعاهدة وامتنع 23 عضواً عن التصويت وعارضت ثلاث دول هي إيران وسوريا وكوريا الشمالية الصياغة الحالية للمعاهدة كما أن هناك العديد من البلدان بما فيها الولايات المتحدة، تخضع لمراقبة تصدير الأسلحة ولكن لم يكن هناك معاهدة دولية تنظم تجارة الاسلحة العالمية التي تقدر بنحو 60 مليار وقعت أول 66 دولة على المعاهدة في 3 يونيو 2013 دولار وإحتاجت هذه المعاهدة إلى مصادقة 50 دولة عضو لتدخل حيز التنفيذ في 24 ديسمبر 2014.
3. معاهدة صمام أمان لقطع أما حصول الأفراد و الجماعات المتطرفة على السلاح
تهدف المعاهدة لمنع الاتجار غير المشروع بالأسلحة التقليدية والقضاء عليه ومنع تـسريبها إلى الـسوق الغير المشروعة أو لغرض استخدام نهـائي غـير مـأذون بمـا في ذلـك لأفـراد أو جماعـات قد ترتكب أعمالا إرهابية وذلك بهدف الإسهام في تحقيق السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي والحد من المعاناة الإنسانية.
4. موقع تونس من المجهود الدولي لضبط السلاح و الإرهاب
تونس معنية بالمجهود الدولي لضبط السلاح وهذا ما أكدت الدبلوماسية التونسية في الاجتماع التحضيري للأمم المتحدة المنعقد من 13 إلى 17 فيفري 2012 في اطار التحضير لعقد المؤتمر الدولي في الاتجار بالأسلحة أين أكدت خط الدبلوماسية التونسية في مؤازرة المجهود الدولي لضبط السلاح ووضع حد لفوضى السلاح الذي تتخبط فيه دول العالم و خاصة وأن السلاح له تأثيرات عديدة على إنتشار الإرهاب وتغلغل التطرف و إنتشار الفقر و الفساد وإذ نشيد بهذا الموقف الإجابي التونسي في إطار المجهود الدولي لتقنين و ضبط الأسلحة فإننا ننتظر من أن هذا الموقف يقع ترجمته على أرض الواقع بإنضمام تونس إلى معاهدة تجارة الأسلحة التي دخلت حيز النفاذ الفعلي في 24 ديسمبر2014 وليس بعزيز على تونس في دعم المجهود الدولي فما بالنا و تونس يقودها دبلوماسي بارز ألا وهو السيد الرئيس الباجي القايد السبسي الذي له من الخبرة في الإستشراف الواقع الدولي و أهمية الإنضمام لهذه المعاهدة التاريخية التي تصب في خانة خدمة السلام و الدفاع عن الوطن من خطر الأسلحة و تجفيف منابع الإرهاب الذي يعد في صميم الإلتزامات الدولية التي قطعتها تونس مع المجتمع الدولي.
5. الجهود العربية
حقيقة ننتظر الكثير من الجامعة العربية خاصة و المنطقة العربية تتخبط في فوضى السلاح من البحر إلى البحر إلى حد التخمة من أجل إجاد آلية عربية كفيلة لضبط آلة القتل و الدمار والإقتصاد في العنف وهي فرصة تاريخية لبلورة مقاربة عربية بخصوص الأسلحة التقليدية في إطار العمل العربي المشترك لقطع الطريق على أسياد الإرهاب و الجريمة المنظمة من الحصول على أسلحة وإذكاء النزاعات و الإرهاب خاصة وأن التهديدات تخيم على المنطقة العربية من طرف تنظيم الدولة أو ما يعرف بداعش في إنتظار ذلك يلعب المجتمع المدني العربي دورا مفصليا في النضال من أجل دعم الصك الدولي لضبط السلاح وحث الدول العربية إلى الإنضمام للمجهود الدولي وحيث سجل المجتمع المدني العربي حضورا لافتا في مسارات معاهدة تجارة الأسلحة و خاصة المؤتمر الدبلوماسي المنعقد في جويلية 2012 أين رفع الصوت العربي بخصوص خطر تدفق الإرهاب وأكد على حق الدول في تقرير المصير و في مقدمتهم حق الشعب الفلسطيني و حقه المشروع في الدفاع الشرعي ورغبته الملحة في بناء السلام من خلال معاهدة تجارة الأسلحة لتجفيف منابع الإرهاب.
6. آثار الإنضمام الدول العربية إلى معاهدة تجارة الأسلحة
في إعتقادي سيكون له أثر إيجابي على درب وضع حد لفوضى السلاح في اليمن وليبيا والإقتصاد في العنف في العراق و سوريا ودول عديد من أجل تجنيب المنطقة من هزات دموية جديدة والإسراع في التفكير لوضع آلية عربية لتعقب الأسلحة وضبطها لوضع حد للأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي بخصوص الأسلحة التقليدية التي أصبحت في متناول الأفراد و الجماعات المتطرفة.
7. أفاق التعاون العربي المشترك بخصوص الوضع الكارثي لفوضى السلاح في المنطقة
الثابت أن التعاون العربي المشترك لا مفر منه خاصة وأن وضع المنطقة كارثي بعد بسط جماعات متطرف نفوذها على أقاليم دول عربية وأصبحت تمثل تهديدا مباشرا على أمنها القومي الشئ الذي يفرض تفعيل التعاون العربي و بلورة مقاربة عربية لتصدي للجماعات المتطرفة وقطع الطريق أمام إمتلاكها ترسانة متطورة من الأسلحة التقليدية الشئ الذي يفرض التفكير بشكل جدي في معاهدة تجارة أسلحة عربية تكون الإطار العربي في ضبط الأسلحة وتضع بذلك حد للأسلحة اللامسؤولة التي تتناقلها الأفراد والجماعات المتطرفة وهي خطة الألف ميل على درب بناء سلام في المنطقة.
#حازم_القصوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحماية القانونية للتونسيين خارج أرض الوطن
-
الاصلاحات بالبلاد التّونسيّة ق 19
-
محاكمة مجرمى حرب الكيان الغاصب
-
السلم الأهلي
-
تحية شهيد الوطن شكري بلعيد
-
بيان جمعية تونس الحرة : العالم ليس على ما يرام وإن كان الحلم
...
-
الأمن الجمهوري ؟
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|