حامد خيري الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 22:50
المحور:
الادب والفن
يوماً ما سنعود
رغم قروح قلوبنا
ودمع عيوننا
وآلام غربتنا
وغدر الزمان الجحود
حتماً سنعود
أملاً كنا قد زرعنا هناك
غصن زيتون، وسنابل خير وورود
خلفنا ذكريات تركنا
طيبة ومحبة وعهود
وثراً عبقاً
ضم أجساد الجدود
لكل ذلك لابد أن نعود
لازال النخيل يرنو بإباءٍ لغارسيه
لازال الهور يحن لشجن عاشقيه
لازال الجبل يبتسم لدهشه ناظريه
لازال الفرات يتوق شوقاً لسابحيه
لازال خمر دجلة ينطر ليلى محتسيه
وتسألني لمن نعود؟
ليس هذا بعض من هذر
أو بطر من وحي الرقود
لكنها حتميات الوجود
علمتنا أيام (أوروك)
أن مسيرة الحياة
ليست بسنين تحسب أو عقود
بل بصبر ونضال وصمود
(كًلكًامش) هام البقاع
فلم يجد ألا في وطنه
معنى الخلود
أسأل كم قتل (الكًوتيون)*
من (ذوي الرؤوس السود)**
وكيف أباح (هولاكو) عرس بغداد
لحراب الجنود
لكن أرض السواد
ظلت كعهدها دوماً
باسمة .. شامخة
بوجه شياطين الرعود
من وحي هذا الصمود
حتماً لتلك الواحة سنعود
حتى وأن سرقت الدنيا أعمارنا
لابد لأرواحنا أن تهيم
حاملة آهاتنا
مضمدة جراحنا
عائدة الى منبعها الودود
لمراح الطيب تلك
لابد أن نعود
*((الكًوتيون)) قبائل بربرية أحتلت بلاد وادي الرافين عام 2230 ق.م ، عاثت فيها خرابا وفساداً لأكثر من قرن، حتى قضى عليهم شعب سومر في أول حرب تحررية في التاريخ.
**((ذوي الرؤوس السود)) كناية سومرية لشعب وادي الرافدين.
#حامد_خيري_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟