أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - رعب الكتابة














المزيد.....

رعب الكتابة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 20:28
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حين أمسك بأي كتابٍ لأقرئ..أشعرُ برعب القراءة, وحين أمسك بالقلم لأكتب أشعرُ برعب الكتابة , وحين أعتزل القراءة أشعر برعب الاعتزال لها, وحين تعتزلني هي أشعرُ أيضا برعب اعتزالها لي , وحين أعتزل الكتابة أشعرُ برعب الاعتزال وحين تعتزلني الكتابة أشعرُ برعب اعتزالها لي, الكتابة بالنسبة لي صدمة كبيرة, فإن لم تكن الكتابة صدمة فإنني اشعرُ بعدم الكتابة ذلك أنني لا أرغب بكتابة أي شيء لمجرد الكتابة يجب أن تسبب الكتابة بالنسبة لي صدمة نفسية وعاطفية وعقلية في نفس القارئ, يجب على الكتابة أن تحفر وتبحث عن الأشياء التي ترعب الناس ويخافون من الاقتراب منها, الكتابة إن كانت ذات موضوع عادي فإنها تصبح بالنسبة لي مقرفة ومملة وإن لم تكن الكتابة ثورة وانتفاضة فلا داعي لها ولا يوجد أي داعي لنسميها كتابة, والقراءة بالنسبة لي تشكل عندي نفس الموضوع, فإن قرأت كتابا دون أن يصدمني فإنني أملُ من القراءة وتتعب نفسيتي, وإن لم يكن الكتاب مثيرا للقلق فإن عدم الكتابة أفضلُ من الكتابة , يجب على الكتابة أن تثير القلق وأن تقلق القارئ والمجتمع والناس, يجب على القراءة أن تشكل رعبا بالنسبة للحكومات والبرلمانات, يجب أن تشكل الكتابة فزعا وقلقا في عقول وقلوب رؤساء الجمهوريات ورؤساء الحكومات, يجب على الكتابة أن تقهر الجيوش بكل ما لديها من عتاد.

الكتابة يجب عليها أن تقلب المفاهيم العامة وأن تحدث شرخا في العقول وفي القلوب, وهنالك أكثر من 99% من موضوعات الكتابة التي تُطرح على الساحة حيثُ تُطرح دون أن تشكل قلقا نفسيا في عيون القُرّاء لذلك الكُتّابُ كلهم مدفونون بالحياة لأن كتاباتهم هي التي ساهمت بدفنهم وهم أحياء, والكتابة في عموم أرجاء الوطن العربي كلها كتابات ساذجة لا تقلب المفاهيم ولا تُحرك العقول ولا تزيد من درجة حرارة القارئ, لذلك نحن مجتمعات نائمة, والحكومات العربية من المستحيل أن تدعم كتابا يقلب مفاهيم الناس ويغير نظرتهم في الدين والسياسة والجنس, الكتابة عندنا لا يوجد فيها روح والكُتب ميتة مثل أصحابها الميتون في الروح والجسد, الكتابة عندنا تخلو من روح المتعة, فعلى الكتابة أيضا أن تشكل متعة للقارئ كما تساهم بتشكيل أفلام الرعب , الكتابة والكُتّاب عندنا كلهم يبحثون عن مواضيع سطحية ولا تشكل قيمة بالنسبة للتغيير فعلى الكتابة أيضا أن تساهم في التغيير بل يجب عليها أن تكون هي الأداة الفاعلة الأساسية للتغيير وللتطوير وللتخويف وللترهيب, يجب أن نُصدر كتابات تخيف أئمة المساجد والقضاة والوزراء والملوك, يجب أن يصاب الملوك ورؤساء الجمهوريات بحالة من الفزع ومن القلق النفسي حين نصدر كتابا أو حين نُصدر مقالة جديدة, نحن بحاجة ماسة لأقلام يهاب من سطوتها الملوك وتجار السلاح, يجب أن تكون الكتابة أداة لقلب الحكومات والأنظمة الحاكمة وأن تكون فعّالة أكثر من الأسلحة الحربية وآلات الحرب التدميرية القتالية, يجب على الكتابة أن تشكل حالة من الوعي في نفوس الجماهير وأن تعمل على إيقاظ المجتمعات من سباتها, وحين يصمت الكُتاب أو حتى حين يصمت الكُتّابُ يجب أن يخاف رؤساء الحكومات من صمتهم, وحين تتوقف الأقلام عن النبض والدق يجب أن يخاف الملوك من توقفها, يجب أن تثير الكتابة الكثير من المشاكل العالقة, لذلك يجب أن تبقى الكتابة رُعب والتوقف أيضا عن الكتابة رعب.

وأنا كقارئ وشاعر ومتذوق للقراءة كان مما دفعني للتفكير هو كتابات غيري من الكُتّاب الذين صدموني, كانت القراءة تشكل لي قهرا وصدمة وقلقا نفسيا كبيرا, وحين فكرتُ في الكتابة فكرت باختيار مواضيع تثير الرعب والخوف والقلق في نفسية القارئ , وحين أشرع في الكتابة وأهمُ بها وتهمُ بي أصاب بحالة من القلق والرعب لأن الكتابة تخيفني كما تخيف كل من يقرأها, وحين أتوقف عن الكتابة أصاب أيضا بالرعب وبالقلق كما يقلق قرائي بسبب توقفي, وكما تثير كتاباتي الخوف أو المتعة في قلوب القراء أيضا هي تمتعني وتسعدني مع حالة ضبابية من الرعب والقلق , الكتابة أيضا مثل الحب يجب أن تثير التساؤلات المنطقية واللامنطقية وأن تدوس على الروتين والسائد وأن تكسر الإيقاع والرتابة وأن تخالف المألوف..الكتابة تُقلقني وعدم الكتابة يقلقني.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُمة كلها جهل وتخلف
- أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة
- كتابي: طراطيش حكي
- الناس تكرهني ولكن يسوع يحبني
- يا قليلي الإيمان
- المؤمن المسيحي أقوى إيمانا من المؤمن المسلم
- المستقبل للديانة المسيحية
- المرحاض هو أفضل مكان
- العالم الجليل أبو لؤلؤة المجوسي
- غباء البخاري
- العرب يمدحون بصوت منخفض ويشتمون بصوت مرتفع
- كيف يتغلب عليك الشيطان؟
- التعصب
- وقفة قصيرة بين الإنجيل والقرآن
- لحية الشيخ الطويلة
- المسيحيين عندهم شرف أكثر من داعش
- ختيار سمعه ثقيل
- دعوة للشرك بالله
- أحبك يا يسوع
- مسيحي بس محترم!!!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - رعب الكتابة