أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - مبدأ - أذهبوا فأنتم الطلقاء -














المزيد.....


مبدأ - أذهبوا فأنتم الطلقاء -


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 18:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مبدأ سياسي أول من أستخدمه رسول الله في تعامله مع الأعداء بحسب ما تقوله لنا المدونات التاريخية الإسلامية ، وهو مبدأ إنسجامي ضروري وهام في صناعة وتأسيس الدول ، ذلك لأنه يُغلب المصلحة في التعامل ويبتعد عن الإيديولوجيا أو العقيدة وضغوطاتها في العلاقات المجتمعية ، لأن البراغماتية التي تحكم هذا المبدأ نحن في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط أحوج ما نكون إليها في تعاملاتنا وفي سلوكنا ، فالإنسيابية في المبدأ تُخفف الكثير من التشنجات والمناكفات وتُقرب وهذا ما نريده ونسعى له ونحن على أعتاب مرحلة جديدة .
إن الخصوصية والشعور بالأنا تصنع الأزمة وتشجع على التنازع والصراع وتُشعر المرء بعدم الإنتماء للمجموع ، والخصوصية هي وهم نفسي ومرض سيكيولوجي في غالب الأحيان ، ولكي نتغلب عليه أو عليها يلزمنا تبني شعار ومبدأ رسول الله لأنه سيوازن في نظرتنا للمستقبل وللحياة من غير مراوحة ومن غير تزمت وتقوقع في حكايا وشجون الماضي ، بكل ما يحمل هذا الماضي من ألم ومرارة ، وفي تبنينا لهذا المبدأ سنعي تماماً ماذا تعنيه مقولة - بناء الدولة - ، وسنعي تماماً مفهوم إستقرارالدولة الذي من لوازمه أو لازمه الأول التخفيف من حدة النزاع ، والعمل على جر من يظن إنه خاج دائرة العمل إلى المشاركة وإشعاره بدوره وبمسؤوليته الوطنية ، وهذه التي يقول عنها أو يسميها - برنان رينيه - بالنظرة الموضوعية الإستباقية التي تعزز معنى الثقة ، والشعور بالأمن والأطمئنان خاصة في ظل وضع مضطرب وحروب ودماء ، ولغة خطاب قبلي متأجج ومفعم بروح الثأر والأحقاد ، نعم إن كل تلكم المخلفات من الماضي ألغاها رسول الله وفتح للجميع أبواب التعايش والمشاركة والإنصهار في الوضع الجديد ، مُقراً بان أعداء الأمس ربما سيكونوا جزءا من العملية السياسية ، وكان نداءه خالدا فيمن دخل بيته فهو آمن .
وفي واقعنا ثمة ما يُغري في هذا المبدأ ويدعو له أعني حاجتنا وتطلعاتنا ، لبناء الدولة وتعمير الوطن وإستقرار المؤوسسات ، ونحن نريد بلداً آمناً ، ونريد الجميع شركاء فيه ، ونريد ان تكون الحقوق محفوظة فيه للجميع ، ونريد ان تكون المسؤوليات فيه واحدة على الجميع ، وهذه الإرادة ليست إفتراضية أو زعمية أو رغبة وقتية ، بل هي تعبير عن نظرتنا للوطن الشامل الذي يضحي من أجله أبناءنا ورجالنا الأعزاء ، وفي هذا المجال : - لا أقول دعوا مرتكبي الجرائم والذباحين يفلتوا من دون عقاب - ، بل أقول : دعوا القانون يأخذ مجرآه ، ودعوا عدالة الدولة تبسط هيمنتها على كل ذرة من تراب الوطن العزيز ، ودعونا نؤمن بدولة القانون التي تنصف الجميع وتحمي الجميع من غير تفاوت .
ودعونا نركز في هذه المرحلة على تطهير الأرض من دنس وعهر جماعات الإرهاب التي أفسدت على الناس حياتهم ومعاشهم ، ودعونا ننظر بأمل ورجاء لتغيير حال بعض المترددين والخائفين والظانيين بنا سوءاً ، دعونا نقول للجميع إننا نعرف بعض الأسباب التي ضللت البعض وجعلت من بعض البعض مطايا لداعش ولخطابها النتن ، دعونا نذكرهم بعدل علي بن أبي طالب ونجعل منه أساس البناء والتعامل ، دعونا نشعرهم بأن داعش خطرها عليهم أكثر وجرائمها عليهم أشد ، وهاهي ساحات الموصل تشهد على هذا العنف البغيض .
إن العراق الدولة والمجتمع يمران بمرحلة هي الأهم في تاريخهما وفي حياتهما ، والواجب يقتضي تغليب الحكمة والنظر بعين الرعاية لكل أبناء الوطن ، فداعش هي ليست كل أهل السنة ، بل هي ذلك التوحش والتخلف الأممي الذي يجب علينا محاربته جميعاً ، وسوءآت داعش طالت كل بلد عربي ومسلم ولهذا هي أمتداد لذاك السوء والجريمة في التاريخ ، وعلينا حماية أهلنا في المناطق والقصبات التي تقع تحت يد هؤلاء المجرمين ، وعلينا أن نتجاوز عن اللمم الذي كان قد وقع من البعض بفعل سطوة وإرهاب داعش ومن حولها ، علينا مسؤولية تقع في تدارك ما وقع عن جهل وعن تطبيل لبعض الفضائيات المأجورة ، وعلينا منعها من العمل في العراق الآن وفي المستقبل ، ولنكن بقدر مبدأ رسول الله وشعاره لنستطيع بناء دولتنا وحسب مقاسات شعبنا وما يحلم به ويريد
.



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضغاث أحلام بعض الإيرانيين
- وهذا ردي على هرطقات الأزهر
- بمناسبة يوم المرأة العالمي
- في سياق مقال الأخ - آراس جباري - عن العلمانية والليبرالية لد ...
- جدلية الحرية والقانون
- عاشت فرسنا
- كلمة في يوم الجيش العراقي
- مقالات الليبراليين الديمقراطيين .المقالة الثانية : العقيدة ا ...
- مقالات الليبراليين الديمقراطيين ... المقالة الثانية
- مقالات الليبراليين الديمقراطيين
- عام الأمل .... عام الرجاء
- تهنئة للرئيس التونسي المنتخب السيد الباجي قائد السبسي
- تكفير داعش
- الأزهر وإشكالية التكفير
- الدكتور العبادي والتحديات
- الإسلام المتخلف
- عقلانية الرئيس فؤاد معصوم
- الحسين ثائراً
- العلاقات العراقية السعودية
- ستبدأ الحرب على داعش


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - مبدأ - أذهبوا فأنتم الطلقاء -