أيها الماضي الضابح، إرحل

الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 21:58
المحور: الادب والفن
    

ماذا تفعل أيها الماضي هنا؟..
لا أريد ثيابكَ..خذها وارحل..
لا أريد أسماءك ورؤاك العليلة..
دعني للريح أوسدها كفي وأنام قليلا لأنهض..
دعني لصقيع الليل وارحل..
سأنهض من سباتي..
سأذيب الصقيع وأنهض..
ليس لي فيك ما يقربني منك..
وليس فيَ لك ما تريد..
ارحل.. دع الأرض تدور وارحل..
لا ماء لديك لأرويَ عطشي..
ولا فواكه تفتح فاهي..
ثيابك التي تريدها لي ممزقة وحالكة السواد..
وأناك قفاك..
وهذا الذي خطاك رمل مداك..
***
ماذا تفعل أيها الماضي هنا؟
الأشجار التي تعانق الريح ليست لكَ..
والأمواج التي تقارع الصخور لا تعرفها..
والأشعار كلماتها لم تعد تراك..
والماء الذي يرتل الحياة لا يسمع نبضك..
إرحل..
خذ لحاك وارحل..
خذ جرابك المليء بسهام الموت وارحل..
خذ زوادتك، وكلماتك الضابحة وارحل..
خذ عناكب وقتك وارحل..
احمل خيمتك الشهباء وأوتادها الغبراء وارحل..
***
ماذا تفعل أيها الماضي هنا؟..
السماء زرقاء ..
البحر أزرق..
وأنت السواد
الأرض خضراء..
والأشجار باسقة..
وأنت الأجرد والجراد..
النهر يجري..
والنبع ينبض..
وانت أنت الحداد..
***
نعيقٌ صليل سيفكَ..
وصهيلُ حصانك السراب..
لا شعابا تؤويك هنا..
لا بحرَ، لا نهر ، لا سحاب..
عبيدك ما عادوا عبيدا هنا..
وجواريك تحررن من صمت الغياب..
أيها الماضي الصديد لا وقت لديك هنا..لا تراب..
إرحل

#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات