التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 14:06
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
رد التيار اليساري الوطني العراقي الى لجنة المصالحة الوطنية حول : مشروع المصالحة الوطنية الجديد المعنون
(اعلان بغداد للمصالحة: إدانة الدكتاتورية والتكفير وحرمة الدم)
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الموضوع : لجنة المصالحة الوطنية العراقية التاريخ : 15/3/2015
الاستاذ رئيس لجنة المصالحة الوطنية
الشيخ نوري العنزي المحترم
الاساتذة اعضاء اللجنة المحترمون
تحية عراقية خالصة
نشكركم على التفضل بارسال (اعلان بغداد للمصالحة: إدانة الدكتاتورية والتكفير وحرمة الدم) الينا, ونقدر حرصكم الصادق على سماع رأي اليسار العراقي به.
بدءاً لا بد من التذكير بموقفنا المبدئي المعلن من على صفحات جريدة اتحاد الشعب التي صدرت منها اعداد اربعة فقط في بغداد عام 2004 لاعلان رفضنا لاحتلال بلادنا ودعمنا للمقاومة الوطنية الشعبية المسلحة والسلمية لطرده من ارضنا, ولفضح رموز العملية السياسية الفاسدة. ولاحقاً المعلن في جريدة اليسار التي صدرت في بغداد عام 2011 استقبالاً لقرب موعد مغادرة المحتل الامريكي لبلادنا, وهي اربعة اعداد ايضا.
الموقف المعلن على موقع التيار اليساري الوطني العراقي الرسمي – موقع اليسار العراقي – وصفحته على الفيسبوك – اليسار العراقي – وفي اللقاءات التي اجريت مع منسق التيار اليساري الوطني العراقي على الفضائيات ( فضائية المستقلة – فضائية اليسارية- فضائية روسيا اليوم ).
ناهيكم عن البيانات والمساهمة في الاضرابات العمالية والتظاهرات الجماهيرية إضافة الى الندوات والاجتماعات التي تم عقدها في مقرنا بغداد.
وكذلك في الحوارات المعمقة والصبورة مع القوى اليسارية العراقية والتي توجت بتشكيل لجنة العمل اليساري العراقي المشترك في 1 شباط 2013 والوثائق الصادرة عنها, ومن ثم في الحورات الطويلة والصبورة والمبدئية التي جرت من اجل تأسيس تحالف يساري وطني ديمقراطي بين لجنة العمل اليساري العراقي المشترك والتيار الديمقراطي وتجمع إرادة الاهالي. إضافة الى مساهمتنا الفعالة على صعيد العلاقات مع الاحزاب والقوى اليسارية العربية وبشكل خاص اللقاء اليساري العربي في دوراته الخمس.
واخيراً وليس أخراً في الاجتماع الرسمي الذي عقد بين التيار اليساري الوطني العراقي ولجنة المصالحة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء .
المقدمة
مرَّ العراق منذ انتصار ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية بثلاث مراحل سياسية: امتدت المرحلة الأولى منها خمس سنوات تقريباً، أما الثانية فأربعون عاماً (منذ انقلاب 8/2/1963حتى 9/4/2003)، فيما تجاوزت الثالثة العشر سنوات، وما تزال مستمرة منذ 2003 حتى يومنا هذا. وتصنف أنظمة الحكم خلال المراحل الثلاث على التوالي: يسار وطني ثم قومي عربي وراهناً مفرزات الغزو الأمريكي من تحاصص طائفي واثني.
إذا كانت المرحلتان الأخيرتان تتشابهان من حيث حجم الكوارث التي حلَّت بالشعب والوطن على أيديهما، من حروبٍ تدميرية داخلية وخارجية وتفريطٍ بالسيادة الوطنية العراقية وتبعيةٍ لقوى إقليمية ودولية وحصارٍ وجوع طويلين ومقابر جماعية وملايين القتلى والمعوقين والمهجرين وقمع واغتصاب واغتيال واختطاف، فضلاً عن البطالة، وانعدام الخدمات الأساسية، فقد تميزت المرحلة الأولى التي تمخضت عن انتصار ثورة 14 تموز 1958 المجيدة، التي يطلق عليها أعداء الشعب العراقي من المستعمرين والإمبرياليين والرجعيين، تسمية مرحلة المد الأحمر، في إشارة إلى تبوئ الشخصية العسكرية الوطنية اليسارية المستقلة- الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه العسكريين اليساريين- للحكم، بدعمٍ جماهيري واسع يتصدره الحزب الشيوعي العراقي بقيادة الرفيق الشهيد سلام عادل قائد الحزب،وتمثَّل تميزها بتحقيق منجزات طبقية ووطنية كبرى للشعب والوطن، رغم قصر فترة حكمها، متجسدةً بالتحرر من الاستعمار البريطاني وتحقيق الاستقلال الوطني، حيث أسقطت النظام الملكي الرجعي العميل وأقامت جمهورية وطنية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة، انتزعت السلطة من أيدي الإقطاعيين وحلفائهم من كبار البرجوازيين والبيروقراطيين ووضعتها في أيدي الشعب عبر الكتلة العسكرية اليسارية الوطنية المدعومة من اليسار العراقي ممثلاً بالحزب الشيوعي العراقي وقيادته التأريخية سلام عادل ورفاقه الذين استشهدوا في الانقلاب البعثي الفاشي الاسود المدبر امريكياً أيضاً.
كذلك، فقد قوضت الهيمنة العسكرية والسياسية للاستعمار بالانسحاب من منظمة «حلف بغداد» وإلغاء الاتفاقية الثنائية مع كل من بريطانيا وأمريكا، وتحرير العملة العراقية من قيود الجنيه الإسترليني، عدا عن أنها استرجعت أراضي الامتيازات النفطية التي كانت تغطي كل مساحات العراق تقريباً وتحتكرها شركات النفط الاحتكارية «أ. ب. سي.». كما كان قانون الإصلاح الزراعي خطوة وطنية وتقدمية هامة.
في الوقت نفسه، فسحت الثورة المجال أمام التطور الصناعي والاقتصادي والصحي والتعليمي في البلاد، تحت راية الدفاع عن الجمهورية ضد أعدائها وتطوير الثورة وتحقيق المطامح المشروعة للشغيلة والكادحين وكافة الفئات الشعبية من نقابات العمال وجمعيات الفلاحين واتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة ورابطة الدفاع عن حقوق المرآة. كما تشكلت فرق المقاومة الشعبية البطلة، وظهرت إلى العلن الصحافة الديمقراطية الثورية والشيوعية. وانتزع العمال حقوقاً اقتصادية مغتصبة من أرباب العمل منذ سنين طويلة، وتحققت مكتسبات هامة بالنسبة للمرآة بسن قانون الأحوال الشخصية. وتمتع الكادحون لأول مرة بحرياتهم واسترجعوا كرامتهم التي سحقها الاستعماريون والإقطاعيون والبرجوازيون الرجعيون دهراً طويلاً. ورفعوا رؤوسهم عالياً على مضطهديهم ومستغليهم، بينما فضح خونة الشعب والجلادون والعملاء الرجعيون، فتذوق الشعب الكادح سعادة العهد الظافر. كما أطلقت الثورة طاقات الجماهير للدفاع عن المنجزات الوطنية اليسارية.
إذن، تبين تجربة الشعب العراقي نفسه، إن الحل اليساري هو طريق الشعب للخلاص من الكارثة واستعادة الوطن المستباح، وأنه الوحيد الذي كان على مستوى طموحات الشعب الوطنية.
الوضع الراهن
اليوم, ومنذ احتلال داعش الصهيونية 40% من الاراضي العراقي واغتصاب وسبي نسائه وقتل وتهجير الاطفال والشيوخ وتدمير آثار حضارته وسرقة نفطه, بالتعاون والتخطيط المسبق مع مسعود البارزاني وسلطته العشائرية وفلول البعث الفاشي ممثلة بالمجرم عزت الدوري وعصاباته المتحالفة من تجار المذهبية السنية من امثال طارق الهاشمي وظافر العاني والمرتزق علي حاتم السلمان الذي اعترف" أن داعش مجموعة سرسرية واولادنا هم المقاتلين اعطونا حقوقنا تنتهي داعش", وبإهمال متعمد من قبل الممسكين بمفاتيح السلطة العسكرية والامنية والمالية, الاحزاب المتاجرة بالطائفية والاثنية .
تجري معركة مصيرية على ارض العراق اراد لها الامبرياليون والصهاينة واتباعهم على الجبهتين, ان تكون حربا طائفية وعنصرية تفضي بالنتيجة الى تقسيم العراق وفق المخطط المعد سلفاً. وهذا ما يفسر الاصرار على خوضها تحت شعارات اسلامية , فداعش ترفع شعار " لا اله الا الله" , والطرف المقابل يرفع شعار " لبيك يا رسول الله".
غير إن مسار المعركة آخذ بالاتجاه نحو استنهاض الروح الوطنية العراقية المتأصلة في نفوس العراقيين, أحفاد ثورة العشرين المجيدة وثورة 14 تموز 1958 الخالدة والانتفاضات الشعبية مند تأسيس الدولة العراقية حتى يومنا هذا, الانتفاضات ضد الاستعمار الانكليزي والاحتلال الامريكي, وضد الدكتاتورية البعثية الفاشية ونظام المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد التابع للغازي الامريكي.
إن بلادنا تولد من جديد في خضم معركة أُريد لها أن تُفتتها, إنها صيرورة عراقية ستطهر العراق من القوى العميلة وفلول البعث الفاشية ورأس حربة الصهيونية داعش واسيادهم جميعا الامريكان.
معركة تلد شعارها الوطني العراقي, رايته مخضبة بدماء الشهداء, كانس للشعارات الاسلاموية المرفوعة رسميا, انه الشعار الوطني التحرري { كلنا فداء العراق }.
المصالحة الوطنية الحقيقية تشترط ان تكون وطنية فعلاً
إن برنامج المصالحة الوطنية الحقيقية, هو ذلك الذي يضمن الحفاظ على وحدة البلاد وتطهير الوطن من القوى الداعشية الإرهابية الصهيونية والبعثية الفاشية... البرنامج الوطني التحرري القادر على تعبئة الشعب العراقي تعبئة وطنية متحررة حقاً من الخطاب الطائفي- الاثني المقيت، المترجم أفعالا على ارض المعركة لا شعارات طائفية وعنصرية تفريقية , نرى ابرز بنوده هي :
الاول : تشكيل حكومة طوارئ وطنية بصلاحيات كاملة ولفترة انتقالية مدتها عامين, تجرى بعدها انتخابات حرة .
الثاني : تشكيل لجنة وطنية من الكفاءات العراقية لتعديل الدستور وعرضه على الشعب للاستفتاء عليه.
الثالث : إعادة بناء الجيش العراقي على أساس الخدمة الوطنية الإلزامية لمدة عام غير قابلة للتمديد.
الثالث : حل المليشيات دون تمييز.
الخامس : إلغاء ما يسمى ب " اتفاق المصالح الاسترتيجي" مع الغازي الامريكي.
السادس : تشريح حزمة قوانين وطنية واقتصادية واجتماعية تضمن سيطرة العراق على ثرواته وتحقيق العدالة الاحتماعية وضرب قوى الفساد في الدولة والمجتمع وفصل الدين عن الدولة وتحقيق السلم الأهلي في ظل الدولة الوطنية الديمقراطية.
السابع : إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية والاقليمية في مختلف المجالات على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية. ودعم كفاح الشعب الفلسطيني دعماً شاملاً وحقه في تقرير مصيره, ومعاقبة كل من يتعامل مع الكيان الصهيوني افراداً واحزاباً ومنظمات وشركات.
الثامن : إقامة أوسع العلاقات مع دول البريكس وفي مقدمتها روسيا والصين والهند.
هذا, إذا كان الهدف, هو المصالحة مع الشعب العراقي المضطهد ,أما إذا كان هدفها إعادة تحاصص الغنيمة, ومكافئة القوى الفاشية التي سهلت لداعش احتلال المدن العراقية وتددمير آثار العراق الحضارية واغتصاب نسائها وسبيها وقتل اطفالها وتهجير سكانها, فهي عارعلى جبين كل من يشترك فيها.
وعليه يمكننا القول وبكل صراحة إن (اعلان بغداد للمصالحة: إدانة الدكتاتورية والتكفير وحرمة الدم).... يقول كل شي، حتى ليبقي كل شي على حاله,.بل ويزيده سوءاً. سواء من حيث الحفاظ على طبيعة النظام المحاصصاتية الطائفية الاثنية, مروراً في الإمعان بتقسيم الشعب العراقي,عبر الاصرارعلى فيدرالية بايدن التقسيمية, وتشكيل مليشيات للمدن تحت مسمى الحرس الوطني, وانتهاءاً باستمرار التبعية للغازي الامريكي عراب داعش.
إن اعلان بغداد للمصالحة يتجاهل أهم إرادة, هي إرادة الشعب العراقي, التي تمثل وسيلته المجربة في إنتزاع حقوقه المغتصبة على يد نظام المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد سواء بطبعته الراهنة او بنسخته الجديدة التي يُعد اصدارها.
إن اليسار العراقي يؤمن بإن الخيار الثالث, الخيار الوطني التحرري, الذي انطلق لحظة اسقاط النظام البعثي الفاشي على اسياده الامريكان واحتلال العراق في 9 نيسان 2003. هو الخيار الصحيح في مواجهة خياري, نظام المحاصصة الطائفية الأثنية الفاسد, وإعادة شكل من اشكال الدكتاتورية.
إن مشروع المصالحة الجديد- القديم, يهدف وبكل بساطة الى المصالحة بين خياري المحاصصة والدكتاتورية, على حساب الشعب العراقي وتضحياته الجسيمة وسيعرض الوطن لمخاطر لا حدود لها.
هذه هي كلمتنا التي تحضى بدعم جميع القوى اليسارية العراقية المعارضة لنظام المحاصصة, وتلك هي كلمتكم, أما الكلمة الاخيرة والحاسمة فهي للشعب العراقي حتماً .
صباح الموسوي
منسق التيار اليساري الوطني العراقي
15/3/2015
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟