|
وسطية الازهر تتراجع في تكريت
رياض البغدادي
الامين العام للحركة الشعبية لإجتثاث البعث
(Riyadh Farhan)
الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 12:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي يدعي فيه علماء الازهر وشيوخه في مناسبة وغير مناسبة ان الأزهر وسطي من الناحية الفكرية ويعرض الاسلام بطريقة هادئة بعيدة عن الافكار التي تدعو الى العنف بل ويتبرؤون من العلماء والمشايخ الذين انتسبوا الى الازهر في يوم ما - الذين يبتعدون عن المنظومة الفكرية التي يشيعها الازهر من خلال مناهجه التعليمية والبحوث العالية التي تصدر من علماءهم.. لكنهم كثيرا ما يتلقون ردودا يعجز مشايخ الازهر عن الاجابة عنها ، فمن يدعي انه وسطي يتحتم عليه ان يعمل على الغاء المناهج التعليمية التي تضرب وسطيته بالصميم كقضية ( اباحة اكل لحوم قتلى الكافرين ) وهي قضية مشينة ان يلصقها بديننا الحنيف مناوئ للاسلام ، فما بالك وهي مادة دراسية تتبناها محافل الازهر التعليمية !
ولولا وجود من يطبق هذه الفتاوى لما كنا قد تطرقنا اليها ولما عرضها التلفزيون المصري ويقدمها كقضية رأي عام شغلت مثقفي مصر والوسائل الاعلامية في هذا البلد المعروف شعبه بحسه المرهف وتدينه ودماثة اخلاقه !
الازهر الذي ادعى الوسطية هو ذات الازهر الذي تخرج من قاعات درسه الداعية المعروف بتحريضه ودعمه للارهاب الشيخ يوسف القرضاوي والمئات غيره من طلبة ومدرسين انظموا الى تنظيم القاعدة والنصرة وداعش وغيرها من التنظيمات الارهابية التي جلبت العار للاسلام الحنيف .
الازهر الذي تبنى اللاعنف وقدم نفسه كأحد اطراف الحرب على الارهاب يرفض في وقت سابق تكفير تنظيم داعش ويبرر رفضه انه لا يمكن ان ينجر الى تكفير المسلمين وكأن العالم نسى نعتهم للشعب الايراني بأنهم ( فرس مجوس ) ابان الحرب العراقية الايرانية وهذا ما اثار الكثير من اللغط بجدية الازهر وحقيقة مواجهته للأرهاب والتنظيمات المتطرفه ، لكنه وبلحظة غضب حكوميّ على داعش وافعاله النكراء اصدر الازهر فتوى على كل من ينتمي الى داعش ان ( تقطّع ايديهم وارجلهم من خلاف ) وهي اشد عقوبة ممكن ان تصدر على مجرم في الدين الاسلامي ، اضافة الى فتواه التي لاتقل قساوة بحق المتعاونين مع داعش في منطقة سيناء حيث اباح للجيش المصري هدم بيوتهم وحرق مزارعهم .
الحقيقة ان التردد والتناقض ومجاملة حكام القصور لا يثير استغراب من يستعرض تأريخ مؤسسة الازهر ويطلع على المواقف التي صدرت سابقا من مشايخه فهم دافعوا بكل قوة عن اتفاقية كامب ديفد وقبلها شرعوا التدخل العسكري المصري في اليمن الذي راح ضحيته الآلاف وحرضوا المصريين على التطوع في جيش صدام ابان الحرب على ايران الا انه فشل فشلا ذريعا في دعم واسناد السنة في العراق لتحرير مدنهم التي استباحتها عصابات داعش الاجرامية ، ومن هذا كله نفهم بما لا لبس فيه ان الازهر ابعد ما يكون عن الوسطية وما الازهرالا مؤسسة بائسة لا حول لها ولا قوة وكل مواقفها وما تصدره من فتاوى وبيانات لا قيمة لها ، لانها صادرة بطلب من قصر عابدين بغض النظر عمن يشغله سواء كان الرئيس عبد الناصر او مبارك ومن قبله السادات واليوم هم يقدمون خدماتهم الى الرئيس السيسي الذي بدأ عهده بأستجداء دول الخليج في مساعيه لانقاذ الاقتصاد المصري المتهالك ومن يقف عند التصريحات التي صدرت من الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي يعرف جيدا ان هناك مؤسسات اعلامية ودينية وسياسية ستترجم تصريحاته الى مواد اعلامية يبثونها للنيل من الانتصارات العراقية التي سطرها الجيش ومتطوعي الحشد الشعبي والعشائر في تحرير محافظتي ديالى وصلاح الدين .
نصيحتي الى المؤسسات العراقية اعلامية كانت أو سياسية ان لا يعطوا لتصريحات الازهر في دفاعه عن داعش في العراق اي قيمة لانها هي فعلا تصريحات لا قيمة لها ، وستكون لفتاوى وبيانات الازهر اهمية واحترام عندما يتحرر الازهر من خدمة القصور التي تقدم له الرواتب والامتيازات ، وعندما يستقل في شؤونه المالية والادارية ويعتق نفسه من التبعية واللهث خلف البترودولار ، ومن يعرف ضعف الازهر ومدى الوهن والهزال الذي يعيشه مشايخه ، ربما يعطيهم العذر ، فهم يعيشون كأدوات بائسة تضمن للحكام مصالحهم ، فحالهم حال عمر بن سعد في معركة الطف عندما باع دينه بدنيا غيره فقد خسر الدنيا والامارة على الري وخسر الآخره بقتله ابن رسول الله وذلك هو الخسران المبين .
#رياض_البغدادي (هاشتاغ)
Riyadh_Farhan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دمبسي ... ونصائح الشيطان !!
-
اندحر الفساد وانتصر الاعلام في العراق
-
سورية والعراق والربيع العربي
المزيد.....
-
فيديو لحافلات تقل مرضى وجرحى فلسطينيين تصل إلى معبر رفح في ط
...
-
قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية
...
-
مقتل عشرة في قرية سورية سكانها علويون والسلطات تبحث عن الجنا
...
-
لمن سيصوت الألمان من أصول عربية خلال الانتخابات المقبلة؟
-
للمرة الأولى منذ 12 عاما.. أسير أردني يلتقي بطفله الوليد من
...
-
مجموعة لاهاي تكتل دولي لمحاسبة إسرائيل
-
حماس: حالة أسرى العدو تثبت قيم وأخلاق المقاومة
-
كاتب تركي: ترامب حوّل -الحلم الأميركي- إلى كابوس
-
الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة ف
...
-
-مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|