أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - مَنّ هُم فاقدي ماء الوجه ؟














المزيد.....

مَنّ هُم فاقدي ماء الوجه ؟


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إذا أردت أن تعبر عن سلوك شخص ما ارتكب عمل مشين للخلق والشرف والعرف العام , فإنكَ تقول عنهُ ( فقدَّ ماء وجهه) , وفي الواقع دائماً ما يكون وجه من يشعر بالخزي منكساً رأسه , ناكساً بعينية إلى الأسفل , والكل يعلم إن جميع الشعوب تشير إلى أن البشر في كل مكان في العالم تجمعهم النزعة ذاتها وهي الإبتعاد عن فقدان ماء الوجه .
لكن ما يحصل الآن في العراق بعد عام 2003م من التعامل بالرشا والمحاصصة وفق توزيع المال العام والمراكز الحساسة وتعيين المقربين والتطاول على أخذ نسب معينة من المشاريع مقابل حصول المقاولين على العمل هو فقداء ماء الوجه للساسة العاملين في دفة السياسة العراقية وإدارة الدولة وفق نهج المحاصصة الطائفية .
من يفقد ماء الوجه تجده تعلوه حمرة الخجل بطريقة لا إرادية , والعين تغرورق بالدموع عندما تجيش المشاعر , خاصة المشاعر الأخلاقية مثل السخط أو العزة , ولا أعرف أي من المشاعر لهؤلاء الساسة من باعوا الضمائر ,اصبح ثلث العراق بيد الإرهاب , والفقر تجاوز 30% في بعض المحافظات و60% في محافظة المثنى , متى تشعروا بالسخط وصحوة الضمير وتغرورق العيون لما فعلتم بالعراق وأهل العراق .
من خلال ثقافتنا وسلوكياتنا نعتقد أن الشرف لا علاقه له بالمشاعر إلا عندما يكون على مرأى من الناس , فيمكننا أن نشعر بالخزي بعيداً عن أعين الناس , فمتى تشعروا بالحرص على هذا البلد , هل تمتلكون المشاعر والأنتماء الوطني , أم انتمائكم لجهات أخرى أولاً .
أيها السياسي والمسؤول العراقي , أنا اخاطبك كعراقي عاش على تربة هذا الوطن , وشرب من ماء الفرات ودجلة , وتغذى على منتجات تربته , وتنفس من هواءه , أقول وبحرقة , إن اهتمامك بشرفك معناه أن ترغب في أن تكون أهلاً للإحترام , الخطأ الذي ارتكبته في سرقة المال العام , أو تعيين من هم غير أكفاء في المسؤولية , أدركت أنك ارتكبت خطأ يقلل من شأنك واحترامك , فإنك تشعر بالخزي , سواء كان ذلك على مرأى من الناس أم لا , ماذا يعني تعيين محافظ الموصل أثيل النجيفي لـ(6) من المستشارين في البلديات قبل سقوط الموصل , وهم الآن قياديين في تنظيم داعش , أين شرفك وشرف المسؤولية من هذا العمل , أنت من أضاع الموصل وأهلها بعملك هذا وعمل الآخرين ممن هم في دفة الحكم وقتذاك , لقد اضعتم شرفكم وفقدتم ماء الوجه , ولن ولم يرحمكم التأريخ في هذا الفعل الشنيع .
أنا أسأل هؤلاء السياسيين , هل أنتم مع شرف المهنة والمسؤولية أم ضده ؟ وهل تفتخروا بما فعلتم من أعمال تسيء للشرف أم تفتخروا بها ؟ , لكن أقول : الشرف موجود داخل كل إنسان عراقي طبيعي , مهما كانت درجة ثقافته وتنوره وتقدمه , لذلك يجب أن تفكروا وتحسبوا الف حساب للشرف , لكنكم افتقدتمونه , وابتعدتم عن التعامل مع الشرف . من المؤكد أن الشرف لم يفرغ بعد , أنا اخاطبكم بشرفكم , وهذا لا يعني أن الشرف يمثل عورة الرجل أم المرأة ولكن الشرف هو غيرتكم على بلدكم وشعبكم .
إن شرف المرء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوانب من الهوية الوطنية , ويستقي منها عضويته في فئة اجتماعية ما بطرق عديدة , وعليه فمنظومة الشرف من شأنها أن تضعك في موضع المساءلة حتى إذا لم تقترف ذنباً , أو لم يقترف أحد خطأ في حقك , فالشرف ليس بالأمر الشخصي بوجه خاص في جماعة اجتماعية ما , ببساطة على المسؤول العراقي الحفاظ على ماء الوجه , أو عليه أن يخسره من خلال فشله في الحفاظ على العراق , أما النجاح فهو من خلال مشاركته في الحفاظ على العراق واهله وعلى الهوية الوطنية , بعيداً عن الطرافية والعرقية .
لذلك أقول كما قال شكسبير (( أما إذا كان الطمع في الشرف خطيئة , فإن روحي أشد الأرواح إثماً)) , فإذا كان الشرف وفق عرفكم خطيئة فأنا أشد إثماً للحفاظ عليه منكم .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة في كتاب الرفيق فهد .. البطالة وأسبابها وعلاجها
- الديوانية المدينة التي التصقت بذاكرتنا
- سمير نقاش..نقش عراقي في الذاكرة
- علي هادي وتوت محافظاً للديوانية
- مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)
- العلامة طه باقر مرمم الذاكرة العراقية
- الديوانية زهرة الفرات
- الكابتن جاسم محمد علي الهندي ... الهداف الأول لملاعب بابل ال ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- (نظرية الاصل الفضائي للسومريين)
- الصابئة المندائيون في العراق ...تاريخهم . عباداتهم. عاداتهم ...
- الأيزيدية .. للباحث والمفكر والإنسان زهير كاظم عبود
- اشهر عوائل يهود الديوانية في ميدان الزراعة والتجارة (الحلقة ...
- الحلة تحتفي بالشاعر العراقي سعد جاسم
- حوار مع المناضل حميد غني جعفر الاسدي (جدو) , ليروي قصة النفق ...
- سحر الحقيقة ..شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- واقع المرأة في المجتمع العراقي
- كيف نصنع الديكتاتور
- وداعاً ايها المناضل والصحفي سعد حمزة الغريباوي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - مَنّ هُم فاقدي ماء الوجه ؟