أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - القدس: فيها الداء وفيها الدواء!














المزيد.....

القدس: فيها الداء وفيها الدواء!


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 11:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


http://alassaaziz.blogspot.com/
[email protected]
تشير الأبحاث التاريخية إلى أن عمر القدس يزيد عن أربعة آلاف عام، تراكمت عبرها ثقافة وحضارة وعمران عربي-كنعاني، تعرض للهدم والبناء ثم إعادة الهدم وإعادة البناء؛ نتيجة حروب واحتلالات معروفة تمامًا، للمؤرخين والباحثين، لم تلغِ عروبة القدس؛ ففي كل مرة كانت تنهض وتعود إلى سابق عهدها، كما في الحروب الصليبية وغيرها. وفي كل تلك العصور والأزمان شكلت القدس عنق الزجاجة في الصراع القائم على هذه الأرض؛ فهي رمز للقداسة والسلطة السياسية، وأن من يسيطر عليها يكون سيد الموقف على الأرض. وهذا ما أدركه الاحتلال –مبكرًا- عندما رسم الخطط المحكمة المدعومة بالمال والقوة، من أجل انتزاع الملامح والخصائص الثقافية للقدس وتنسيبها لتاريخه.
ولعل أبرز الأمثلة على ذلك ما قام به الاحتلال في العام 1967، عندما استولى "متحف إسرائيل" على متحف فلسطين، وأسموه متحف "روكفلر" الذي تحول إلى ما يشبه الثكنة العسكرية؛ بسبب الحراسة المشددة التي تتولاها شركة خاصة. وقد قام الاحتلال بعملية سرقة لحوالي مائتي ألف قطعة أثرية وسرقة الأجندة التاريخية، ونسبها إلى "إسرائيل". حتى وصل الأمر إلى سرقة بوابات المسجد الأقصى، وعتبات كنيسة القيامة الرخامية، وعرضها في متحف "روكفلر" على أنها جزء من الإرث والتاريخ الاسرائيلي . أي أن هناك عملية "تهويد" للتاريخ والآثار، مهما صغرت أو كبرت، بحاجة إلى أن يكون لنا روايتنا الوطنية-الصادقة؛ المدعومة بالوثائق التي تثبت زيف ادعاءات الاحتلال، الذي وصل به الأمر أن يقول للزوار بأن اليهود هم من أصول كنعانية، ولا يوجد لدى الزوار سببًا يجعلهم لا يصدقون ذلك، ففي كل المتحف لا توجد أي إشارة أو كلمة لفلسطين أو العرب .
أمام هذا المشهد الدراماتيكي، ورغم انكفاء الأمة؛ وتراجعها عن القيام بدورها في حماية تاريخها ورمز عزتها، لم يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي، وإنما انطلق، منذ اليوم الأول في الدفاع عن وطنه وعاصمته الروحية، فسارع الغيارى من المقدسيين إلى مواجهة الاحتلال ومخططاته وبرامجه، بالتشبث بالتراث وبالمؤسسات القديمة، وبناء الجديد مستفيدين من المساحات التي أمكنهم النفاذ منها لتحقيق أهدافهم.
وتوجت جهودهم تلك باعتماد القدس عاصمة للثقافة العربية في العام 2009، ثم اختيارها العاصمة الدائمة للثقافة العربية بدءا من العام 2010، ومنذ ذلك الحين تشكلت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، بقرار رئاسي، ثم شرعت بإطلاق الفعاليات المختلفة ذات الصلة، كالجوائز، والمؤتمرات والمعارض والترويج الإعلامي والإخباري... الخ.
وفي آذار من هذا العام التحمت وزارة الثقافة في إحيائها لـ "يوم الثقافة الوطني الفلسطيني" مع جامعة بيت لحم في فعالية بعنوان "القدس عاصمة الثقافة العربية في عيون الشباب الأدبية والإعلامية والفنية"، ومن خلال متابعتي الحثيثة لهذه الفعالية كضيف رئيسي، وجدت فيها من الإبداع ما يجب الإشارة إليه؛ فقد خرج الطلبة عن المألوف في تعاملهم مع الموضوع، من خلال الخواطر والأشعار والأفلام الوثائقية المعروضة، التي توجت بعرض فيلم وثائقي من إنجاز إحدى الطالبات يقدم القدس، بتفاصيلها الدينية والتاريخية.
وكان هذا مكملًا للكلمات والخطب التي سمعناها من مسؤولي الجامعة وأساتذتها، وعلى رأسهم د. آيرين هزو/ نائب رئيس الجامعة. أما النتيجة، فهي أن هذه الفعالية الثقافية-الوطنية-التعليمية-التعلمية كانت مشبعة بالفكر الوطني الصرف المتفهم لمدى أهمية القدس في حياتنا، وأن الصراع القائم على أرضها هو صراع هوّياتي، وصراع بقاء؛ إذ أن الاحتلال يسعى، على قدم وساق، إلى "محو" هويتنا و"إنشاء" هوية أخرى مكانها، مغايرة لها تمامًا. وهذا ما جعلني أخلص إلى القول: "لا خوف على المستقبل، ولا على الثقافة، ولا خوف على القدس طالما أن هذا الجيل يدرك أهمية المخاطر التي يمر بها وطنه، بخاصة عاصمته الروحية، وطالما أنه يدرك كذلك المسؤولية الواقعة على كاهله، وأنه جاهز للصمود والمواجهة مهما غلا الثمن".
ختامًا؛ نتوجه إلى صانعي القرار على المستويين الثقافي والتربوي إلى المزيد من الالتحام بين المشهدين: الثقافي والتربوي؛ لكي ننقل طلبتنا من حافظين للمعلومات عن ظهر قلب، إلى متفهمين لما يدور حولهم وللدور المطلوب منهم اتجاه وطنهم، بخاصة قدسهم التي تتعرض للتهويد صباح مساء. هذه القدس التي فيها الداء والعلّة التي يمثلها الاحتلال الجاثم على صدرها، وفيها أيضًا الدواء والشفاء الذي يجب الوصول إليه بالذود عنها وحمايتها بالسبل والوسائل كافة.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 12 آذار، 2015م



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمير سعد: تركت في جيلك فراغًا.. فمن له إلا أنت؟! بقلم: عزيز ...
- عاصم الخالدي في ذكرياته من باب السلسلة: يتصفح ماضي القدس؛ بف ...
- رغم القَيْد.. الأقصى يدافع عن الأمة! بقلم: عزيز العصا
- روز شوملي في ديوانها -فرس الغياب-.. تغوص في انفعالاتنا.. تُه ...
- عيسى القواسمي في روايته -عازفة الناي-: روح المكان تدافع عن ا ...
- أُسَامَةُ العَيَسَة في روايتِهِ -المسكوبية-: القضاء، الطب، و ...
- الدكتور -حسين فخري الخالدي- في مذكراته: يشهر قلمه.. وينهي عه ...
- الثقافة المقدسية المقاوِمة دار الطفل العربي-القدس نموذجًا بق ...
- الأوقافُ الإسلاميَّةِ في فلسطين المحتلة-1948: بِذْرَةٌ شَقّت ...
- اللغة العربية في يومها: بين الواجب العيني.. والواجب الكفائي! ...
- الشيخ -د. عكرمة صبري- في كتابه -الإسلام والأيام العالمية-: ا ...
- دائرة شؤون القدس في ندوتها: الخطر يحدق بالقدس وبالمقدسيين قر ...
- د. أمين الخطيب الكناني: امتشق العمل الخيري.. فذاد عن فقراء ا ...
- صابرين فرعون: تُظلّلُ قُلوبَنا بِنصوصٍ هادئةٍ.. رُغْمَ العاص ...
- زياد أبو عين: غبت جسدًا.. وبقيت رمزًا بقلم: عزيز العصا
- خطيب الأقصى والمقدسيون: يبثون رسائل إلى الأمة بقلم: عزيز الع ...
- المشهد الثقافي المقدسي: رحلة ألمٍ وأملٍ -المتاحف والفنون نمو ...
- محمد محمود شلباية في كتابه: مشاريع تسوية للقضية الفلسطينية ر ...
- رفعت زيتون.. شاعرٌ يُطِلُّ علينا من -نَوافِذِهِ- الواسعة قرا ...
- هاني عودة في روايته -لكِ إلى الأبد-: الاحتلال يعيق الحياة.. ...


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - القدس: فيها الداء وفيها الدواء!