سفيان وانزة
الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 07:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سحــر التـأمـــل . . .
الجــــــزء الأول :
في ظلام الليل الدامس وهدوء ليس له مثيل ، أحرك أصابع يدي فوق لوحة المفاتيح أكتب هذه الأسطر ، أفكر كثيرا حتى يصبح عقلي عاجزا عن استيعاب أي فكرة جديدة نعم وأنا في هذا التأمل العميق أشعر بحالة من الاسترخاء العميق ، أكثر عمقا حتى من النوم . ومثل هذه الحالة تتيح لقلبي أن يبدأ في الشفاء ، وقد أوضحت العديد من الدراسات أن الممارسة المنتظمة للتأمل يمكن أن تقلل من ضغط الدم ، وتخفض من عدد الضربات الغير المنتظمة للقلب ، وبوصولي إلى درجة عميقة بدأت تتخالط الأفكار في ذهني بسبب تسرب أفكار أخرى غير منتظمة هذا راجع إلى أن عقلي لم يستوعب بعد هذا التأمل الذي أنا فيه وأنني أكافح للوصول إلى حالة ذهنية أكثر روحانية ، ولكي أفعل هذا يجب أيضا أن أفهم الجانب الآخر من نفسي وهو " ظلي " و هو مكون أقل وعيا موجودا بداخلي بدون فهم دوافع هذا الظل فإنه من الصعب إن لم يكون من المستحيل أن أصبح شخصية متكاملة .
أرجع مرة أخرى إلى التأمل الخارجي في السماء والنجوم التي تضيئها أكلم نفسي بصمت خوفا من أن يسمعني أحد أفراد العائلة فيظنوا أنني جننت ، سبحان الله ما أروع خلقك لاأحد من البشر يستطيع فعل هذا ، وكيف لمن يشاهد هذه الأشياء أن يشرك بك أو يرتد عن دينك . أكمل ليلتي البيضاء وأقف عند باحة المنزل أنظر إلى شروق الشمس وأنا أشعر بنوم عميق يدغدغ جسدي بأكمله أصعد لغرفتي ثم أستلقي فوق السرير غير قادر على تحركة جسمي ومن دون أية مقاومة أغوص في النوم منتقلا إلى حالة اللا وعي مستكملا ما بدأته من التأمل . . . يتــبــع
الجـزء الـتانـي
لحظات تأمل وترقب ، نعم هذا ما أنا عليه الآن فقد تحول شعوري بصورة متزايدة إلى إدراك مافوق الماديات ، إلى عالم الحقيقة السامية أو العالم المجرد ، أي العالم الذي يتجرد من الشكل المادي ويتركز في ذاته . يبدأ تأملي في هذه اللحظة من خلال إدراكي للعالم من حولي والحكم عليه ، وأنا أدرك العالم حسيا من خلال حواسي الخمسة ( النظر ، السمع ، التذوق ، الشم ، اللمس ) ، والقيود المفروضة على هذه الحواس الجسدية تحد بالظرورة من قدرتي على جمع المعلومات عن العالم ، فنحن نستخدم عقولنا في الحكم على العالم اعتمادا على ماندركه حسيا ، فنفكر في الحقائق ونتخد القرارات .
التأمل في الجانب المشرق : يكون هذا التأمل في الأشياء التي أحبها أنا فتكون النتيجة مذهلة حقا ، لقد وجدت أنني عندما أفحص شيئا أكرهه ، ترد على ذهني أفكار تبين لي أن هناك بعض المزايا الإيجابية مختلطة مع هذا الشيء السلبي . والعكس صحيحح أيضا عندما أفحص الأشياء التي أحبها .
إننا نعتقد أن الوعي هو حالة ساكنة للعقل ، ولكننا في الواقع ندخل في حالات متغيرة من الوعي في كل لحظة . إن ذهننا يتميز بالمرونة ، لأنه يتيح لنا الإنتقال من مهمة إلى أخرى بمنتهى السهولة . ولأننا نستطيع زيادة هذه القدرة لدينا ، وفي تطبيقها من أجل إجراء التغييرات الإيجابية في حياتنا. إن عقولنا غالبا ماتفكر في شيء بينما جسدنا يفعل شيء آخر . وطالما أن الجسد والعقل ليسا معا ، فإننا نشعر بالضياع ولا يسعنا القول : إننا كنا حاظرين بالفعل .
في الأخير يمكن القول بأنني لازلت محتارا فأنا أفكر فيما أفكر فيه غير أن ما أفكر فيه يجعلني عاجزا عن استيعاب درجة الروحانية التي وصلت إليها ، وكالعادة بسبب تراتب هذه الأفكار على ذهني أحس برغبة شديدة في النوم لأستلقي على سريري منتقلا إلى حالة اللاوعي مستكملا ما بدأته من التأمل .
الجزء الثــالـث
أحرك رأسي وأنا في قمة العياء ، أحاول مرة أخرى الانتقال إلى عالم الخيال وتجاوز كل ماهو مادي لكي أسمو بروحي نحو عالم الحقيقة السامية ، نعم هذا ما أنا عليه الآن أجاهد بقكل ما أتيت من قوة لكي أغوص في بحر التأمل ، حيث أن ممارسة هذا الأخير هو شيء مهم في الحياة اليومية لأي شخص ، والتأمل بمعنى أن نطبق الأسلوب المناسب للوصول إلى حالة ذهنية أكثر رقة وهدوء ، وربما نجد أن هذه الحالة المسترخية والتي تبعث على احترام الذات تعطينا شعورا بالتجديد والانتعاش . وبملاحظتي لأفكاري من دون أن أحكم عليها تصبح هذه الأفكار هي موضع تركيزي ، أشعر ببعض الفضول حول العلاقة بين الأفكار وبعضها البعض ، ولكن لايجب علي إجهاد نفسي في إنشاء روابط بينها . فقط ألاحظ أن الأفكار تطرأ واحدة بعد الأخرى ، وعندما أنتهي ، في الغالب أجد أن الفكرة الأولى مرتبطة ببقية الأفكار الأخرى . لقد بدأت هذه الفكرة وحدها ثم وضعت نفسها في صورة أكبر . هذه العملية تشبه " أحلام اليقظة " ، فأنا ببساطة أسمح لأفكاري بأن تطفو على السطح ثم أفحص هذه الأفكار بفضول . كما علي أن أستكشف كل شيء حولي وأحدد إن كان الشيء أصيلا أو مفيدا أم لا ، وقبل أن أترك الشيء لأنتقل إلى التالي ، علي أن أزيد من تعمقي قليلا بحيث أستقي خبرتي من التجربة المباشرة ، وبهذا أكون قد وصلت إلى درجة الروحانية المثلى ، بحيث أنعزل عن العالم بأكمله وأتقوقع حول ذاتي ومخيلتي محاولا جاهدا في فهم تفكيري أو فهم كل ما أفكر فيه ، إنها حقا تجربة ذهنية روحية رائعة تعطيني القدرة على عدم سماع حتى صوت التلفاز القريب مني ، وهذا الكلام حقيقة مصدقة بحيت لا يمكنني تتبع مايقع بالعالم الخارجي لأنني فقط وببساطة إنتقلت إلى الجانب الداخلي من ذاتي ، وكالعادة يجعلني هذا التدريب أحس برغبة عميقة في النوم لأستلقي فوق سريري غير قادر عن الحراك ، منتقلا إلى حالة اللاوعي مستكملا ما بدأته من التأمل . . .
بقلــم : -;-الـكــاتـب-;- -;-سفـيــان-;- -;-وانــزة-;-
#سفيان_وانزة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟