أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام كصاي - العلمانية خيارنا الوحيد














المزيد.....

العلمانية خيارنا الوحيد


حسام كصاي

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 13:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم تكن العلمانية ظاهرة مقبولة في المخيال العربي والإسلامي, ولم تكن هي البديل الثوري عن الخلافة الإسلامية التي قتلت نفسها بيدها, وليس بأيديٍ علمانية _ كما يُشاع ويُروج له _ وإنما قُتلت بسبب ترهل وتفسخ قيم القائمين عليها من انتشار البدع والخرافات والقيم السلبية على إنها هي إسلام الرّسول, الأمر الذي جعل الإسلام المبكر عرضه للتشوهات, وباباً مفتوحاً لتلقي الطعنات والتنكيل به, ليس بسبب الإسلام أو بنيته أو عقيدته الخالدة, وإنما العلة تتمثل بـ "راكبي الموجة", موجة الإسلام من حركات إسلاموية متحزبة تتطلع إلى الدنيا والمال والثروة من خلال نافذة الدين والمقدس, أو رجال دين (كنسيين) يحلمون بالهيبنة والثراء والسيطرة على عقول الناس قبل القلوب, لكن من أعطى الشرعية الكاملة لبروز ظاهرة العلمنة في مجتمعاتنا؟
أنْ العلمانية لم تكن حلاً وطريقاً سليماً لو لم تكن الطائفية والثيوقراطية بشعة بتلك الصورة القبيحة, والعلمالنية ليس هي الحل الأمثل, لكنها الأفضل, لأن العلمانية هي اقل ضرراً من الثيوقراطية بحكم إن الاخيرة يؤثر فيها عامل تخدير العقول البشرية بشكل وفاعلية اكثر بشاعة, لكن العلمانية ليست صالحة للعرب والمسلمين لأنها دخيله على افكارهم وعقلهم بنفس الغرابة والوفود الفكرة للثيوقراطية, لكن لا بديل عن سواها, فالإسلاميون أثبتوا عجزهم في بناء دول قائمة على أسس مدنية صحيحة تحترم الديمقراطية بما هي "شورى العصر".
لم تترك الطائفية والنزاعات الاهلية أية مجالاً شاغراً لرفض العلمانية, التي أصبحت مطلب لعرب وتُطلعهم, ومطمح الكثيرون منهم, حتى "البعض الإسلاموي" غير المتطرّف يؤمن (أو يعتقد على الأقل) بإن العلمانية هي المخرج العربي من نفق الطائفية المرعب, فالعرب لا خيار لهم اليوم إلا الإندفاع صوب العلمنة, واستنبات قيمها, وليس الأمر تآمرياً على الإسلام, وإنما حفاظاً على مكتسباته, فرب فاجراً صادقاً أفضل بكثير من براً كاذباً, فالإسلاميون اليوم, أو ما يُسمون بـ "الإسلام السياسي" هم من نال من الإسلام _ بوعي أو من عدمه _؛ وهم من جعل خيار العلمانية هو الحل الأسلم بسبب النزعة التطرّفية التي نفرت العرب من الحكم الإسلاموي, وجعلته يبحث عن أي بديل وإنْ كان إلحادياً!
وإنْ النقيض التام للعلمانية هو الدينية, والإسلام لم يُقيم دولة دينية حتى في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فهي كانت أقرب للمدنية, فسماها "دولة المدينة" وليس "الدولة الدينية", فالإسلام على طول مراحله التاريخية مارس العلمانية بحق من تعددية (دينية وسياسية), (لا إكراه في الدين) وأحترام للرآي (لكم دينكم ولي دين), وحماية لحقوق الأقليات, والحفاظ على الحقوق والممتلكات, وإتاحهتا للجميع سواسية لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى, وهذا هو جوهر فكرة الإسلام, وجوهر علمانيته, لكنه لم يمارس الدينية إلا في فنتازيا وشعارات الحركات الإسلامية التطرّفية, بمعنى إن العلمانية هي "بضاعتنا رُدت إلينا", والدينية "بضاعتهم التي رُدت إليهم", _ أي الغرب _ والتي لا يمكن العقل العربي المسلم أن يتبضعها أو يضعها في عربانة تحميل بضائعة ومستلزماتة الحياتية ومقتنياته, لأنها نقيضة للإسلام, وبعيده عن جوهرة, فالإسلام دين علماني بشرط الحفاظ على ثوابت الدين أولاً, وعلمانية نابعة من بيئة عربية إسلامية ثانياً.
أي بمعنى إن العلمانية مقبولة في واقعنا شرط أن تكون علمنة من داخل المؤسسة الدينية أو من داخل البيت العربي, لا وفوداً مبتسراً لقيمها المُلتحْفة بأغطية الحداثة وقيافات العولمة تحت عناوين الاستعمار وحملات التبشير.



#حسام_كصاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمام محمد عبدة: مُنظر حركات الإصلاح الديني
- العُرُوبة وَالإسّلام: تَحْولات الدَوُلة وَالمُجْتَمْع
- التَحْول الدّيمُْقراطي: وِلادة ميّته
- الحركات الإسلامية: المصالح والمشالح
- إنْتكاسّة الدّيمُقراطيَّة في العرَاق
- التداول العنفي للسلطة: خيار إسلامي!
- دولة شيوخ المودرن
- لماذا نكتب عن الطائفية
- الدَوُلة العَرَبَية المُعَاصْرة: ثَقرَّطْة ام مَدنَّنة
- عرب النيران الصديقة


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام كصاي - العلمانية خيارنا الوحيد