أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - من ينقذ العراق من الإرهاب و الطائفية














المزيد.....


من ينقذ العراق من الإرهاب و الطائفية


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 09:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التهديد الذي أطلقه تنظيم القاعدة على لسان أمير تنظيمها في العراق المدعو بالزرقاوي مؤخرا وتلقفته فضائيات الإثارة الإخبارية، لم يقتصر على إبادة ملايين الشيعة العراقيين كونهم "رافضة" وباعتباره هو أمير إمارة العراق الإسلامية بتفويض من أسامة بن لادن، بل شمل في هذا التهديد أشقاءه في المذهب السني ما داموا لا يمتثلون لأوامره ويصبحون سيافين في إمارته يذبحون ويفجرون أخوتهم في الرحم والدين، وبذلك يكون قد حكم بالإعدام على غالبية الشعب العراقي بملايينه المسلمة على اختلاف مذاهبهم كخطوة أولى يعقبها الإقدام على ذبح العراقيين غير المسلمين كتحصيل حاصل لفكره التكفيري التصفوي.
وأيا كانت الأسباب التي أدت بالزرقاوي إلى إطلاق صيحات جزعه والتي كان من بينها ضيق رقعة إمارته الإسلامية في العراق نتيجة طرد حلفائه الصداميين وأنصاره الطائفيين التكفيريين من مدينة تلعفر، فأن هذا التهديد والتنديد الحذر الذي قوبل به من قبل هيئة العلماء المسلمين السنة وعدد من التنظيمات المسلحة من بقايا أجهزة نظام صدام حسين الأمنية و العسكرية، مؤشر على تداعي انهيار حلف غير مقدس نصف معلن هدفه الأول إعاقة قيام أي شكل من أشكال الدولة الديمقراطية في العراق. هذا الحلف كان حتى إعلان التهديد وتنفيذ المجازر الرهيبة التي من بينها مجزرة عمال البناء في الكاظمية يضم تنظيم القاعدة وبقايا أتباع الدكتاتور السابق وهيئة العلماء المسلمين السنة وبعض النخب من الشخصيات الشيعية.
إن هذا التطور في خارطة الاصطفافات السياسية بين القوى المعارضة لتطور العملية السياسية الديمقراطية، يقترن مع الاصطفافات الجاري تكوينها بين القوى المنخرطة في العملية السياسية أصلا والتي تسعى إلى انضمام قوى أخرى كانت رافضة لهذا المسار إما طوعا أو خوفا، والكل معارضون و مؤيدون في سباق مع الزمن ليجد له موقعا مؤثرا عند تنفيذ الاستحقاقين المهمين؛ استحقاق التصويت على مشروع الدستور في شهر تشرين الأول واستحقاق الانتخابات العامة في شهر كانون الأول من هذا العام. وإذا كان تهديد الزرقاوي وتنفيذ مجموعته المجازر الرهيبة بحق المواطنين الأبرياء العزل قد دق إسفينا في تحالف القوى المعارضة للعملية السياسية، فان القوى الأخرى المضادة لها وخصوصا قوى الإسلام السياسي الشيعي تمر أيضا في فترة عصيبة قد تكون نذيرة بفرط عقد تحالفها الذي حملها إلى أغلبية مقاعد الجمعية الوطنية وتشكيل الحكومة بمباركة من مرجعيتها الدينية، بعد أن عجزت عن تحقيق وعودها باستتباب الأمن ومحاربة الفساد والقضاء على البطالة وتأمين احتياجات المواطن الأساسية على الأقل.
لقد سبق وان تم التحذير مبكرا ولا يزال من خطورة التنظيمات الإسلامية المبنية على الانتماء الطائفي، و إن كان معظم قادة هذه التنظيمات ولا يزال يبرأ نفسه من الممارسة الطائفية في سبيل الضحك على الذقون، لأن هذا الادعاء لايبرهنه الواقع بل يفنده و لا يؤكده، وها هو الشعب العراقي المدمي يختنق بالنفس الطائفي الأسود، بعد أن تحول على أيدي بعض العراقيين والعرب من تجار الدين والمذهب والشعارات القومية بدعوى مقارعة المحتل، وبدعم هائل من بعض الدول العربية والمسلمة والإقليمية كل حسب أجندتها، تحول إلى مرتع سهل للسراق و السفاحين. والملفت أن كل ذلك وغيره يتم في خضم أساليب التجهيل الحكومي للمواطن عما يجري في البلد بأساليب إعلامية بالية واللجوء إلى التبريرات الجاهزة للتنصل عن المسؤولية.
لذلك فان التزاما مبدئيا وأخلاقيا يفرض على القوى السياسية العراقية البعيدة حقا عن الدافع الطائفي بل والانتماء المذهبي أن تبادر إلى التحرك منفردة أو مؤتلفة بمشروع وطني للإنقاذ، مشروع يحقن الدم العراقي أولا ويضع الوطن على أعتاب الخطوة الأولى في بناء دولته الديمقراطية ثانيا ويعيد إليه الثقة بنفسه وقدرته على اجتياز الكارثة التي تلتهمه بشرا ومقدرات.

لقد آن الأوان للوعي بجدية بأهمية درء خطورة القادم من الأيام على السفينة العراقية المتداعية التي إن غرقت فان عواقب هذا الغرق سيطال جميع دول المنطقة



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسبانيا الشقيقة وخير الله طلفاح
- إنها حرب مذهبية فما أنتم فاعلون؟
- لماذا يحرض خالد مشعل على استباحة دم العراقيين؟
- هيئة الرئاسة العراقية وأمانة مسئوليتها
- أهكذا يكافئ المواطن العراقي...؟
- ملايين العراقيين في الخارج ..مواطنون من الدرجة الثانية
- أيهما أمرَ على الشعب العراقي؟
- بغداد.. بعض من وفاء لعبد الكريم قاسم
- مقاومة مستنسخة
- من يقاضيك وأنت الخصم والحكم ؟
- التيار الديمقراطي العراقي ومسئوليته الراهنة
- القدر والبندقية حالا دون استشهاد صدام
- هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟
- لماذا أحب ويحب الأردنيون صداما؟ إلى توجان فيصل
- جرح العراق النازف…عمق استراتيجي لشعوب الجوار
- حكومة الجعفري ؛ درس مضاف للتيار الديمقراطي العراقي
- هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟
- في أربعينية شهداء مجزرة الحله ..ليمتثل عرابوها أمام العدالة
- قتل الطفولة وإغلاق المدارس انتصار - للمجاهدين
- ولاية طالبان الفقيه في البصرة… هدية أعياد آذار للمرأة العراق ...


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - من ينقذ العراق من الإرهاب و الطائفية