القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 01:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
57
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة السابعة والخمسون
سلوى البحراني
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد
ورد في الآية 111 من سورة التوبة "أن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتُلون ويقتَلون".
تعرّفت الشهيدة سلوى البحراني، الى آمنة الصدر (بنت الهدى) في بيت الله.. الكعبة، وهي تحج نيابة عن زوجها الذي توفي في حادث سير، مواظبة على حضور جلسات السبت، في الكاظمية، وقد تنامى تأثرها بشخص الشهيدة الصدر، نابذة الدنيا وما فيها، تنقطع تبتلا لله.
شكلت الشهيدة البحراني، صفحة مشرقة من تاريخ المرأة المسلمة في العراق، تضافرا مع قدوتهن بنت الهدى، شمسا ساطعة ومن حولها النجوم تتلألأ.
أبو غريب
ترجمت البحراني إيمانها الى عمل جدي، واظبت عليه متحدية المخاطر المحدقة بمنتهج العقيدة الاسلامية الحقة، متفانية في أداء واجبات المسؤولية الشرعية، تقدم الإنموذج الأمثل للأُمّ، بحنوها على فتيات الإسلام، مجاهدة محتسبة لا تتردّد عن فعل الخير.
زارت سجن "أبو غريب" لمواجهة الشيخ عارف البصري، تودعه قبل تنفيذ حُكم الإعدام الجائر به وإخوته، مستمعة الى إرشاداتهم وتحاياهم ووصاياهم وخواتمهم وقرائينهم، توصلها الى ذويهم.
الأمر الذي أشرها واضحة لدى النظام الديكتاتوري السابق، الذي إشتد أوار حقده عليها، خاصة بعد إستنكارها علنا، أعدام الشهيدين محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى (قدس سراهما الشريفان) من قبل الطاغية المقبور صدام حسين ببشاعة وتنكيل وتمثيل وثأر وضيع؛ دل على أنه جبان إذا تولى لا يعف!
دوام المنهج
واصلت السير حثيثا، تغذ الخطى، على منهجهما؛ ما جعل جلاوزة صدام يعتقلونها في العام 1980، في اليوم الأول من جمادى الآخرة سنة 1401هـ.
أقتيدت مثل شعلة وهج سديمي يطفئ لسع الثلج في غائر الألم، بالغة مديرية الأمن العامة، التي إهتزت أركانها المدعمة بالكونكريت والحديد.. مدججة بكلاب وحراس مسلحين، من دون ان يطرف لسلوى جفن.
ولمّا عجزوا عن إستحصال الإعترافات منها، نحروها قربانا تعمد بدمها الولاء لله ودينه ورسوله وآل بيته، وإمامها الصدر وقدوتها بنت الهدى، من خلال إطعامها لبنا مسموما وإطلاق سراحها.
قطع السم كبدها، عناء خمسة واربعين يوما، فشلت خلالها محاولات الأطباء بشفائها؛ ففاضت روحها يوم 20 رجب 1401 هـ.. "فإستبشروا بيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم".
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟