أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد عبد الله العيساوي - انتهاكات وجرائم... والأعذار جاهزة.














المزيد.....

انتهاكات وجرائم... والأعذار جاهزة.


رافد عبد الله العيساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن فاحت رائحة الجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيات المنضوية تحت ما يسمى بالحشد الشعبي, وتوفر الأدلة والشواهد الموثقة التي حصلت عليها المنظمات الدولية, ومنظمات حقوق الإنسان، والمجتمع المدني, وصارت حديث الأسرة الدولية, وضجَّ من هولها المدنيون الأبرياء،,وتناقلتها السنة المسؤولين والمراقبين والمتابعين المحليين والدوليين, وعرض صور ومقاطع فيديو, تظهر تلك الجرائم، تعاملت القيادات الدينية والسياسية والجهات الداعمة والراعية لتلك المليشيات مع القضية بأسلوب طائفي بعيد عن أي شعور بالمسؤولية الشرعية أو الوطنية أو الإنسانية, متخذة أسلوب المماطلة والتسويف والتدرج في المواقف وردات الفعل. في بداية الأمر أنكرت الرموز صدور تلك الجرائم, وراحت تصب جام غضبها, وتطلق ألسنتها السليطة على كل من يكشف عنها أو يصرح بها, متهمة إياه بمحاولة تشويه صورة الحشد الشعبي. ولما تكررت الجرائم واستمرت وفاحت رائحتها لدرجة لا تستطيع تلك الرموز من إنكار وقوعها, صرحت أن تلك الجرائم والممارسات لا تمثل الخط العام لأبطال الحشد الشعبي (على حد تعبيرها), وهي مجرد حالات شاذة ونادرة, ومع تصاعد وتيرة ممارسة الجرائم والانتهاكات اضطرت تلك الرموز إلى إصدار لائحة طويلة من النصائح والتوجيهات لمقاتلي الحشد الشعبي لردعهم عن ممارسة الجرائم, وهذا دليل كاف يثبت تورط الحشد الشعبي بها. تستمر الجرائم والانتهاكات وتزاد وتتوسع, ولم تفلح نصائح وتوجيهات السيستاني من إيقاف الجرائم أو التقليل منها, مما يدل على انعدام الوازع والانضباط الديني, وهنا لم يبقَ شماعة لتبرير الجرائم والانتهاكات وتبرئة مرتكبيها سوى الزعم بأن مَن يقوم بها هم عناصر مندسة !!!, هدفها تشويه صورة الحشد الشعبي, ولعمري أن هذا العذر والتبرير أقبح من الفعل كما يقال, وهو واضح الفساد, ويبعث على السخرية, ويكشف عن مدى الاستخفاف بالدماء والمقدسات ومشاعر ذوي ضحايا تلك الجرائم, لأن تلك الجرائم قد رافقت مسيرة الحشد الشعبي والمليشيات منذ صدور فتوى الجهاد الكفائي وهي مستمرة وكثيرة وحدثت في مناطق عديدة كجرف الصخر وديالى وسامراء والأنبار وتكريت وغيرها فحصولها بهذه الصورة والكيفية والديمومة والاستمرارية لا يمكن تفسيرها أنها صدرت من عناصر مندسة ، ولا أيضا أنها تمثل حالات شاذة ، لأن الحالة الشاذة لا تتكرر بكثرة ولا تستمر. كما انه يستلزم أن تلك العناصر المندسة (حسب الزعم) تشكل حالة متجذرة ومتحكمة ولها سلطة ونفوذ وتحكم في مفاصل الحشد الشعبي الذي تحول إلى حاضنة وراعية للجرائم, وهي كبيرة من حيث الكم والعدد إذ لا يمكن لعناصر قليلة مندسة أن تقوم بتلك الجرائم وبصورة مستمرة, فان المراقب يلاحظ كأنما أعطت فتوى الجهاد الكفائي الغطاء والمؤمن لأعمال هذه المليشيات وجرائمها. يضاف إلى ذلك انه من المعروف أن العنصر المندس يمارس مهامه بطريقة لا تسمح بانكشافه وفضيحته, وهذا هو صلب حرفته, وإلا لماذا يسمى مندسا, لكن ما نلاحظه ويعرف به الجميع أن مَن يرتكب تلك الجرائم يتبجح بها ويتفاخر ويصورها ويعرضها, كما انه يمارس الجريمة علنا وأمام مرأى ومسمع القيادات والمراتب فأي عناصر مندسة ؟!!!!. إن الجرائم التي ارتكبت وترتكب ومنها تهديم المساجد وحرق البيوت وتجريف البساتين تدحض شماعة العناصر المندسة, فلا ادري كيف استطاعت هذه العناصر المندسة أن تقوم بهذه الجرائم التي يستلزم تنفيذها انكشافها وفضيحتها لأنها لا يمكن أن تتم بصورة مخفية, فهل أن هذه العناصر المندسة عديمة اللون والطعم والصوت والرائحة, ولا ترى بالعين المجردة ولا حتى المجهر؟!, وهل أن المواد التي يستعملونها لتفجير المنازل والمساجد من نوع الكاتم بحيث لا يسمع لها صوت ولا دوي حتى تحافظ تلك العناصر على سريتها ومدسوسيتها؟!, وهل إن آليات التجريف كذلك؟!, حدث العاقل بما لا يعقل .... ولنا أن نساءل كيف استطاعت تلك العناصر المندسة الانخراط ضمن صفوف الحشد الشعبي؟!, فأين لجان التدقيق والمتابعة والتوثيق والاستخبارات؟!. وختاما نقول من المؤلم جدا والطامة العظمى, أن القيادات الدينية والسياسية والجهات المسؤولة تبذل قصارى جهدها من اجل افتعال الأعذار الواهية لتبرير جرائم المليشيات والحشد الشعبي حفاظا على صورته, ولا تكترث لمعاناة وآلام مَن وقعت عليه الجرائم من العراقيين الأبرياء, ولا تفكر في آلية جادة حقيقية للحد منها ومحاسبة مرتكبيها, بل إنها وقفت موقفا صارما ضد قضية حلَّ المليشيات. هكذا هو قدر العراق وشعبه أن يقع بين مطرقة داعش وسندان المليشيات



#رافد_عبد_الله_العيساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروووك...بغداد عاصمة إمبراطورية إيران.
- مقتدى الصدر، رجل المواقف المتقلبة، فهل ثمة مَن يتعظ؟!


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد عبد الله العيساوي - انتهاكات وجرائم... والأعذار جاهزة.