أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل احمد بهجت - الحاج ( ظالم ) و الديمقراطية في بلداننا














المزيد.....

الحاج ( ظالم ) و الديمقراطية في بلداننا


سهيل احمد بهجت

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلال مقالتنا هذه سنصف شخصا ، لن نذكر اسمه طبعا ، لكن من خلال وصفنا له ستجد أن هنالك الملايين من هذه العقلية التي تخلق كل التناقض و الظواهر الشاذة من ( صدامية ) ، ( لادنية ) ، ( زرقاوية ) .. إلخ . سنطلق عليه اسم ( الحاج ظالم ) ، ولد الرجل في نهاية الثلاثينات و شهد أهم تحولات العراق و المنطقة ، و لحسن حظه و لسوء حظ المجتمع فقد حمل في رأسه ذكاءا حادا و حافظة قوية ، ترقى في الدراسة و حصل دائما على درجات ممتازة ، و خلال شبابه انخرط في سلك تنظيم ( الإخوان المسلمين ) ، و لو لا ظهور حزب البعث العلماني القومي لربما كان أصبح مسؤولا مهما في تنظيم الإخوان ، لكنه و حسب طريقة ( السلف الصالح ) !! ركب الموجة خصوصا و أن ( البعث ) استلم السلطة و لسان الحاج ظالم يقول : نحن مع من غلب .." و فعلا حصل على الترقية التي طمح إلها و بعد قليل
من ( الاجتهاد ) ! فمن السهل عليه أن يجد حيلة شرعية و ما أكثر الحيل الشرعية .." فقد وفق بين انتمائه لحزب علماني قومي دكتاتوري و نزعته للتدين ، و كان يروج باستمرار لفكرة مفادها ( أن من الممكن أن يعفوا الله عن صدام ) و كان يقابل ما يلاقيه من استغراب و تعجب بالقول : إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به .." و كأنه لم ينزل من القرآن إلا تلك الآية التي لاقت هوى في نفسه ، و كأن القرآن خلو من اللعن و الغضب و التهديد بالعذاب على الظلمة و المفسدين و القتلة ..!! و عندما حان الوقت و سقط النظام و تحرر الناس من حكم الطاغية ، لجأ إليه أحد أقربائه ممن كان يعمل في أجهزة القمع الصدامية البعثية ، فتح له الأبواب و وفر له الأمن و الأمان بل و هيأ له كل سبل النجاة و الراحة ، و السؤال الخطير الذي أريد طرحه هنا هو : إذا كان الحاج ظالم وحده استطاع فعل كل هذا و دون أدنى تأنيب من ضمير بل و حول كل تصرفاته إلى واجب ديني و أخلاقي مرغوب فيه و يجازى عليه بدخول الجنة ( الجنة التي دخلها صدام قبل قليل .. !! فإذا كيف تكون هناك فرصة لخلق نظام ديمقراطي حر ! و كيف يرتاح العراقيون و ينجون من ماكينة البعث التي تفتك بكل من يقف في طريقها للوصول إلى السلطة و الحكم ..!! مثل هؤلاء لا يعرفون سوى لغة واحدة هي لغة ـ القوة ـ و ما لم يعتمد العراقيون الشرفاء و معهم قوات التحالف أسلوب القوة و لغة الإيذاء تجاه هذا العقل الإجرامي فلن يكون هناك استقرار في العراق و سيستمر مسلسل التفجيرات و الخطف و ذبح الخيرين ممن جاؤا لإعمار البلد و ستسمر أفواج الإنتحاريين ( المجانين المهووسين بالقتل ) المندفعين لدخول ( جنة الحاج ظالم ) فمن السهل أن يدخلها الجميع ما دام قد دخلها صدام الذي لم يحلم يوما بدخول الجنة و بهذه السهولة .." الحاج ظالم نموذج بسيط لمن حكم و لا زال يحكم العالم الإسلامي طوال 1400 سنة خلت ، فدور هؤلاء بالنسبة للحكام العرب و المسلمين أهم من الجيوش الجرارة و قوات الأمن و الحماية و فرق التجسس و حتى من أكثر أجهزة التعذيب المتطورة ، فبدون هكذا عقلية لن تكون هناك شعوب تركع كالعبيد و لا نفوس تقبل بكل خرافة تحت يافطة ( قادر على كل شيء حتى على الظلم ) تلك الخرافة المنطقية التي صنعها الغزالي لحكام عصره و بالمنطق نفسه يكون الله قادرا على أن يكون مثل حكامنا ناقصا ظالما ( أليس الغزالي و الحاج ظالم من بعده قالها بحجة قادر على كل شيء ) !! ألم يعلما أن الله قادر على كل شيء إلا على ما ينقص ذاته الكاملة .. لكن لست أعجب ممن مهد و صنع كل هؤلاء الطغاة .."



#سهيل_احمد_بهجت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهابيون الفكريون


المزيد.....




- الاحتلال يقيد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى
- مفهوم الحرية الإسلامية تحت المجهر.. جدل متزايد وتحديات معاصر ...
- نزلها “من هنا” تردد قناة طيور الجنة بعد التحديث على القمر ال ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل احمد بهجت - الحاج ( ظالم ) و الديمقراطية في بلداننا