لسان حال الشعب: طز فيكو

عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 13:29
المحور: القضية الفلسطينية
    

لا بد من الإشارة إلى أن أصحاب الانقسام حيدوا الشعب الفلسطيني وتعاملوا ولا زالوا معه كمشروع اقتصادي يخدم أجندتهم الحزبية الضيقة، وإذا كانت حالة التجاذب والردح التي تعيشها الساحة الفلسطينية ليست بالطارئة وإنما ثقافة تجذرت في الأرض على مدى ثماني سنوات من الانقسام فان شعبنا يعيش الهزيمة بأبشع أشكالها.

خرجت حركة حماس بمؤتمر صحفي تتهم فيه الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله بالتخطيط وتنفيذ أعمال تخريب وملاحقه لكوادرها خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزه الفلسطيني، واستندت حماس على اعترافات مصوره لثلاثه من عناصر حركة فتح يقودهم إبراهيم المدهون شقيق سميح المدهون الذي سحلته حماس في الشارع على مسمع ومرأى الناس.

فور انتهاء المؤتمر الصحفي لداخلية حماس خرج الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدنان الضميري الذي اشغل مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام بصاج الفلافل وأبو العبد هنيه حيث ربط وبذكاء منقطع النظر بين صاج الفلافل وإستراتيجية حماس، خرج اللواء الضميري بمؤتمر صحفي لا يقل سخونة عن مؤتمر حماس وللحقيقة رد الصاع صاعين على حماس وشاركه وبشكل منفصل عساف والقواسمي كناطقين باسم حركة فتح.

النسيج الفلسطيني متمثلاُ بالشخصيات المستقلة والقوى والفعاليات وعشرات القطاعات المجتمعية أصدرت بياناً اختصره بكلمه واحد" بكفي" ، بكفي تشرذم ومناكفات، بكفي تخوين وتعذيب واعتقال لأبناء الشعب الفلسطيني، بكفي "تحطيب" على الوطن والمواطن باسم المقاومة والمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، وبكفي فضايح ونشر الغسيل الوسخ لان أللعبه أصبحت مكشوفة.

كيف أصبحت أللعبه مكشوفه؟؟؟ التضليل والكذب والدجل والتلاعب بعواطف وعقول الشعب الفلسطيني على عينك يا تاجر، لدرجه انك كفلسطيني تشعر انك تعيش مزاد لا ينتهي من كيل الاتهامات رغم أن القصة لا تتعلق بالوطن ولا المواطن لان حالك يا مواطن سواء كنت تسكن غزه المحاصرة أو الضفة المحتله يصعب على الكافر.

هي حركات بهلونيه لا أكثر، حركات تأتي في ظل الإحباط والفقر والحصار وتبخر المشروع الوطني الذي أصبح شماعة تعلق عليه كل الخطايا والجرائم المرتكبة بحق الشعب الذي أصبح رهينة بيد المنقسمين ينكلون به بالاعتقالات والتعذيب كما حدث في غزه مع المدهون ورفاقه الذين ظهور في الموئمر الصحفي الحمساوي باعترافات بحاجه إلى تدقيق وتمحيص قبل أن يخرجوا بها للناس مما يؤكد أنهم لم يكونوا في نزهه خلال فتره زجهم بأقبية تحقيق حركة حماس.

عندما وقع اتفاق الشاطيء وشكلت حكومة الوفاق خرج أقام المنقسمون الأفراح والليالي الملاح، وصرنا نشاهد الراية الخضراء في الضفة المحتله وتنفس أبناء حركة فتح الصعداء في قطاع غزه، وقتها حاول البعض بأن يكون متفائلاً حتى نخلص من هالقصه، لكن تجارب المصالحه بين الشعوب تخبرنا بان ما حدث في الشاطيء عبارة عن تكتيك لا أكثر ، فكل طرف يتكتك على الطرف الأخر ولست بحاجة لشواهد لان ما نعيشه ألان يثبث حقيقة الأداء الفلسطيني التي أصبح يتقن فن التأمر والتكتيك الذي سرعان ما ينكشف سريعاً.

أنا أحاول أن افهم لماذا خرجت علينا حماس بمؤتمرها الصحفي؟؟؟ أفتش عن أسباب مقنعه تبرر هذه الخطوة المفاجأة؟؟؟؟ هل تعتقد حماس أنها استفادت من هذه الخطوة وكشفت للشعب المستور أم القصة لا تتعدى المناكفة وتعميق الحالة الفلسطينية المنقسمة أكثر مما هي عميقة؟؟؟

يقيناً أنهم في غزه ورام الله لا يعيشون على الأرض، أنهم في كوكب آخر، ومن يعيش في كوكب غزه يعتقد انه نجح في اختصار الكفاح الوطني الفلسطيني في نفسه، وكوكب الضفة المحتله حدث ولا حرج فالجماعة راسهم والجدار بان لا بديل عن المفاوضات.

الانكى من المشهد السياسي والوطني الرث أنهم خصخصوا الشعب الفلسطيني ليصبح الفعل المقاوم مفرغ من مضامينه متناسيين أن الذين يموتون في غزه جراء القصف والفقر واليأس هم فلسطينيون وليس حمساويون أو فتحاويون، وان التراث الكفاحي الفلسطيني من أيام ثورة عز الدين القسام حتى اليوم ليس ملكيه خاصه وإنما تعبير عن قيم فلسطينيه وطنيه تعبر عن ارتباط شعبنا بأرضه، هذا الارتباط الذي عمد بدماء ملايين الشهداء والأسرى والمبعدين واللاجئين، تلك الملايين التي وجدت في الأحزاب والقوى الفلسطينية ملاذاً لها قبل أن تصبح هذه الفصائل عبئاً على الشعب نتيجة المواقف والشعارات التي ترفعها وبسبب اتخاذهم موقف اللاموقف عندما يفترض أن تكون المواقف.

على الأعمى منكم أن يلمس عدم ثقة الشعب الفلسطيني بكم، فشعبنا أيها السادة في غزه أدمن الحبوب المخدرة "الترامادول" وغيره من أسباب الهروب من قمعكم ، وعليكم أن تعرفوا أن غالبيه ابنا شعبنا أصبح متسولاً والفضل يعود لكم حيث ارتبط المواطن الفلسطيني بالراتب المرهون بالتبعية الحزبية والتزام الصمت على سياسات القيادة المتنفذة وإلا.

من حيث الشكل الشعب الفلسطيني منقسم على نفسه، وإذا تعمقاً قليلاً نجد أن شعبنا بكل شرائحه حتى بعض صغار المستفيدين من الحالة ألراهنه ضاق ذرعاً بالخطاب الطاغي على الساحة الفلسطينية المنقسمة لان شعبنا ببساطه هو الذي يدفع الثمن المهاترات التي وضعته على حافة الهاويه.

#عطا_مناع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات