ابراهيم حمي
الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 09:50
المحور:
الادب والفن
لأنني لم أتقبل...
ولن أرضى لنفسي...
أن أكون جنديا صغيرًا
عاديا في جيش أحد..
نصبت نفسي مرغما...
جنرالا كبيرا
على جيش نفسي..
فخسرت كل المعارك..
الماضية وحتى القادمة...
هكذا أنا جنرال بارع...
أخسر كل المعارك بكل شجاعة...
من زمان
هربت من القبيلة... منذ الطفولة...
وتمردت عن العشيرة...
كي لا أتأخر..
و كي أواكب العصر الجديد..
كي أساهم في تحرير النساء..
والعمال
والقضية
وحتى الوطن..
فتعثر بي القطار...
وأدركتني القبيلة في بداية الطريق...
وحاصرتني العشيرة قبل الانطلاق...
ما حيلتي إن صارت كل أحلامي السابقة أطلالا...
وهجرتها كل الطيور الجميلة...
فأصبحت بقرار.. من القبيلة
وبمرسوم من العشيرة
مجرد أوكار
تسكنها الثعابين
وتتجول في أركانها الأفاعي...
ما ذنبي أنا
القادم من صفيح المدن العتيقة...
إذ كنت أبحث عن ترجمة جديدة لكمونة باريس...
وما جوارها من....
ثورة للعبيد...
ومدن حضارية ويدير شؤونها
النساء والعمال...
لكنني لم أجد غير القبيلة...
فوجئت مرة أخرى
بالعشيرة...
و بالشيخ والمريد ...
يحكمان بقبضة من حديد...
يحكمان قبيلة...
إذن ما ذنبي أنا المفعم
بكل جديد...
الحالم بفجر أكيد...
فلتطردني القبيلة من ساحتها...
ولتخرجني من رحمتها القبيلة...
لأنني مصاب
بداء الحب الأحمر
وبعناويين من الفكر الجديد...
فطردي إذن مباح وحلال...
بقانون القبيلة
و بمنطق العشيرة...
فلتغلق القبيلة أبوابها...
خوفا وتحصنا من الرياح...
رياح الحرية...
رياح الاختلاف العاتية...
رياح ربما قد تأتي من الأجواء
النقية...
لأن القبيلة تهدر دماء كل
صعلوك تمرد...
عن حكم القبيلة...
فالصعاليك شعراء...
وشعرهم قاسي
متمرد...
لا ينسجم وهواجس الأمراء
على شؤون القبيلة...
لا... لا يهم حتى وإن صارت
القبيلة أطلالا
فللعشيرة رأيها السديد...
وللعشيرة قانونها العتيد... الذي...
لا يتغير لا يتطور...
لا يفزعه المستقبل... لأنه
متحصن دوما بالماضي...
وإلى الماضي نحن قادمون
سائرون إنشاء الله...
وبحوله وقوته...
نحن سائرون...
#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟