صلاح يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 20:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل أسبوع وصلني خبر دخول صديق حميم إلى المشفى بسبب ورم سرطاني على الكلية اليسرى. كان يعتقد بأن العملية الجراحية تستهدف استئصال الورم ولكنه تفاجأ باستئصال الكلية كلها !
قبل شهر أصيب زميل عمل بإنفلونزا حادة تسببت في إرهاقه بشدة. دخل المستشفى فاكتشفوا ارتفاع كبير في ضغط الدم. فحصوا عضلة القلب فوجدوها ضعيفة. ضعف عضلة القلب وضعف ضخ الدم تسبب بفشل كلوي ... زرته في قسم الكلى وإذا برجل يغسل دم هو وابنه 11 عاماً !
اليوم اتصلت على صديقة لأهنئها بخروج زوجها من المشفى بعد عملية زرع كلى للنخاع بسبب سرطان، فقالت وهي تبكي: إنه يلفظ أنفاسه !!
ما سبق فقط أحداث شهر واحد فقط من دائرة معارفي المقربة، فما بالنا بأحوال الناس كلها ؟؟
تأملت مرضى الكلى والسرطانات وصرعى الإيدز وضحايا الإيبولا، فوجدت أن الآية القرآنية الصلعمية ( وقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) آية كاذبة وغير صحيحة بالمرة، فجسم الإنسان وبسبب أي فيروس قد يهلك، وأي خلل في عمل الجينات يؤدي إلى سرطان، وأي هبوط أو ارتفاع في ضغط الدم يؤدي إلى مشاكل لا حصر لها إن لم يؤدي إلى الوفاة، هذا ناهيكم عن تشوهات الولادة بخرم في القلب أو جنين دون يد أو دون قدم أو برأسين أو بثلاثة أرجل !!!
أين هو التقويم السليم لجسم الإنسان الذي يدعي الخلقيون أنه معجز ودقيق وجميل ؟؟!
في أحسن الأحوال فإن الإنسان إن لم يصاب بالأمراض، فإنه حتماً يصاب بالشيخوخة، أو الزهايمر أو باركنسون، فيصبح في حالة يرثى لها بحيث يعود كالطفل الصغير لا يمكنه الاعتماد على نفسه !
كل ما سبق يؤكد بأن الإنسان لم يخلق في أحسن تقويم، وان تكملة الآية ( ثم رددناه أسفل سافلين ) لم تكن سوى ضرورة شعرية ولغو فارغ !
دمتم بخير
#صلاح_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟