أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سرّ من رأى تعرفني














المزيد.....

سرّ من رأى تعرفني


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 11:12
المحور: الادب والفن
    


سرّ من رأى تعرفني
محمد الذهبي
هكذا قال وهو يشعل سيكارة من علبته الزرقاء ويسترخي كانما تنفس العالم، بنفس واحد، المدينة تعرفني، لقد رأيت الشعراء متحلقين فيها، واظنني رأيت المعتصم هناك، على جواد يطوف على المئذنة، نهرني لانني لم احمل قصيدة، ولكن عاد فمدحني لانني احمل بندقية، خيول وجيوش، باعلام خضراء ورايات خضر، وقعت تحت ارجل الخليفة، انتشلني ووضعني على تخت بقربه، وامر بقدح من الماء، استعدت بريق روحي وانا اتعجب من حجم الجيوش، اهكذا العراق دائما يزخر بالمقاتلين.
وجدت حولك ايها الخليفة كثيرا من الشعراء، هل هم مقاتلون ايضا، وهل صحيح ان جيوشك هذه من سامراء الى عمورية تملأ جميع المساحات، من اين لكم هذه الخيول؟ ودروعكم وسيوفكم البراقة، كل هذه الجلبة التي تثير الغرابة امتدت لاعوام واعوام، لقد كنتم اقوياء، ومدنكم مصانة، لكنكم تعرضتم للهمجية ايضا، كان الروم في البداية، ومن ثم جاءت اقوام همجية، لكنها هربت بعد ذلك، دمرت وقتلت وسبت، الم تكونوا متوحدين حينذاك، لم يجب المعتصم، وانما اشار من بعيد للاقوام التي اتت في وقت متأخر.
الم تقدم النبيذ للجنود، فيثمل الجنود ويثمل الحرس، ويكون حصان طروادة هو سيد الموقف، انتفض المعتصم، مدننا محصنة بالحب كانت، صدقني لو حصنتم مدنكم بالحب ستهزم الاقوام الهمجية، سمعت ان (سر من رأى) استباح بعض مدنها بعض الرعاع، هل حافظتم على مآذنها،هل صحيح صارت المناصب لديكم تباع وتشترى، للاسف، الخليفة من بعدنا صار يشتري منصبه، ويدفع للمتنفذين من الاقوام الاخرى، صار صورة لاغير، وانتم هل صار خليفتكم كمن جاء من بعدنا، نعم الامور تتشابه بعض الشيء، صاروا يعطون التنازلات للفوز بالمنصب.
وقعت قذيفة هاون على مقربة مني، فقال المعتصم: هل هذا منجنيق، قلت له يشبهه نوعما، انها اسلحة اكثر تطورا من اسلحتكم، وهل يملك عدوكم ماتملكون من الاسلحة؟ نعم وربما اكثر، اذن بماذا تتميزون عليه؟ اننا نقاتل دفاعا عن وطننا وهذا يكفي، لكننا كنا نفوز وكنا نقاتل بالموالي وسواهم، كان الدين هو من يحفزنا، فلماذا لايحفزكم الدين ايضا، للاسف الدين فرقنا، ولم نعد نذكره الا صرنا جماعات واحزاب، ولذا حاولنا هذه المرة ان نتحلق حول الرسول، لقد اسمينا عملية تحرير صلاح الدين ( محمد رسول الله)، لنتخلص من الفاظ عديدة، الصفوية والوهابية والناصبية والرافضية، لقد غرقنا بدماء الوطن، ونحن ندافع عن اشياء ان تبد لنا تسؤنا وربما يعاقبنا عليها الله، ضحك المعتصم واهتم بجواده وبسيفه يشد حمالاته، انتبهت اليه ماذا تريد ان تفعل؟ سادافع عن مدينتي، انا من بناها، وعلي ان اموت ثانية من اجلها، لكنك لاتجيد استخدام الاسلحة الحديثة، ساقاتل بسيفي وقد احضرت الشعراء ليروا ماذا سافعل ويخلدون ما اقوم به.
لله درك من خليفة، انت الذي تقود تلك الجيوش، فاثبت في مستنقع الموت رجله، وقال لها من تحت اخمصك الحشرُ، ذاك ابو تمام، لقد جلبته معي هذه المرة ايضا وسترى مايقول، هل ستقاتل داعش بالسيف، نعم وسيرون مني العجب، ساقتلع حصونهم وربما تبعتهم الى نينوى، لم تمض الا فترة وجيزة حتى انتفض الشعراء وعاد المعتصم متسربلا بالدماء، فنهض ابو تمام: لله درك نشر هذا اليوم نشرُ، لاحشر بعد اليوم هبوا انه الحشرُ، فتباهى المعتصم وراح يعد نفسه للحملة الثانية، لقد ازلنا الدواعش وسالاحقهم هذه المرة حتى نينوى، آليت الا ان ابهرجهم اينما ذهبوا.
اندفع القادة والجنود يباركون خطى الخليفة، اننا نضرب بسيف قديم، سيف يعرف الحق من الباطل، ولذا كان النصر حليفنا، تعجب الجنود الرايات الخضر في كل مكان، توقفت الاسلحة وفغر الجميع افواههم، انه المعتصم تعرفه (سرّ من رأى).



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار
- مدرس ينتظر التقاعد
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني
- نفايات
- الشيوعي الاخير في محاكم التفتيش
- ضيعت قلبي في الديار
- من يوميات قوّادة بغدادية
- بائع الهوى
- السباق
- طائر الغرنوق
- لوحة لم تكتمل حتى الآن
- لم اكن اعلم ان لله لصوصا


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سرّ من رأى تعرفني