|
العراق ومعركة المصير والإعلام الطائفي.
جعفر المهاجر
الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 18:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق ومعركة المصير والإعلام الطائفي. جعفر المهاجر. معركة الشعب العراقي بكافة قومياته ومذاهبه التي يخوضها اليوم ضد عصابات داعش الدموية هي معركة الحق ضد الباطل والنور ضد الظلام ، والعالم المتحضر ضد الهمجية والدمار. وفي خضم هذا التلاحم الوطني العراقي الزاحف على أوكار الجريمة ، والإنتصارات الباهرة التي يحققها المقاتلون الأبطال في الجيش العراقي والحشد الشعبي وأبناء العشائر العربية الأصيلة من العبيد وألبونمر والجبور وشمر حيث أمتزج الدم الشيعي مع دم أخيه السني في ساحة الشرف والكرامة ، ووقف الشعب العراقي بكافة قومياته موحدا خلف قواته المسلحة وهو يمدها بالدعم المادي والمعنوي والذي أظهر معدن العراقيين المتوهج في هذه المعركة المصيرية التي هي أبلغ رد على دعاة تقسيم العراق الطائفيين الذين لم يخرج منهم إلا النكد والسوء، ويتعامون دوما عن رؤية حقائق التأريخ بعقل مفتوح . وعلى الإعلام المعادي المهزوم والساقط دوما في مستنقع الطائفية العمياء.ومن الطبيعي إن تثير هذه الوحدة العراقية النابضة بأجلى المظاهر الإنسانية حفيظة هذا الإعلام الطائفي المصاب بعمى الألوان ففقد توازنه وأخذ يتخبط خبط عشواء رغم إمكاناته المادية الهائلة وأساليبه الديماغوئية الماكرة. وأصيب بخيبة مريرة ، ولجأ إلى بث الأراجيف والأخبار الكاذبة على مدار الساعة التي هي طريقه الوحيد لتصدير بضاعته الفاسدة للتقليل من شأن هذه الإنتصارات الباهرة التي يصنعها العراقيون بأرواحهم وصدورهم المليئة بالعزم والإيمان بقضيتهم ، وبسواعدهم الجبارة التي أقضت مضاجع الدواعش اللقطاء . فتارة يدعي إن المناطق المحررة (لاأهمية عسكرية لها ) و( إن تكريت مدينة معادية للنظام العراقي ويجري قصفها إنتقاما من رمزها بطل القادسية الثانية .!!!) وطورا يدعي (أن الحشد الشعبي مجموعة من المجرمين وشذاذ الآفاق ويتبعون سياسة الأرض المحروقة في المناطق السنية. وهم أشد خطرا من داعش !!!) لكنه يتجاهل عدد النازحين من المناطق الغربية الذين بلغ عددهم مليون ونصف الذين هربوا من جحيم داعش وجرائمه النكراء وهم يعيشون اليوم في أمان بين إخوانهم في المحافظات الجنوبية وخاصة في النجف وكربلاء ويتلقون منهم المساعدة الممكنة وهذا الذي يفرضه عليهم واجبهم الأخلاقي والإنساني لأن رابطة الدم والهوية بين العراقيين أقوى من كل تخرصات الأعداء الحاقدين. وطورا آخر يعرض فلما غامضا لايعرف مصدره عن ما سماه: (قتل الجيش العراقي لطفل. ) وآعتبرها حقيقة ونسج عليها روايات وآستنكارات غزت العالم .!!! وهي كذبة تافهة وسمجة نفاها الناطق باسم وزارة الدفاع جملة وتفصيلا . وتارة يذيع خبرا عن طريق شخص بإسم مستعار يذكر: (أن الميليشيات الشيعية اختطفت مئات الأطفال والنساء وقادتهم إلى مكان مجهول.!!!). وتارة يدعي أحد عتاة الطائفية بأن (الشيعة) يبغون ضم تكريت وسامراء إلى دولة (شيعستان الصفوية التي ستلتحق بإيران) ثم يذيع أخبارا وهمية عن: (تطهير عرقي وتغيير ديمغرافي قادم في المناطق السنية.) وكل هذه الأقاويل الطائفية المفبركة وغيرها الكثير لاتستند على أي أساس من الواقع. لأن الإنتصارات التي يحققها العراقيون على هؤلاء الهمج والرعاع قد قضت على أحلام من يدير ماكنة هذا الإعلام المعادي السوداء والذي راهن على تمزيق وحدة الشعب العراقي. وقد أسقطت عشائر العراق العربية الأصيلة التي تقاتل داعش قبل غيرها إكذوبة ( الدفاع عن السنة )التي تمترس خلفها هذا الإعلام الهابط لأمد طويل. إن العراقيين الذين يقاتلون هذا العدو الغادر تحت راية العراق باتوا يدركون تمام الإدراك خبث هذه الأبواق الطائفية الداعشية والتي تتنافى وتتناقض والإعلام الموضوعي الذي ينقل الحقائق بأمانة وحيادية. لكنه هبط إلى الحضيض حتى وصل الأمر بأحد دهاقنته أن يتلفظ بكلمات فاحشة يترفع عنها كل إنسان شريف. إن هذا الإعلام الطائفي يعتبر الداعشي هو السني الحقيقي أما السني الذي يحارب وحوش العصر تحت راية العراق فهو (سني مغشوش) و(عميل للشيعة) و(خائن لوطنه.!!!.) بهذه الأساليب المفضوحة الهابطة يراهن هذا الإعلام على تمزيق لحمة أبناء الشعب الواحد . ويسعى بكل مافي وسعه زرع روح الكراهية والحقد بين مكوناته المتآخية والتي أكل سعيرها الآلاف من النفوس البريئة في عراقنا العزيز.لكن رغم ذلك فهو متعطش إلى المزيد من دماء العراقيين. ورغم كل أساليبه المنحرفة فهو يعيش اليوم في ورطة حقيقية لتهاوي أكاذيبه وتخرصاته أمام وعي وصلابة وذكاء الشعب العراقي الموحد. رغم إن الحكومة الجديدة سعت إلى مد الجسور مع حكام الدول الطائفية الذين يوجهون هذا الإعلام ويغدقون عليه الأموال الطائلة حين قام المسؤولون الجدد وعلى رأسهم فؤاد معصوم رئيس الجمهورية ، وسليم الجبوري رئيس مجلس النواب،وإبراهيم الجعفري وزير الخارجية بتلك الزيارات المجانية التي لم تترك أثرا يذكر في أسلوب ونهج هذا الإعلام الطائفي نحو العراق. لابل آشتدت حملاته بعد تلك الزيارات وآخرها تصريح وزير خارجية آل سعود أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للسعودية حين قال : (إن العراق قد أصبح فريسة لإيران.) على إثر قيام بعض المستشارين الإيرانيين بدعم جارهم الأزلي وبطلب رسمي من الحكومة العراقية لصد هذا العدوان البربري. ترى لماذا يصاب سعود الفيصل ومن لف لفه بالهلع نتيجة هذه المساعدة.؟ ألم تدعي حكومته بأن داعش مجموعة إرهابية يجب محاربتها حربا لاهوادة فيها.؟ ولماذا تجوب طائرات آل سعود الأجواء العراقية تحت معطف التحالف الدولي بحجة محاربة داعش دون أي فعل على الأرض.ولا يعلم المواطن العراقي أهداف هذه الحملات الجوية المريبة.؟ ولماذا تغزو مملكته أرض البحرين لقمع شعبها الذي يطالب بالحرية والعدالة والمساواة أسوة بكل شعوب العالم.؟ ثم لماذا تحتمي هذه الأنظمة الوراثية الفاقدة الشرعية والخالية دولها من أي دستور بأكبر القواعد الأمريكية والغربية ، وتعتبر مساعدة جار لجاره المعرض لغزو بربري من المحرمات الكبرى.؟ أليس كل ذلك يحدث لأسباب طائفية بحتة تظهر آثارها السيئة اليوم على مجمل مساحة الوطن العربي.؟ وهل يوجد فساد أبشع وأنكى وأشد من فساد الحث على قتل النفس البريئة من خلال إشعال سعير الطائفية الذي لايبقي ولا يذر. ؟ ولمصلحة من يرفع دعاة الفتنة الطائفية وإعلامهم عقيرتهم ضد الحشد الشعبي الذي هو حشد وطني عراقي هب من تربة العراق لمقارعة وحوش العصر وبرابرته. لقد أكلت الطائفية قلوب هؤلاء القوم وعقولهم وأصبح سلاحهم الوحيد هذه الخطب الطائفية الظالمة لأنها رأس مالهم الوحيد بغية إحراق هذا الوطن الذي ينزف دما من أبنائه كل يوم دون أي خوف أو وجل من الله ومن أنفسهم من خلال شحن عقول أتباعهم ليجعلوا منهم حطبا لنار طائفيتهم البغيضة النتنة. إن الشعب العراقي بكافة قومياته ومذاهبه بات يدرك أهداف هذه الحملات الإعلامية المسعورة وبتلاحم أبنائه سيفوت الفرصة على أعداء العراق. وعلى الحشد الشعبي وقادته واجب وطني مقدس في ساحة المعركة وهو الحفاظ على الممتلكات والأرواح البريئة التي وقعت في أسر هذه الوحوش الداعشية المفترسة مستهدين بهدي ووصايا وتوجيهات المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف التي تخاطب العراقيين جميعا بصوت واحد، ويهمها جدا أن لايقع ظلم على أي مواطن عراقي بريئ. وفي معركة الشرف والكرامة التي يخوضها العراقييون الأشاوس ضد هذا العدو الشرس الذي يبغي إعادة العراق إلى العهود الجاهلية. لابد أن يثبتوا للعالم إنهم أهل نخوة وحمية وضمير حي متوقد وشتان بينهم وبين عدوهم. لأنهم يحملون في قلوبهم قيم الفرسان . وعدوهم لايعرف غيرالحقد والإجرام. وصيحات لبيك يارسول الله التي تنطلق بها أفواه المقاتلين الأشاوس لابد أن تجسد على الأرض وتكون أخلاق رسولهم العظيم ص القدوة والدليل لهم في أرض المعركة وهم أهل لذلك رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين ودجلهم وتخرصاتهم . المجد والخلود لشهداء العراق. جعفر المهاجر./ السويد 10/3/2015.
#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيام لاتُنسى في بعقوبه.
-
مَعين الأجيال.
-
هولاكو يعود مع أحفاده.
-
متى يُراجع الطائفيون أنفسهم.؟
-
وعاظ السلاطين وفتاوى الجهاد.
-
نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.
-
أيها القوم كلكم أبرياءُ.!
-
قلبي على وطني.
-
الإرهاب الصهيوني ، والعواقب الوخيمة.
-
مابين المحبة والبغضاء.
-
توقٌ إلى مدن الخراب.
-
وطن جريح ، وعام ميلادي جديد.
-
ثلاث قصائد.
-
بغداد يانبض السنا.
-
المرأة العراقية والطريق الطويل من الكفاح والمعاناة .
-
بين زمن القهر والحرمان ، وبارقة الأمل.
-
براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.
-
طائفية العمق وأهدافها الخبيثة
-
الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين.
-
لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|