يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 11:18
المحور:
القضية الفلسطينية
يبدو للوهلة الأولى أن الحديث يدور في هذا المضمار حول الوضع الإقتصادي الذي تشهده البلد في الوقت الراهن، نتيجة للعديد من الظروف والأسباب التي جعلت منه مصدر مثير للقلق والخوف، الخوف من المجهول ومما بات يخفي بين طياته من أمور قد يصعب التعاطي معها، نتيجة لما ترسخ على أرض الواقع من عجز في الموارد التي بدورها خلخلت الواقع المعاش، وفرضت فيه أمور تفوق قدرات البعض، ورغم هذا الركود الذي تحدثنا عنه، إلا أنه جزء بسيط من ركود عام شل جميع القطاعات والمجالات، وأفرغها من مضمونها رغم قوة عزيمة الناس التي ما زالت تجابه حتى بلوغ النهاية والتي تتمثل بالحرية والحرية المطلقة فقط دون إحتلال ينغص حياتها.
وهنا، الركود الذي نشير إليه يتعلق بجميع القضايا، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، ولعل المقصود بالركود السياسي هو مراوحة القضايا الجوهرية مكانها دون أن تحرك ساكنا، فبعد أن كانت القضية الفلسطينية القضية الأولى على المستوى العالمي تراجعت بفضل قضايا ساخنة بدأت تشغل العالم في عدة مناطق، ولعل أهمها ما ظهر بمنطقة الشرق الأوسط خاصة ظاهرة داعش وما يوازيها من تنظيمات أخرى، بدأت برسم خريطة المنطقة من جديد بأيدي عربية إسلامية وتخطيط غربي، وما يهمنا هنا، أن القضية الفلسطينية بدأت بالتراجع على المستوى الدولي الأمر الذي أتاح للاحتلال ممارسة الكثير من سياساته العنصرية اتجاه كل شيء حتى الحجر والشجر، هذا من زاوية، وأما من الزاوية الأخرى والتي تتعلق بالأوضاع السياسية الداخلية، فأيضاً الوضع ما زال على حاله مصالحة هشة تفتقد لأدنى مقومات نجاحها، حكومة توافق بلا صلاحيات حقيقية، معابر مغلقة بسبب تعنت البعض، وضع حزبي متدني لا يرقى لمستوى المساءلة، مجلس تشريعي معطل...الخ، وغيرها الكثير من الأمور السياسية التي تجعل من المياه راكدةً دون حراك.
وأما الركود الاجتماعي فحدّث ولا حرج، ركود في العلاقات والتواصل، حتى داخل الأسرة الواحدة هنالك نقص بهذا التواصل، الأمر الذي ينتج عنه سوء وتقصير في العلاقات داخل المجتمع الواحد، والذي من الممكن أن يساهم في هدم الروابط الاجتماعية وتعميق الخلافات الفئوية، كما يحدث على سبيل المثال بين أبناء الفصائل من خلافات تعمق الفجوة وتطغى على صلة القرابة في كثير من الأحيان، وبالتالي نستطيع القول أن الركود الذي نشهده، مخيف بقدرهدوءه.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟