أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضا محافظي - التكنولوجيا و الفساد














المزيد.....


التكنولوجيا و الفساد


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 05:10
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


وضعت السلطات الجزائرية على أرض الواقع مؤخرا نظاما آليا لمعالجة الملف القضائي و قامت في هذا الإطار ببرمجة عمليات تكوين للمكونين من قضاة و كتاب ضبط الذين سيكون من مهامهم تدريب الموظفين الآخرين كل في اختصاصه العملي في كامل القطر الجزائري .

يهدف هذا النظام بين ما يهدف على ما يبدو إلى المتابعة القضائية عن طريق الإعلام الآلي و إلى تمكين المتقاضين من الاطلاع على ملفات قضاياهم في آجال معقولة . كما أنه يهدف حسب ما تم التصريح به في الصحف إلى القضاء على الآفات التي تعاني منها الإدارة من بيروقراطية و رشوة و بالتالي إلى تكريس الشفافية .

بالرغم من الأهمية التي يكتسيها هذا البرنامج الذي سيتم مباشرة العمل به نهاية سنة 2005 م و بالرغم من كونه يعتبر شوطا إضافيا في مسيرة تحديث الإدارة الجزائرية فانه يعيد إلى الواجهة من جديد جدلية إصلاح الإدارة و الجوانب التي يجب أن يشملها . فقد أثبتت تجارب كثيرة سابقة أن النظر إلى العصرنة من جانبها التقني فقط هو نظر قاصر و أن الاعتماد على التكنولوجيا وحدها من أجل القضاء على أمراض تفشت في الإدارة و صارت تصرفا عاديا و مؤلوفا للإداريين أو لعدد كبير منهم لا يكفي .

إن الإجراءات المرافقة التي ينبغي أن تصحب وضع النظام المذكور حيز التنفيذ – و التي نتمنى أن تكون في طريقها إلى التنفيذ هي الأخرى – هي العنصر الأهم في عملية العصرنة خاص إذا تعلق الأمر بجهاز هام مثل جهاز العدالة . و نقصد بالإجراءات المرافقة هنا الترسانة القانونية التي يجب أن تكون واضحة و صارمة في آن واحد بخصوص جرائم الرشوة و استغلال النفوذ و التسلط و ما شابه ذلك و كذا الإجراءات الإدارية التي ترمي إلى فرز دقيق بين الكفاءات وفق أحدث الطرق العلمية في التسيير من أجل اختيار الأكفأ من بين المترشحين و المرشحين لشغل منصب ما . و يسبق ذلك بطيعة الحال التركيز على التكوين العالي الجودة ، النقي من كل الشوائب ، الكفيل بإنتاج مادة بشرية صالحة للتسيير و متوفرة على ما من شأنه الابتعاد عن كل أنواع المساويء و الأمراض التي عرفتها الإدارة الجزائرية من قبل و التي هي محل اهتمام خاص من طرف السلطات العمومية في الوقت الحالي .

لقد أثبتت كل الدراسات التي تم القيام بها في مجال عصرنة الإدارة و إصلاحها أن الإنسان هو المركز الذي يجب أن تدور حوله كل السياسات و أنه الأجدر بالاهتمام في كل العمليات . كما أثبتت أن التركيز على الجانب التقني فقط من شأنه أن يعطي لنفس الأمراض المراد محاربتها بعدا آخر أكثر قوة و أكثر فاعلية ، و كأن الأمر يتحول – في ظل ذلك – من عصرنة الإدارة إلى عصرنة أمراض الإدارة . ذلك أنه في آخر المطاف ، الإنسان العامل في الإدارة هو من سيقوم بوضع برامج التحديث محل التنفيذ و لن يكون لجهاز الإعلام الآلي سلطة عليه لاعادة برمجة ما يريد إعادة برمجته لصالحه و لصالح مآربه إن كانت نيته سيئة . الرهان الحقيقي يرتكز على ترشيد خطاب يهدف إلى تطهير عقل الإنسان مما يشوبه من رواسب نظام تسيير فاسد و الأخذ بيده ماديا و معنويا ، في ظل برامج علمية دقيقة و هادفة ، من أجل اخراجه من دائرة تأثير ما هو شائع من أمراض ادارية .



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاترينا ، أوفيليا و الدرس
- المغلوب و الغالب
- أين هم بنوا آدم الحقيقيون ؟
- - رقان - في الذاكرة
- وداعا .......لالة مغنية
- البعد البشري للوجود الفرنسي بالجزائر :درس فرنسا لأحفادها من ...
- عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين ؟


المزيد.....




- مفاجأة في أسعار الذهب اليوم الجمعة الموافق 14-3-2025
- أسعار الذهب تصعد إلى قمة تاريخية
- -مرسيدس- تلبس العباءة الأمريكية
- كيف ستتعامل الإدارة السورية مع قطاع الطاقة بعد دمج -قسد-؟
- ارتفاع أسعار النفط بعد عقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا وإيران ...
- الذهب يرتفع لمستوى تاريخي جديد ويقترب من قمة 3000 دولار
- النفط يرتفع وسط غموض بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا
- حرب تجارية متصاعدة.. ترامب يهدد النبيذ الأوروبي برسوم ضخمة
- قلق المستثمرين يتصاعد.. سياسات ماسك تُهدد عرش تسلا
- الدولار يتماسك واليورو يتراجع وسط ترقب لعاصفة تجارية عالمية ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضا محافظي - التكنولوجيا و الفساد