أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 08:19
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
1.
أظنُّ أنّكِ مَن منحني هذه العين؟
لا
لأنّها تفيضُ بالدمعِ ليلَ نهار.
إذن، فهو الفرات
أو ذاك القارب الذي حملنا وسطَ الفرات
ووسطَ شمسِه اللامعة
وأسماكِه التي تراها العين
وتكادُ تُمْسكها الأصابع؟
2.
أظنُّ أنّكِ مَن منحني هذه الأصابع؟
لا
لأنّها لا تكفُّ عن تذكّرِ جسدِكِ البَضّ
ولا تكفُّ عن الدعاء ليلَ نهار
وأنتِ لا تعرفين الدعاء.
إذن فهو القَدَر
أو تلكَ الليلة التي وجدتُكِ فيها
تبيعين، بثمنٍ بَخسٍ، أسرارَكِ للسحَرَة
وثيابَكِ للنار؟
3.
أظنُّ أنّكِ مَن منحني هذه النار؟
لا
لأنّ ناركِ ذاتَ لهبٍ ودخان
وهذه النار
نار تنكّريّة لا دخانَ فيها ولا لهب،
لكنّها تُهاجمني ليلَ نهار
بإبرةِ العقرب
وطعنةِ السكّين
وسيفِ الضياع.
4.
أظنُّ أنّكِ مَن منحني هذا الضياع؟
نعم
أنتِ
ولذا صرتُ أكتبُ عبثاً
للنارِ وللسحَرَة
للقَدَرِ ولشمسِه اللامعة
للفراتِ ولأسماكِ الفرات
حاءَ الحرمان
وباءَ البُعد
ليلَ نهار.
******************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟