أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - ذكريات من غد الموتى... تتمة 10. رواية














المزيد.....

ذكريات من غد الموتى... تتمة 10. رواية


عبدالرزاق عبدالوهاب حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 02:43
المحور: الادب والفن
    


يراقب حسن المدينة، فيراها وتتباعد أطرافها ، وهي تبحر صوب المجهول مثل اي قارب في مهب الريح هشة منكسرة ، تفقد ثباتها في الزمن يمزقها الليل والصمت ، كان بحاجة إلى هوسه وجنونه الأخير ، إلى السر الذي يتوق لمعرفته ، لكى يتأكد ، لكى يقتنع . لكن المدينة التي يراها حسن مدينة لا يمكن الا ان تئن في عظامه وتشرب من بقايا دمه نزقه بانكسارها مشتتة هائمة ، لا يمكن أن تنهض او ان تصرخ فالكل نيام ، هي مدينة الموتى واشباح الماضي والسلطة ، مدينة خفية لا ترى ، والغريب فيها أنها تفتقر إلى البقاء منذ قرون ،تفتقر إلى مادة تكوينها الاولى هي مدنيةأللاشكال وأللاصوت واللاحركة ، مدينة تشعر بقسوة هزيمتها ولا تراها ، المدينة التي تستحضر في الأذهان أرواح من سجون السرية على ضفافها ، مدينة تضج بهمس المقابر والوشاة.
أنظر رباط السماء والارض ، المدينة
انظر ( نفر ) المدينة
انظر السور الحامي في. المدينة
انظر ( ادسالا ) نهرها الصافي
انظر ( كاركورنا ) ميناءها
انظر ( كاراسرا ) ميناءها الذي ترسو فيه السفن
انظر ( بولال ) بئرها العذبة
لن اراه اينه يااخي اظن ثمة امر ما يحصل او انني قد سرحت بأفكاري الى حيث كوابيسي مجددا فالمدينة تلتف كأفعى على ايامها لتكتسب هيأتها المغلقة والمخيفة
افترضت انني دخلت فم الافعى اعدو واعدو وهي تستطيل وتتمدد وتهز ذنبها بقوة لأتدحرج راجعا من حيث اتيت فقد دخلت فم الافعى ولم يعد الخلاص سهلا او متوفراً..
ربما سيكون قوة مدينة(نفر) هي من تدفعني توسل الخلاص من براثن وصلادة المكان
تلك المدينة المقدسة وماظني سوى انها قبلتي ومؤونة حجي الاخير... (نفر) المدينة اريدها اعلم انها غاية حجيج سومر قبلتي او انها تكاد تلك
التي تقع على مسافة 175 كم جنوب بغداد. و على الضفة اليمنى من مجرى الفرات الأقدم. والضفة الشرقية من شط النيل المندرس. اذن ربما قدري من يدفعني لذلك الطريق المتعب لأصل لخلاص المتعبين ربما سأجد ضالتي هناك او هلاكي فالأمر سيان لذلك علي الخلاص قريبا من بطن الافعى من جوفها المليء بالسموم ... بغداد ايتها المعمرة والبائسة ........
في ساعة متأخرة من مساء ليلة شتائية قاسية كانت الجو قارصا ينم عن قساوته ومؤكدا على ان تلك الليلة مليئة بالترقب والحسبان وصل الاستاذ فوزي لمدينة بغداد .. كان يبدو عليه التعب . لكنه اصر على الذهاب لبيت اخته ام فاطمة اولا قبل ان يتجه الى بيته ليرتاح من عناء السفر .....
دخل فوزي الى البيت بعد ان فتحت اخته فوزية خانم الباب . كان يبدو عليه الانزعاج لذلك اثرت ان تصمت فهي تعرف طباع اخيها ومزاجه الحاد .
اكتسى وجه فاطمة بالدهشة والفرح وهي ترى خالها الدكتور فوزي داخلا الى البيت.. فهو خالها وصديقها الذي تتكل عليه في كل ماشائت من امورها العامة والخاصة . بعد ان ابتعد ابوها وطوته مشاغل الحياة وملذاتها.
رمت فاطمة نفسها بين ذراعي خالها كما كانت تفعل حينما يعود من سفره بعد غياب طويل. تفاجأ الدكتور فوزي بتلك الحركة العنيفة رغم تعوده عليها ... سقطا معاً على الارض اثارت تلك السقطة ضحكاتهما التي ملأت ارجاء البيت فقد انفرجت اسارير فوزي لحظة رؤيته فاطمة بنت اخته صديقته والتي لطالما ملئت حياته بالفرح ... فمجرد رؤيتها يزيح عنه هم متاعب الدنيا واشكالاتها . كما هي لحظة لقائهما الان.. نهض فوزي عن الارض ماسكا ذراع فاطمة . اراد لحضتها ان يودع عالم الصمت ان يتحدث مع فاطمة عن مخاوفه واسراره المميتة ان لايدع شيئاً الا ويقوله لها..ولكن مجرد تلك الفكرة افزعته .......
فليس مايريد البوح به سراً من اسرار اهوار مدينة العمارة او طرائق حياة بدو الماء او تمردهم المستمر او غاراتهم المستمره على اطراف المدينة او بعض حاميات الجيش
او غنائهم ونحيبهم او العيون الغائرة في دوحة الحزن الابدي بل كان حينها محملا بهمه بمعصية اسراره



#عبدالرزاق_عبدالوهاب_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات من غد الموتى .. تتمة 9.
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 8.. رواية
- قصائد صورة
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 7 رواية
- لقاء في الشعر والسياسة ا..قام بأجرائه الاعلامي والشاعر عبدال ...
- سورة الكائن
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 6 .. رواية
- لاتعذليه فقد احب جنونك
- قصيدتان
- ذكريات من غد الموتى...... تتمة 5 .. رواية
- التحول... المقطع الثامن
- ذكريات من غد الموتى .... التتمة 4.. الرواية
- صور صور صور
- ذكريات من غد الموتى .. التتمة 3 رواية
- احجية الملك
- ذكريات من غد الموتى.... تتمة اليوم الاول... رواية
- خارج اسوار العمر
- التحول المقطع الرابع
- التحول المقطع الثاني


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - ذكريات من غد الموتى... تتمة 10. رواية