|
في بيانية النص القرآني
هادي اركون
الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 17:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في بيانية النص القرآني
هادي اركون
يواجه المفسرون ،في القديم وفي الأزمنة الحديثة ،صعوبات كبرى في معرفة دلالة السور والآيات ،واستخراج الأحكام منها .وقد تصارع المعتزلة والجهمية والأشاعرة على المتشابه والمحكم ،فبعض ما اعتبره المعتزلة متشابها عده الأشاعرة محكما .وقد طال النقاش حول المحكم والمتشابه ،والمبهم والواضح ،والخاص والعام ،والمطلق والمقيد ،والظاهر والباطن ،والمجمل والمبين ، والناسخ والمنسوخ ،وعموم اللفظ وخصوص السبب ،بين المختصين في علوم القرآن والمفسرين ،دون أن يفضي الى نتائج مسلمة بين الفرق(المعتزلة والأشاعرة والزيدية والماتريدية والحنابلة ). إن كثيرا من الالتباس يعود في الحقيقة إلى تفسير النصوص ،وإلى طرق استخراج الأحكام والدلالات منها . إن ثمة سؤالا يجب أن يطرح : هل يمكن تحويل نص بياني- أدبي ذي أهداف عقدية إلى نص قانوني تشريعي شبه خالص كما فعل الفقهاء والأصوليون قديما أو إلى نص علمي كما يصنع الإعجازيون المعاصرون حديثا ؟ أليست للنص القانوني والنص العلمي مقتضيات لا يوفرها النص البياني -الأدبي ؟ فالنص المؤسس نص بياني - أدبي ذو أهداف عقدية ظاهرة ،ويستثمر كل الممكنات التاريخية أو الأسطورية أو البلاغية ،لإقناع المتلقي باعتناق العقيدة التوحيدية والسلوك طبقا لمقتضياتها ،دون الاستفاضة في تحديد القواعد والمعايير أو الطقوس التعبدية . لا يخضع النص البياني -الأدبي عادة لمعايير الصحة والصواب ،بل لمعايير جمالية وذوقية ووجدانية.فهو يتوخى التأثير في المتلقي ،وإثارة ملكاته التخييلية ،وإقناعه بإتباع الوصايا والأفكار والآيات المعروضة أمامه كما لاحظ أمين الخولي . من الصعوبة بمكان تحويل نص بياني و بلاغي ،مترع بالمجازات والاستعارات والكنايات ،إلى مجرد نص قانوني ،لتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية .فجوهر النص ،هو الإقناع بشرعية الفكر الجديد ،وبجدوى الاندماج في التاريخ النجاتي ذي الأفق القيامي .ولذلك ،فكل الإشارات والإحالالات والمجازات والقصص ،إنما تخدم هذا القصد وتعضده. لقد راعى النص المؤسس التقاليد البيانية العربية ، فلو أتى مخالفا ،بالكلية ، لتلك التقاليد ،لما لقي تجاوبا أو استثار ردودا أو نال قبولا . غير أنه لا يساير ،بالكلية ، تلك التقاليد ، بل يخالفها ،في بعض الجزئيات ، على سبيل التفرد وتحفيز المتلقين على مزيد من اليقظة الروحية .إن النص يساير المعتاد الأدبي العربي حينا ، ويخالفه حينا آخر. كما يساير التقاليد الأدبية السامية ( العبرية والسريانية ) في الأشكال والمواضيع ،وينازعها الشرعية ويجادل في صحتها اللاهوتية والفكرية والتاريخية . (وقد علمنا أن القرآن خارج عن هذه الوجوه ، ومباين لهذه الطرق ، ويبقى علينا أن نبين أنه ليس من باب السجع ،ولا فيه شيء منه . وكذلك ليس من قبيل الشعر لأن من الناس من زعم أنه كلام مسجع ،ومهم من يدعي أن فيه شعرا كثيرا ، والكلام عليهم يذكر بعد هذا الموضع ،فهذا إذا تأمله المتأمل تبين بخروجه عن أصناف كلامهم ، وأساليب 1خطابهم ، أنه خارج عن العادة ، و أنه معجز ، وهذه خصوصية ترجع إلى جملة القرآن .وتميز حاصل في جميعه . ) فلو كان النص مخالفا كليا لكل التقاليد الثقافية والأدبية العربية ، ما تمكن الباقلاني والجرجاني وسواهما من الدفاع عن الاعجاز البياني للقرآن . علاوة على ما سبق ،فلو نهج الباقلاني نهج المقارنة مع النصوص الكتابية التوراتية والإنجيلية والتلمودية ،لتمكن من تعضيد دعواه أو نفيها من الأساس .
ليس النص القرآني ،نصا تاريخيا ولا تشريعيا ولا قانونيا ولا فلسفيا ،لأن يستهدف إقناع الفرد بقبول الاندماج في تاريخ الوحدانية بعد تجريدها من الزوائد والإضافات والهرطقات المنسوبة الى المخالفين الكتابيين،وفي ممارسة طقوسية سائرة في أفق القيامة وانتهاء أفق التاريخ . قد يتضمن تشريعات أو إشارات فلسفية أو استدلالات برهانية ،مفروضة بحكم التفاعل مع اعتراضات المعترضين ، أو استجابة لحاجيات الطالبين ، أو لتفنيد حجج المناوئين ، من الجهة العربية أو من الجهة الكتابية . يكمن الهدف ،إذن ، في إقناع الفرد ،بالوحدانية ضد التعددية العربية وضد التشريك اليهودي والمسيحي(عزير وألوهية المسيح) ،وبالسلوك طبقا للحياة المثالية ،المتوجهة كليا ،نحو العالم الآخر. ولذلك ،يكتفي النص القرآني بالتنصيص على الصلاة والحج والزكاة ،دون أن يوضح طرق وكيفية أداء هذه الشعائر .كما يستفيض في ذكر الآيات الكونية ، دون أن يبين القوانين ويوضح النواميس كما يصنع الطبائعيون والعلماء التجريبيون. لقد بالغ المفسرون في إسباغ الصفات القانونية والتشريعية ، على نص بياني -أدبي ،سائر في ركاب النصوص الأدبية الكبيرة آنا، وفي ركاب التقاليد الأدبية العربية آنا أخرى . إن للنص البياني خصوصيات أسلوبية وبلاغية وتداولية ،لا تسمح بتحويله بسلاسة إلى نص تشريعي أو نص علمي أو نص تاريخي .وهذا ما يفسر توالي التفاسير وتناقضها ،و استحداث مدونة نصية موازية(الحديث) ،وابتداع علم منهجي ،متخصص في وضع قواعد استخراج الأحكام من أدلتها النصية المفترضة(أصول الفقه ) . لا يهدف النص البياني ،إلى التشريع ووضع القواعد والقوانين ،والتوجيهات القانونية والأخلاقية ،بل إلى إثارة الخيال ،والى تحفيز المتلقي على التفاعل الوجداني مع محتوياته ومضمناته ومراميه الإستراتيجية . إن للنص للأدبي في الثقافات الكبرى ،صلات بالأساطير والحكايات الجماعية ،الموضوعة ،بالأساس ،لشحذ المخيلة ،وتحفيز الحواس على الاستمتاع الجمالي والانفعال الوجداني ،والذائقة على التلذذ بالخيالات والأساطير والقصص ،الباعثة على أكثر من معنى،والبانية للذات الفردية والجماعية(الملاحم البابلية والرامايانا و المهابهارتا والالياذة .......الخ ) . لا يكتفي النص البياني في الثقافات الكبيرة ،بالآني والظرفي والتاريخي ، بل يطل عبر مجازاته واستعاراته وكناياته ، على المعاني المتجاوزة للتواريخ ،وللحيثيات الزمانية والتاريخية ، وهذا ما يفسر ،ميله إلى الأسطرة ، وتجريد الأحداث والوقائع من واقعيتها وحيثياتها التاريخية الطازجة ،و تحويل الفاعلين التاريخيين إلى أنماط دلالية ،متفاعلة مع الذاكرة الجمعية ومع الوجدان الجمعي . ليس سهلا ،والحال هذه ، تحديد ،معنى الحكايات ،بدون اعتبار ملابسات النص الأدبي ذي الطابع الديني.فبيانية النص المؤسس ،معطى مؤسس ،لا حلية أو أداة بلاغية لحمل المعاني والأحكام والقواعد القانونية كما أعتقد بعض المفسرين والمتأولين ،قديما وحديثا. لا يمكن للرغبة في تجريد النص من أدبيته ،إلا أن يؤدي إلى تفاسير وتأويلات واجتهادات غير مطابقة وغير مبررة ،نصيا . كان من المفترض ،بناء أصول لفقه بيانية -أدبية النص ، لا لأصول الفقه ،كما فعل الأصوليون منذ "رسالة" الشافعي .فأصول الفقه ،تنطلق من شفافية النص وإمكان استخراج الأحكام الشرعية منه ، في حين أنه نص مكثف المعاني ،متعدد الأبعاد. فلو كان النص شفافا ،ما انفق المفسرون والأصوليون أعمارهم في تفسير الآيات ووضع المعايير لاستخراج الأحكام . كما أن هذه الصعوبات هي التي حفزت الأمة ،على اعتماد مصادر أخرى للتشريع مثل الحديث والإجماع والقياس في الجهة السنية . والدليل على أن النص يشتغل بمقتضى بيانيته أو أدبيته ،صعوبة استخراج الوقائع التاريخية من آياته وسوره ،واستقصاء إجراءات العبادات( الصلاة) والمعاملات (الربا ) انطلاقا من منطوقه. (الرابع :ألا يكون في تعيينه كثير قائدة ، كقوله تعالى : ( أو كالذي مر على قرية ) [البقرة :259]والمراد بها بيت المقدس . (وسألهم عن القرية ) [الأعراف : 163]والمراد أيلة ، وقيل : طبرية . (فلولا كانت قرية )[يونس :98]والمراد نينوى . (أتيا أهل قرية )[الكهف :77]قيل برقة . ) 2 لا يكثر النص المؤسس ،إذن من إيراد الحيثيات الزمانية ،والتفصيلات التاريخية ،والتدقيقات الحدثية للوقائع مهما تكن أهميتها ؛لأنه لا يستهدف التأريخ ولا التوصيف التاريخي ، بل الحث على الانقياد والتسليم .ولما كان التحفيز على الانقياد هو القصد الأول ،فإن الأنظار ستتجه إلى المعاني والمقاصد لا إلى التفاصيل الظرفية . ويكتفي بالإشارة إلى الحلال والحرام ،دون تفصيل دواعي ذلك ؛فالخمر منهي عنه ،دون تبيين ، الأسباب الطبية أو الطبيعية لذلك النهي . (وقيل : المحكم ما كان معقول المعنى ،والمتشابه :بخلافه ،كأعداد الصلوات ،واختصاص الصيام برمضان دون شعبان . قاله الماوردي .) 3 يكتفي النص البياني بالإشارة والإيماءة والتلميح ،دون التفصيل والتدقيق والاستدلال ؛وهذا ما دفع المفسرين إلى ابتداع مصادر أخرى ،لا تبلغ صدقيتها صدقية النص المؤسس في الثقافة العربية –الإسلامية ،والى التمحل التفسيري والتأويلي ،في تفسير كثير من العبارات المكثفة ،أو المجازية أو الرمزية (التفسير الشيعي والصوفي والإسماعيلي ).فما المعنى الحقيقي للربا في النص القرآني؟ هل تكفي الاشارات القرآنية حول الربا ،لوضع تشريع متكامل ودقيق ،لتنظيم المعاملات المالية والتجارية في البلدان الإسلامية ؟ إن النص البياني ،لا يتوخى التدقيق عادة ، وعرض المبادئ والقواعد والمعايير ،وتحديد الاستثناءات وسياقاتها ،بل يومئ إلى المعاني البعيدة .إنه ،مشغول بالنجاة و"الخلاص" الروحي ، لا بالتشريع لوضعيات ظرفية عابرة . فما كان أمام المفسرين ، إلا ابتداع مدونات نصية موازية أو ابتداع استدلالات مناقضة لروح النص ، ولبناه المؤسسة .اقتضت الحاجة التاريخية ، التعامل مع النوازل والمستجدات والوقائع ؛ ولما كان النص أدبيا مكثف المعاني ، كان من الضروري ، الركون إلى تقليد نصي آخر ، أو ابتداع منهجيات جديدة في الاستقراء والاستنباط. ما معنى وجود كلمات مستغلقة مثل الحروف المقطعة في نص يراد به تحديد العقائد والشرائع كما يعتقد الفقهاء والأصوليون؟ ما معنى قلة النصوص التشريعية ،بالمقارنة مع وفرة القصص والتسبيحات والايحاءات والتقريرات العقدية؟ ألا تحل المقاربة الأدبية،جزئيا ،إشكالية الحروف المقطعة ؟ إن النص المؤسس بياني ،يحاجج ضد الأفكار المضادة ،وينتقد المخالفين ،ويذكر بالتواريخ الجمعية ،للإقناع بصدقتيه بالدرجة الاولى . فالأساس هو الاستجابة ،الفكرية والسلوكية والسياسية ،للايعازات النصية. يعتني النص ،جوهريا ،بالاعتقاد والسلوك ،لا بالاستدلال على صحة تلك المعتقدات وعقلانية التشريعات المتضمنة فيه . ( قال الإمام الرازي : وقد أنكر المتكلمون هذا القول وقالوا : لا يجوز أن يرد في كتاب الله ما لا يفهمه الخلق ، لأن الله تعالى أمر بتدبره ، والاستنباط منه ؛ وذلك لا يمكن إلا مع الإحاطة بمعناه ،ولأنه جاز التعبد بما لا يعقل معناه في الأفعال ، فلم لا يجوز في الأقوال بأن يأمرنا الله تارة بأن نتكلم بما نقف على معناه ، وتارة لا نقف على معناه ، ويكون القصد منه ظهور الانقياد والتسليم ؟ ) 4 لقد اعتمد منظرو الإعجاز البلاغي ،على الأدب لدعم نظريتهم ،دون أن يذهبوا بعيدا في استقصاء طبيعة النص المؤسس ،ووضع مقاربات ملائمة قادرة على تجنيبهم نظريات أصول الدين و أصول الفقه. فجزء من معاطب الكلام والأصول ،يرجع ،إلى تحويل نص أدبي ،إلى نص كلامي، حجاجي يفيد التنزيه والتوحيد وإلى نص تشريعي يحدد المعايير الأساسية للتشريع الإسلامي .كما أن الافتقاد إلى هذه النظرية الأدبية ،المركبة المستوعبة للقول الأدبي كما بلورته الثقافات الآسيوية الكبيرة (الثقافة الهندية والبابلية والأشورية والعبرية والمسيحية والزرادشتية ...... الخ ) ،هو ما دعا العقل العربي ، إلى التماس السند في مدونات نصية موازية وإلى اعتماد القياس والاجتهاد ،مصادر إضافية للتشريع.فتعددت النصوص (المدونات الحديثية السنية والشيعية والخارجية )والاجتهادات إلى حد التضارب والتنافي ،على مستوى النظر،والى حد التصارع والتحارب و التقاتل على مستوى العمل(الصراعات التاريخية بين الفرق الإسلامية منذ الفتنة الكبرى ) . إحالات : [-أبو بكر الباقلاني ،إعجاز القرآن –دار الكتب العلمية ، بيروت ،لبنان ، الطبعة الأولى ،1996-ص.30]1- 2-[بدر الدين الزركشي ،البرهان في علوم القرآن ،تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة العصرية ،صيدا ، بيروت ، 2006،ج1،ص.116 ] 3- [السيوطي –الإتقان في علوم القرآن ،تحقيق :فواز أحمد زمرلي،دار الكتاب العربي ،بيروت،لبنان ،2004،ص. 475 ] 4-[بدر الدين الزركشي ،البرهان في علوم القرآن ،تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة العصرية ،صيدا ، بيروت ،2006،ج1،ص.126 ].
هادي اركون
#هادي_اركون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طه عبد الرحمان التأنيس في زمان التحريق
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|