أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد شكري - داعش و درس التاريخ














المزيد.....

داعش و درس التاريخ


رشيد شكري

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 01:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إنّ المتأمل جيداً لما يقع اليوم في أقطار العالم الإسلامي من صراع واقتتال دو مآرب سياسية لا يمكنه إن كان مضطلعا ولو على أبجديات التاريخ إلاّ أن يقول بأن هذا الأخير يعيد نفسه تحت تسميات و مفاهيم جديدة وأدوار مختلفة، فلنا في التاريخ سياقات تشبه إلى حد كبير هذا التسلط، تسلط الحكومات،وهذا الانخرام في الخرائط السياسية للدول بسبب خرجات تنظيم داعش وما جاوره من أبناء عمومته.
لا يمكننا أن نتحدث عن داعش وداعشيته إلا بنوع من التحفظ، فرغم ما تعبر عنه من همجية في سعيها إلى السلطة تحت عباءة الإرهاب، إلاّ أنها تعبر في العمق عن نوع من الاحتقان المدجج بالجهل والكراهية وعن رغبة في الانعتاق و التحرر في ظل أنظمة لا تحترم إرادة الأقليات و لا الأغلبية، ففي نهاية المطاف، العنف هو الذي يولد العنف، والتطرف الفكري والسلوكي عند هده الجماعات الإرهابية ليس إلاّ وليد تطرف في ممارسة الرقابة والتجهيل والاستفزاز من طرف الأنظمة العربية. هده التي طالما برعت في إكمال مشروع الاستعمار الثقافي مما أدى إلى تعميق أزمة الهوية والانتماء إلى الذات والتاريخ و الكينونة المستقلة.
غير أن في هذا الصخب كله، يوجد جانب مشرق، لن نــتـبيّن معالمه إلاّ إذا عدنا إلى التاريخ،واتجهنا نحو الوضعية الاجتماعية والسياسية التي كانت تعيش فيها أوروبا خلال القرون الوسطى، و بالضبط خلال القرن8، 9 و 10 الميلادي، ففي الوقت الذي كانت تعيش فيه إمارة قرطبة أوج ازدهارها على جميع المستويات، خصوصا في عهد عبد الرحمان الثالث الملقب بالناصر، حيت كانت الحضارة الأندلسية شاهدة على تفوق الحضارة الإسلامية علميا،سياسيا، اقتصاديا،بل حتى فيزيولوجيا، نعم حتى فيزيولوجيا، والدليل على ذلك أن عبد الرحمان الناصر نفسه الذي كان أشقراً هو وكل بنيه، كانت له ملامح أمه الرومية ولم يكن يحب كثيرا لون بشرته لان مقاييس الوسامة في ذلك الزمان كانت مقرونة بملامح الإنسان العربي، ( أسمر- اسود العينين) و كان يصبغ شعره بالأسود ويضع الكحل.
وفي الوقت الذي كانت فيه الدولة العباسية في الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط ترتقي سلم الحضارة رغم كل المشاكل، كانت أوروبا الغربية والوسطى تشهد التطاحنات و الهجومات النورماندية التي جعلت ملوك أوروبا يعجزون عن الدفاع عن شعوبهم فاحتمت هذه الأخيرة بزعمائها المحلين مما أدى إلى بداية النظام الفيودالي الذي أسس لنظام إقطاعي ساد في ظله الاستعباد لقرون عديدة جعل أوروبا كلها تتخبط في الظلام تماما كشخصيات الكاتب البرتغالي، خوسي ساراماغو في روايته "العمى".
اليوم وقد انقلبت الأدوار وقد نزلنا إلى الهاوية وأصبحنا نحن من نعيش الإقطاع، لا يسعنا إلا إن نتأمل درس التاريخ هذا، ودروس أخرى مشابهة.الغرب اجتاز مراحل أسوء حالاً من هاته وعاش صراعات عديدة، لكنه نجح عندما اختار وحدد مصيره فأحسن الاختيار وأعطت سنوات الاضطهاد أكلها عندما بدأت أوروبا تبني نهضتها مستفيدة من نتاج الحضارة من ألفها إلى يائها والتي ساهم فيها العالم الإسلامي بفعالية.

داعش سحابة صيف عابرة ليست فقط نقطة سوداء في تاريخنا المعاصر بل هي ملخص لعجزنا عن المواجهة والتعامل مع الواقع بأدوات معقولة وهي في الأخير ستدخل في سلسلة التاريخ التي ينبغي علينا استثمارها لنيل "شهادة الفعل التاريخ والحضور الحضاري".



#رشيد_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد شكري - داعش و درس التاريخ