أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير دعيم - المرأة في عيدها














المزيد.....


المرأة في عيدها


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 14:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا شكَّ أنّ المرأة هي أجمل مخلوق خلقه الله على وجه البسيطة، فهي كُتلة من الجمال والمشاعر النبيلة والذوق الرفيع ، تمشي على قدميْن، بل هي كما قال أحد الشعراء الفرنسيين :"أجمل زهرة تُعطِّر حقل حياتنا وتُلوّنه ".
انّها الزوجةُ والامّ والابنة والأخت والحبيبة .
انّها مُلهمة الشُّعراء على مدى التاريخ .
انّها الاحساس المُرهف ونبع العطاء الذي لا ينضب.
فهل نقف حِيالها صامتين ونحن نراها تئنّ وتتوجّع ؟
وهل نرضى ونحن في الألفية الثالثة أن نستمرّ في هضم حقوقها وتكبيل معصميها بالاستعباد ؟!
انّ شرقنا كان وما زال يعشق المرأة ، يعشقها على طريقته الخاصّة ، فيخنقها ويخنق حُريتها ؛ يخنقها بالحيْرة والغيْرة والرواسب والعادات المُهترئة ، فيمنع أريجها من أن يصلَ الى اُنوفنا ، وان وصل وَجَدَها مزكومة ..رحم الله شوقي القائل في رائعته مجنون ليلى :
وما ضَرَّ الورودُ وما عليها
اذا المزكومُ لم يَطْعَمْ شذاها
انّ رجولتنا نحن الشرقيين تتأذّى كثيرًا إن نحن ساوينا المرأة بنا ، فأعطيناها حقّها ، فهذا المجتمع ألذكوري يأبى أن يتنازل .
انَّ مصيبتنا في الشرق هي النظرة الخاطئة الى المرأة ، وكأنها هي عنوان الشرّ وملعقة الشيطان، وأصل كلّ الشّرور والآثام ، فلذلك يجب أن تبقى في حِجر صحيّ ، فلا لقاء بينها وبين الشّاب في المدرسة ،ولا تلاقٍ في المَسبَح ،وليس من حقّها ان تسوق السّيّارة في بعض البلدان، ولا تواصل في الحياة ...انّها "بُعبع" ليس إلا ، وَجَبَ الابتعاد عنه ومنه ، وأحيانًا من المُفضّل وضعه في قُمقُم .
ولكن الصحيح هو في التغيير . تغيير نظرتنا الى المرأة ، وتغيير مفاهيمنا ومناهجنا وسلوكنا؛ مناهجنا في التعليم والحياة والمجتمع ، تغيير عقليتنا وفكرنا ،وهذا التغيير صعبٌ ولا يأتي هكذا بالمجّان ، وانما بالتربية الصحيحة المبنيّة على العدل وعلى الاعتراف بأنها هي العُنصر الجميل والذكي والخلّاق ، والمُبدِع المُكمّل لنا ، وهي الإلهام الذي يستدرّ الشِّعر والموسيقى ، وإننا الرجال يجب من منطلق الجمالية أن ندور كعَبّاد الشمس حولها!!
فالطائر لا يطير إلا بجناحيه ، وإذا كان احد الجناحين مكسورًا , فما اظنّ انَّ هذا الطائر سيقوى على التحليق والانطلاق والوصول الى القمّة ، لذلك قارئي العزيز نرى ونلمس اليوم اننا في هذا الشرق نقبع في حضيض سُلّم الحضارة .
وكيف لا يكون هذا ونحن لا نتورّع أحيانًا من قتل المرأة ، إن هي تجرّأت وأحبت على ذوقها ، وخِلافًا لرأينا ... وكيف لا يكون هذا ونحن نمنعها من التصويت وترشيح نفسها للمناصب السياسية والقيادية في كثير من دولنا العربية والشرقية!!.
آن لنا حقًّا أن نضع حدًّا لهذه المهزلة ، مهزلة استعباد المرأة ، ومسألة الفصل بينها وبين الرجل ، ومسألة النظر إليها من فوق ،وكأنها خُلِقت فقط للذُلّ والمُتعة .
دعونا نعطي للمجتمع أن يُصفّق بيديه الاثنتين ، ودعونا نحذف من قاموسنا كلمات ومصطلحات مثل "نجاسة المرأة " و "عوْرة المرأة "وعندها فقط قد نطير ونُحلّق مع موكب الأيام الى حيث الطُمأنينة والسعادة .
فإليك يا أختاه في كلّ مكان وفي عيدكِ ، عيد المرأة العالمي ، اليك أحرّ الأمنيات بغدٍ مُشرقٍ ، تكسرين فيه القيد ، وتنعمين بحياة رغيدة ملؤها الحُرّية والمُساواة.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما حَدا بيعبّي
- الدم يصرخُ
- مناغاة تحت الثّلج
- نسّم علينا الايمان
- نينوى
- داعش
- مُشتهى الأمم
- التّأمّل ...............
- شعر اليوم يوازي الواوا بَح!
- آدم.............. أنت اللوحة الأحلى
- لاقاني والدّنيا غروب
- كلُّنا مَعك
- أغمر سواقينا يا ربّ
- ممّا خطّه قلمي في فقيد الفنّ الجميل - وديع الصافي
- عملاق الفنّ الأصيل وديع الصافي في كتاباتي
- في رثاء عملاق الفنّ الأصيل...وديع الصّافي
- الضربات العَشْر
- بَلاقيك جنبي ( ترنيمة)
- الشَّرَف القاتل
- ظلمناكِ وما زلنا نظلمكِ


المزيد.....




- احتجاجات في الأرجنتين بسبب تصريحات الرئيس ضد المرأة والمتحول ...
- غادة عبدالرازق على خطا تحية كاريوكا.. -شباب امرأة- في رمضان ...
- المرأة العراقية خلف المقود: بين حق القيادة وسخرية المجتمع-
- الصدر بشأن الإعراض عن الزواج: قد يكون ابتعادا عن الشرع وأحكا ...
- في العراق.. العنف الأسري يهدد الطفولة
- أحلام التميمي: أول امرأة حملت السلاح بوجه العدو تواجه خطر ال ...
- حسناء وملكة جمال.. من -وسيطة- ترامب في الشرق الأوسط؟
- مصادر سورية:مقتل 14 امرأة ورجل واصابة 15 امرأة بانفجار سيارة ...
- جميعهم من النساء.. قتلى وجرحى بتفجير سيارة في منبج شرقي حلب ...
- الولايات المتحدة.. النساء نصف المجتمع -سكانيا فقط-


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير دعيم - المرأة في عيدها