يسرا محمد سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 23:06
المحور:
مقابلات و حوارات
منذ اندلاع ثورة 25 يناير، والكثيرين في مصر، أصبح لا هَم لهم سوى الانتقاد، والاعتصام، والقيام بالمظاهرات "الفئوية"، والسؤال الذي صار يتردد كثيرًا من وقتها، لماذا الآن؟!!، وأين كنتم قبل اندلاع الثورة؟!!، وهل كان الحال مُرضي قبلها؟!!، وإذا سلّمنا بأنه كان مقبولاً فلماذا قامت الثورة إذن؟!!.
إجابة كل هذه التساؤلات بسيطة، فالرد واحد وهو، أن من يقومون بمثل هذه الأمور يريدون التغيير للأفضل كلٌ بطريقته، لأن هذا التغيير فردي، الفكرة التي سيطرت على أذهان معظم المواطنين أنه من الممكن أن نحصل على حياة أفضل لأبنائنا لو قمنا بمطالبات لتغيير ما نحن عليه، وهم في ذلك معهم كل الحق، لكن التغيير الحقيقي لا يكون فرديًا أبدًا لكى ينصلح حال الناس؛ لأنك مهما حاولت فلن تنجح في تحقيق مأربك، فاليد الواحدة لا يمكن أن تُصفق، لكن إن جمعنا معها اليد الأخرى ستقوم بالعمل المطلوب منها.
تظاهر كيفما شئت، انتقد كما تريد، عارض إذا رأيت ما تُعارض من أجله، لكن لا تُفكر في نفسك فقط، عليك أن تفكر لكَ، ولغيرك – بل – ومع غيرك، فمصر التي في خاطرك لا يمكن أن تكون ملكك أنت وحدك، هى ملك الجميع، ورِفعتها، سيعود بالنفع عليك وعلى كل من يعيش على أرضها، لذا إذا أردت الخير لنفسك، لا تقل أنا ومن بعدي الطوفان، عليك أن تفكر في غيرك، وتتساءل هل هذا الخير المنشود لي أم للكل، إذا كانت الإجابة للكل، فأنت تسير على الدرب الصحيح؛ لأنك بهذا آثرت غيرك عليك، وآثرت وطنك عليكما أنتما الاثنين، إنها منظومة متكاملة، هدفها الأساسي صلاح المجتمع وإنمائه، إذا كانت نظرتك لما يحدث معك وحولك بهذا الشكل، فمرحبًا بانتقادك ومعارضتك وتظاهرك، أما لو كانت لمصلحة خاصة بكَ وحدك، فهذا غير مطلوب في وقت تحتاج منك بلدك فيه أن تفكر لها وبها، وتلك الغاية الكبرى والأهم.
#يسرا_محمد_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟