هل المياه والنفط وجهان لعملة واحدة

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الآونة الأخيرة أصبحت المياه كالبترول ذات أبعاد سياسية، يحسب لها حساب في المحافل الدولية وأصبحت مورداً استراتيجياً للدول التي تسيطر على منابعها كتلك الدول التي لديها منابع البترول. ولذا وفي ضوء الأهمية القصوى لطبيعة الموارد المائية في منطقتنا والتي باتت قضية بالغة الخطورة والأهمية مما لا يترك أمام الأطراف المعنية خلال السنوات القليلة القادمة إلا خيارات محدودة. حيث بالرغم من أن إجمالي كمية المياه في العالم تقدر بحوالي (1.4) مليار كيلومتر مكعب إلا أن حوالي (98%) منها مالحة و(2%) منها عذبة ولكن أكثر من نصف كمية المياه العذبة أما متجمد أو في أعماق يصعب الوصول إليها.
ولكن الماء مصدر وثروة طبيعية متجددة بينما النفط مصدر وثروة طبيعية غير متجددة وقابلة للنضوب، وإن النفط يتكون في بعض الصخور ثم تهاجر لتتجمع في أماكن ومصائد ضمن حقول يتم صرف مبالغ هائلة لغرض الاستكشاف الجيولوجي والتنقيب عنها وإن عمق الآبار النفطية قلما يكون أقل من بضعة مئات من الأمتار وتحتاج العمليات النفطية إلى تكنولوجيا ومعدات متقدمة وخبرة فنية عالية بينما دورة المياه في الطبيعة تكفل جريان المياه في الأنهر ولا يتم صرف مبالغ كبيرة على المياه إلا في حالات منها استخراج المياه الجوفية أو تحلية المياه من البحر أو إعادة تنقيتها (معالجة المياه الثقيلة) وإن دولاً كثيرة في العالم لا تستخدم النفط كوقود ومنها دولة تركيا حيث أن اعتمادها الرئيسي على الفحم الحجري كمصدر للطاقة، بينما أينما وجدت المياه وجدت الحياة والدول والمجتمعات وبالعكس، لذا فإن الادعاء بأن المياه والنفط وجهان لعملة واحدة أو أن الماء هو النفط الجديد كما ساوى الاتراك بينها مجرد خدع سياسية ولكسب الوقت لطرف ضد أخر ولكن لا يستبعد أن تكون هناك زيادة في أسعار المياه وطنياً بسبب الزيادة في السكان والحاجة إلى الغذاء والتطور الصناعي والتكنولوجي والحاجة إلى تكرير المياه وإعادة استخدامها وقلة تصاريف بعض الأنهر كنتيجة للتغيرات الطبيعية في المناخ. ولكن السؤال هنا هل بمقدور الحكومات الرشيدة أن تحقق أشياء أساسية كبناء بنى تحية متينة وتربية أجيال على كسب العلم والمعرفة، وأن تكفل العيش والحياة الرغيدة لشعوبها من إيرادات النفط، الجواب بلا شك نعم إذا تم التعامل مع ملف النفط بعقلانية ودراية حيث الثروة النفطية وهي تحت سطح الأرض هي ثروة طبيعية وهي موجودة ومحفوظة في خزانات طبيعية أكثر أمانا من ودائع الذهب التي تمتلكها حكومات العالم كغطاء ومستودع لقيمة فوائضها بدلا من أن تحتفظ بها في سراديب ودهاليز تحت الأرض حيث والحالة هذه فإن الحكومات ستتحمل تكاليف خزن الذهب والعملات الصعبة المتأتية من بيع النفط مع مصاريف التأمين عليها من أي طارئ وفقدان الأمل بمستقبل الأجيال القادمة وهضم حقوقها إضافة الى أنتشار الفقر والفساد والفوضى في سلم الأولويات لبرامج الحكومة مما يجعل الدولة في مؤخرة الدول المتقدمة رغم إمتلاكها منابع وحقول النفط والغاز في اراضيها

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات