محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 12:18
المحور:
الادب والفن
يلتقيها صدفة في مطعم المدينة، يهبطان مساء إلى الشاطىء الذهبي، يركضان فوق الرمل مثل طفلين عابثين، يغريها نداء البحر الفسيح، تخلع ملابسها، يتلقفها صدر الموج الرهيف، تنزلق فوق الماء كأنها سمكة، وتناديه:
- البحر دافىء.. تعال
يسبحان وقتاً ثم يخرجان من حضن الماء، يستلقيان فوق الرمل، يتوحدان على وشوشات البحر وخيوط القمر الذي من نحاس، ينسى نفسه ويشعر أن العالم بدر مكتمل.
ثم يصحو دون رغبة منه، يتأملها وهي تغفو، يخشى أن توقظها نظراته، يتشاغل عنها بالنطر إلى لجة الأضواء المنبعثة من مدينتها التي تنام وادعة على ذراع البحر، تستيقظ في قلبه الفجيعة.
تنهض متكئة على ذراعها الذي من فضة ورخام، وكأنما شعرت بما يساوره، ترى غلالة حزن على وجهه، تسأله عما يكدره فيقول:
- إنها المدن الهائمة على وجهها في الظلام.
تنتصب مثل مهرة في عريها الكامل، يتألق جسدها الذي من فضة وحشائش ومرمر ورخام، وتغني: يا شعوب الشرق، ثم تدعوه للغناء، فيغنيان معاً: يا شعوب الشرق، فلا يشبع من الأغنية، ويشعر أنهما ينتميان إلى عائلة واحدة، وهما معاً على الرمل حتى الصباح.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟