أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - أعياد المرأة ما بين القتل والدمار















المزيد.....

أعياد المرأة ما بين القتل والدمار


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 15:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



تموت ملايين النساء في صمت خلف الجدران وخارجها , وتتجدد أساليب قمعهنّ واضطهادهنّ تحت راية الله أكبر وعلى لسان رجال الدين والتيارات الإسلامية المعادية للحرية ,هذه التيارات لن تكتفي بمعاداة من اختلف عنها, بل استباحت دمه ودماء عديدة تحت أعين ومسامع الجميع ,لا لشيء سوى لكونها مسنودة خفيةً من قبل الحكّام الذين يلهثون لمصالحهم فقط,فجائوا بهؤلاء كا جائوا بغيرهم من قبل, يستبيحون النساء ويجلدون ويقتلون كل من تتصدى لهم ويتحججون بالدفاع عن شرع الله والحفاظ عليه وعلى قيم المجتمع وعاداته الموروثة, وكأن الله بحاجة لهم ولمن يدافع عنه, وكأنهم لم يكتفوا بالدمار الذي أحدثوه لقرون مضت ,ولم يكتفوا بطمس عقول النساء ,قبل الرجال ,وحجب عقولهنّ باسم الدين الذي لا يمتلكون سواه كحجة , ففرضوا عليهنّ النقاب واحتجزوهنّ في البيوت ومنعهنّ من الخروج للشارع بدون محرم ,وسلبوا المسؤولية عنهنّ تماماً كونهنّ ناقصات عقل كما يدّعون , لن يكتفوا بكل ما أحدثوه من دمار فنظّموا مجموعاتهم لكتم انفاسهنّ ,سياسة تعمل بها أصحاب المصالح المشتركة من الحكومات إلى الدول الرأسمالية المستعمرة لبلداننا منذ عقود, أستخدموا القوة لتعلو أصواتهم فوق الحقيقة المتمثلة بالعدل والمساواة والحرية والكرامة بين الناس بغض النظر عن أية فروقات أو مسميات لا طائل لها, تتزايد مع ازدياد الحصار الفكري المفروضعلى الشعوب, وهي بالأساس فروقات شكلية وساذجة أمام عظمة الإنسانية .
هذه التيارات تعاونت مع غيرها في مصلحتها المشتركة, بعد أن غلب عليها طابع التفرد والأنانية والإجرام ,لتشترك وتتوحد بمصالحها لتشكّل هذه المصالح العامل المشترك الوحيد بين السلطات وأذيال الخيبة من التياراتها الإسلامية على إختلاف أنواعها ,مع الدول الإستعمارية , بغية سلب ثروات الشعوب بعد أن يسلبوا عقلها وتفكيرها بالقمع والعنف ,كون تجميد العقول هو السبيل الوحيد الذي من شأنه شل حركة الشعوب وتشويهها ومن ثم التمتع بثرواتها , سلب العقول وتجميد تفكيرها بغية عدم المطالبة بحريتها والتمتع بخيراتها.
وهذه الدول المسماة بالكبرى , هي كبيرة بالدمار الذي يحدثوه فقط ,كبرت وتطورت على أساس (المصلحة تعلو فوق الإنسانية) كبرت مثل ما يكبر السرطان ليُمسك بخبث جسد الضحية ,ينهش به ببطىء ويشل قدراته تدريجيا وبصمت دون دراية من صاحبه, فيتنامى العنف وتتنامى التفرقة كما تنامت اليوم وبشكلها الفاضح والمخزي معاً, لتتنوع اشكال التمييّز وتتوه بين الطائفية والجنسية والقومية والعرقية والمذهبية .....والخ .
لكن المرأة تتحمل اليوم قسطاً مضاعفاً من هذا القمع والترهيب عن ما يتحمله الرجل ,فاستُهدِفت بالدرجة الأولى كون الطريق لإستهدافها مفتوحاً ومسنوداً ومفروشاً بكل انواع القمع والترهيب, والحجج جاهزة امامها ومتعددة منذ آلاف السنين ,حيث تعددت منافذ الهيمنة عليها بحكم سيطرة الديانات والحرق بنار الآخرة بعد الدنيا فيما لو حاولت إحداهنّ التمرد وكسر القيود, المنافذ لجلد المرأة عديدة كونها الجنس الموصوم بالخطيئة منذ أن قطفت الأم حواء ثمرة المعرفة فتحولت المعرفة إلى خطيئة ,ووصِمت بالعار وجُردت من عقلها بل وحتى جسدها فصار شرفها مقرون بالرجل وليس بها, بمعنى أنها مجردة حتى من جسدها ولا يحق لها التصرف به كما تشاء , لتكون ملكاً صرفاً للرجل يحق له بقتلها تحت حجج ومسميات عديدة .
سيتساءل البعض عن ماهية العلاقة بين المرأة ووضعنا الراهن وتدهور بلداننا,لكن الصورة واضحة للعيان ,من خلال القتل والتهميش المستمر لنصف المجتمع بعد أن كان وضع المرأة في سبعينات القرن المنصرم أفضل حالا عن ما هو عليه الآن ,ومع تدهور وضع البلدان بتدهور وضعها كونها الحاضنة الأولى للأبناء ولها الدور الأكبر من الرجل في رقي وبناء المجتمعات , ومع هذا لا تزال مجتمعاتنا تتحجج وتبتدع الحجج دوماً ,وأهم تلك الحجج هو إقحام الدين بالسياسة حسب سياسة البلد وظرفها ,لقمع النساء وحصرهنّ في إطار البيت والزوج والأبناء ,كنوع من انواع التقسيم الديني والجنسي,هذا رغم نضالها على مر العصور.
ولا تزال الضحية تُعاقب, ولا يزال قانون الأسرة الأبوية قائماً بستعبد الفقراء ,سانداً لفئة ومضطهدا لأخرى ,ولا تزال هذه القوانين تعاقب الضحية المتمثلة بالمرأة وتطلق سراح المعتدي المتمثل بالرجل ,فيتهمون المرأة حتى لو كانت الضحية ويغضون أبصارهم عن المعتدي ,وفي الوقت ذاته يعتدي أصحاب النفوذ والسلطة على الرجال الفقراء الذين لا يمتلكون الأموال والنفوذ , وهذا يعتدي بدوره على المرأة ليسد النقص الذي أحدثه النظام الفاسد ,وهكذا تستمر الدوامة ويستمر التمييز ويستمر قانون الغاب حيث القوي يأكل الضعيف وكأننا في العصور ما قبل التاريخ في رجوع ,أو إننا فعلا نتراجع , لا رغبة من الشعوب بهذا كونها منقادة ,وإنما رغبة من أصحاب المصالح.
ومع كل هذا الحصار نرى بعض النساء الواعيات رغم قلتهنّ ,على اساس ان الغالبية منهنّ مقتنعات بأنهنّ الجنس الأدنى , فلا تزال القلّة الواعية منهنّ تحارب وتواجه التيارات الأصولية الظلامية وتناضل ضدها وضد قوانينها , وهيهات لهم من قتلها بعد أن بدأت تدرك قيمتها شيئاً فشيء بحكم الإنفتاح الذي حصل اليوم.
تحتفل نساء العالم بيومهنّ وما حققنّ به من بطولات وتقدم , والمرأة العربية في خضوع ودوامة الهجمات المتكررة وإلصاق تهمة العهر بها فيما لو طالبت بحريتها أو تمردت على عبوديتها فيتهموها بالعهر والفسوق ويصبون اللوم عليها .
تحتفل نساء العالم في مثل هذه الأيام وغالبية نساءنا اليوم يعشنّ في سجن أبوابه حديدة ومحكمة الطوق ,تطوّقها وتحصرها من خلال قوانين متعسفة تسلب حقوقها ابتداءً من قانون الزواج الذي يبيح للزوج تأديب زوجته بالضرب ويعاملها كما لو كانت طفلاً قاصراً , وإنتهاءا بالشارع واستباحة حريتها فيه .
علينا أن نقف وقفة حداد على من قُتلت منهنّ بصمت وعلى من ماتت منهنّ قهراً , وعلى من تنتظر دورها ؟
علينا أن نسجل جميع الجرائم التي أرتكبت بحقها ليحفظها التاريخ لنا,ونكشف عن عالمها المظلم لنعينها على أن تنفض عنها غبار السنين وخوفها من القتل ,فحياتها لا تُعتبر حياة فهي مقتولة أساساً , لتتمرد على كل التعاليم التي سلبتها واستباحت حقوقها وإنسانيتها ,علينا تسليط الضوء عليها وعلى عالمها المعتم والظلام الذي يحيط بها ليمنعها من كشف الحقيقة , وعلى هذه الأساليب المبتكرة لتعنيف النساء المتعلمات اللواتي تحررنّ من هذه القيود لإبعادهنّ من الحياة العامة , وتلك الحملات المتصاعدة ضدها بغية اقتلاع تاريخها ونضالها .
لا نريد شعارات في يومها ,ولا نريد تبجيل لدورها الذي لا يتناسب مع الهجمة الكبيرة عليها ,ولا نريد إظهار ما أنجزته فقط رغم إنجازاتها وإهمال واقعها المزري ,بل نريد عرض هذا الواقع بكل قباحته ومرارته وتبيان شمسها الغاربة ووضعها الذي صار على حافة الهاوية بفعل ضعفها المتأتي أولاً وأخيراً من فقرها الثقافي .

بوعينا نرتقي ودمتم بوعي



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكفينا الكلمات
- تعرية الأجساد .. باسم الحرية وتحت شعار جسدي ملكي
- ضعف قوانين الدولة أمام قوانين العشيرة // ظاهرة النهوة
- منزلة المرأة وتكريمها من قبل الشيوخ
- الطلاق كدعوة لحياة الفسق والإباحة به
- الضحك على النساء تحت مسمى شرف الأمومة
- عن أسباب دونية المرأة ووضع اللوم عليها
- ألخيانة المشروعة
- قانون الجعفري ينال من حقوق المرأة ويفتح الأبواب لصراع طائفي
- لا زالت المرأة تمثّل عنوانا لفتنة الرجل وخطيئته
- لأنها امرأة فقط
- باسم الشرع والقانون شاع الفساد وصار مشروعاً علنياً
- الحكمة والدافع الرئيسي من تعدد الزوجات
- حق المرأة في الطلاق , أمام حق الرجل في تعدد الزوجات
- علاقة القهر الاجتماعي للمرأة بإبداعها الغائب
- رسالة ألست مبسوطة الى كل العالم / القناعة كنزٌ لا يفنى
- ليبقى الوضع على ما هو عليه ( والمعين هو الله )
- ما بين السوط وتعليقه ولعنة الملائكة الأبدية لا زال قهر النسا ...
- أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)
- شرف الحرية


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - أعياد المرأة ما بين القتل والدمار