أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - الفيس بوك والانسان الكوني














المزيد.....

الفيس بوك والانسان الكوني


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 15:36
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




( 1 ) :
-الفيس بوك وطن وهوية متنقلين
- كل اعلان ماركسي على صفحات الفيس بوك يمثل بيانا شيوعيا جديدا .
- الفيس بوك يسعى لبناء بنية وعقلية تكاملية وتشاركية لاتقوم على الاقصاء والنبذ والتهميش .
(2)
لاشك ان الفيس بوك يمثل ولادة للانسان الجديد , انسان ذو هوية كونية مركبة , هوية تقوم على الحرية وعلى العقل التشاركي , والذي هو صنو للحرية وجوهر للابداع .
الانسان الكوني وليد الفيس بوك , يبتديء بالمحلية وينتهي بالكونية وصولا الى التنقل مستقبلا بين الاكوان .

لقد هزم الفيس بوك المقدسات في العقائد والنظريات , وبات مفتوحا على تعدد الهويات واندماجها في هوية كونية فاعلة تعطي الانسان صفة الانتقال من المواطنة مرورا بالفاعل الاجتماعي وانتهاء بكونه فاعلا كونيا اجتماعيا .

لقد حرر الفيس بوك العقول من سباتها واطلق مخيال الافراد وحررهم من ربقة العقائد والاحزاب والايديولوجيات الشمولية .
ان كل منشور ماركسي على صفحات الفيس بوك يمثل بيانا شيوعيا مستقلا .

اسلمة الماركسية عند الماركسيين العرب

عندما يشعر الماركسي العربي بالضيق لايقول ( ياماركس ) بل يقول ( ياالله ) او ( يامحمد ) او ( ياعلي )وبذلك يصح القول ان الماركسيين العرب ادركوا الاسلام فتاسلموا .وتغرب كثير منهم والقلة منهم قد تشرقت . فلم نعد نسمع او نقرا الا نادرا عن دراسات نقدية تتناول نصوص ماركس من ناحية انثروبولوجيا اللغة ومن ناحية علم النفس وعلم الاجتماع للبحث عن المسكوت عنه عند ماركس , واعادة قراءة ماركس قراءة مثمرة ومتجددة وراهنية .

ان استبدال المنشور الورقي بالمنشور الالكتروني يجعل الاحزاب الشمولية تلفظ انفاسها الاخيرة . فهي تقوم على فرض الطاعة على اتباعها وفق التراتبية الهرمية الحزبية والانضباط الحزبي الصارم . وهذا لانجده في عالم الفيس بوك .

ان التنمية البشرية تتعارض مع الحياة الحزبية التقليدية ومع العقائد الشمولية .
لقد تحول الخطاب العلماني الى خطاب اقصائي نابذ للمتدينيين وللدين معا , ولمعاني ضبابية مطاطية للعلمانية . واصبحت العلمانية في احدى معانيها صنوا للاباحية وللالحاد وتحولت العلمانية عند البعض الاخر الى علمانوية متدينة او علمانوية عرقية او قومية دموية او طائفية قاتلة .

وتحولت مشاريع التحرر والاستقلال والديمقراطية الى تعايش مع الاحتلالات والتزاوج بين الاحتلال والديمقراطية والمزج بين المحاصصة الاثنية والطائفية وبين الديمقراطية , او التزاوج بين الحداثة والعقلانية وبين العشيرة والطائفة . وربط كل ذلك بالحداثة والديمقراطية ! .

ان عالم الفيس بوك يطبق الخناق على الاحزاب والعقائد الشمولية ويقوم بتشكيل هوية كونية مركبة . ان اصحاب الفكر الشمولي اصبحوا عاجزين عن التصالح مع ذواتهم ومع الاخرين . واضطرب مفهوم الهوية عندهم .
ان الفيس بوك حقق المساواة بين الافراد حيث عجزت الاحزاب والحكومات عن تحقيقها . ان المجتمعات قائمة على بنية تفاضلية وترجيحية وتنافسية وتناحرية , لكن مجتمع الفيس بوك الكوني قائم على التشارك والعقلانية التواصلية والبنية التكاملية والتي تجعل كل واحد يكمل افكار ومشروع الانسان الفيسبوكي الاخر .

ان الفيس بوك هو هوية ووطن متنقلين .
لقد تحولت العقائد الشمولية الى ديانات تبشيرية حيث الفكر الاحادي الذي يقصي المخالف له . ان اصحاب الفكر الشمولي قد وضعوا في خانق بين مطرقة الحداثة والكونية من جهة وبين مطرقة العقائد والايديولوجيات من جهة اخرى .
لقد اعلن النشر الالكتروني موت ابوتهم ووصايتهم على الا خرين مرة واحدة والى الابد .
صفحات الفيس بوك تمثل اصحابها وافكارهم وهويتهم بغض النظر عن صورهم او اسمائهم الحقيقية او الوهمية .

المستقبل يصنعه العقل الكوني التشاركي والمتصالح مع نفسه ومع الاخرين .

( 3 ) :يصح القول ان الفيس بوك هو ماعبر عنه الانجيل بعبارة (صوت صارخ في البرية ), فهو يمثل برنامج التحرر الكوني والالكتروني العابر للقوميات وللاعراق وللديانات .واصبح النشرمتاحا امام الجميع بدون جواز سفر او تاشيرة او اقامة ,وبدون بوليس ..

انه عابر للحواجز وللحدود وللقارات . عندما تقوم قلاقل في بلد ما من بلداننا تعلن الحكومة الاحكام العرفية وتغلق الجسور والشوارع . اما حاليا فتقوم الحكومات بتبيان خطورة الفيس بوك فتقوم بمحاولة منعه عن طريق الحجب الالكتروني . ولكن شكرا للتقنية الالكترونية التي ساعدتنا على استخدام بر امج لكسر الحجب عن الفيسبوك .

اصبح الفيس بوك يجمع بين المواطنين في داخل البلد وفي خارجه , واصبح يكشف ممارسات الحكومات القمعية وفسادها , ويقف نصيرا للمراة وللطفل ويدين كل انتهاك لحقوق الانسان ..

انه صوت لمن لاصوت له ..

اصبح للفيسبوك موارد مالية ضخمة لم تستثمرها حكوماتنا وشعوبنا لحد الان .وعلى صعيد الدول العربية لم يتم في اغلب الدول العربية تطبيق الحكومة الالكترونية , ولم يتم تشريع قوانين لحفظ الملكية الفكرية الالكترونية لاصحابها .

الفيس بوك وليد عصر الحداثة حقا ..

الفيس بوك هو صوت صارخ في البرية..

صوت الانسان..

في كل مكان .

عاشت صفحات الفيسبوك الكونية !!!



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 3
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 2
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 3
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 2
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 1
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد
- جذور الاشتراكية في العراق القديم
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية
- بابك الخرمي وثورته المشاعية
- نافذة في زمن الغفلة والفكر
- الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - الفيس بوك والانسان الكوني