رنا جعفر ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 12:07
المحور:
الادب والفن
. المرآة .. كائن ضعيف بلا شخصية
يعكس دائماً ما يراه
و يقول ما نريد أن نسمع
فكرتُ مراتٍ و مرات أن أفلسف ماهية الرؤية في هذا المخلوق الجمادي .. هل انه يتبع قوانين فيزيائية الزئبق؟
أم انه انسياق اللاوعي لأرضاء الآخرين من خلال امكانية رؤية ما يودون رؤيته فيها؟؟
فهي تؤكد... ولا تشكك.
. النظارة السوداء .. مخلوق لا حياتي أقل ضعفاً من المرآة , كتوم.
يرى كل شيء وينقله بصمت الى ما خلف سواده المقيت ليرضي غرور أداة البصر, لكنه يكتم الاسرار , فلا يريهم حبور الفرح ولا دمعات الحزن .
يعبر دائماً عن شيء غامض, مغمض , حتى وان كانت العينان كلتاهما مبحلقتين.
. الزجاج .. ذلك المخلوق الأقوى ببرودة أعصابه و قدرته على ( التطنيش ) , يسربُ كل شيء دون أن يعبرَ عن نفسه الا في لحظات تكون فيها علاقة الظل بالضوء خاضعة لقوانين الطبيعة.. فيعكسُ شيئاً مما يرى , حتى وان كان غير راغبٍ في ذلك .
لكنه رغم رباطة جأشه ضعيف
انه الحد الفاصل بين المرئي والملموس
اذن , المرآة تؤكد وحدة الزمان
و النظارة السوداء تؤكد وحدة المكان
أما الزجاج .. فيؤكد لنا ان بين الزمان والمكان حد فاصل , شفاف , يتجاوز تفاصيل اللحظة .......... ربما الى الأبد .
فهمتُ الآن لماذا أضع نظارتي السوداء عندما أنظر عبر مرآة سيارتي لأرى عبر زجاجها الخلفي كل أحلامي التي مرت عليها اطارات السيارة وأنا في طريقي الى الأمام بحثاً عن غايات ... عادةً ما لا أنولها.
#رنا_جعفر_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟