أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الثاني )















المزيد.....


اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الثاني )


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 17:17
المحور: الادب والفن
    


بعد ان علمنا ان التاريخ لم يدرس على يد عالم الاجتماع الراحل (علي الوردي ) على ضوء منهج علمي رصين ,حيث يتحول التاريخ لدى الوردي الى سرد طائفة من الحوادث والوقائع التي تمثل لقطات متناثرة من البنية الفوقية للمجتمع العراقي آنذاك ,دون الخوض في ابعاد ومدلولات تلك اللقطات التي لا يجمعها جامع ولا يربطها رابط في كثير من الاحيان . بعد ان اطلعنا على ذلك من خلال كتاب الدكتور سليم علي الوردي , نأتي الان الى ما اعتمده الراحل الوردي في تقييم اهم واخطر حدث ثوري وسياسي في تاريخ العراق الحديث الا وهو (ثورة العشرين ) .
يقول الدكتور (سليم علي الوري )(ان المأزق الذي وقع فيه الباحث في دراسته لثورة العشرين هو الحصيلة المنطقية للمنهج الوصفي الذي اتبعه في دراسته لتاريخ العراق الحديث انه لم يكشف عن التناقض الاساسي المحرك للمجتمع العراقي , مما جعله يخفق في اماطة اللثام عن المغزى التاريخي لثورة العشرين ومهامها واهدافها . ولهذا ظهرت ثورة العشرين في مؤلفه مجرد حادث طارئ, وليس حدث ذا حتمية تاريخية املاها السياق العام لتطور المجتمع العراقي ).
لا يخفى على احد ان ثورة كثورة العشرين تمثل بالنسبة للعراقيين منطلقا لحركة التحرر الوطني التي كان لها تأثيرها الفاعل على مجمل الحركة الثورية داخل العراق حتى كتابة هذه السطور .لا يخفى على احد مقدار ما شكلته تلك الثورة من ابعاد مهمة ورئيسية على ارض الواقع , والتي كان احد اهمها اعادة حسابات الادارة البريطانية والتي سارعت بدورها , الى انشاء حكومة عراقية وطنية منتخبة ,لذلك كان على العلامة الراحل الوردي ان يتوخى الدقة في تناول هكذا حدث له ابعاده ومحركاته وملابسات سيرورته , .
والان لنأتي الى تحليل الراحل الوردي لثورة العشرين يقول الوردي في مسلسلته (لمحات من تاريخ العراق الحديث الجزء الخامس ص 8)
(اذا كان معظم العراقيين قد استقبلوا الاحتلال الانكليزي بالابتهاج والترحيب فكيف تحولوا الى التذمر منه خلال فترة قصيرة لا تتجاوز السنتين , حيث قاموا بتلك الثورة الكبرى ؟ لكي نستطيع الجواب على هذا السؤال يجب ان نعلم ان التحول من الابتهاج الى التذمر ليس بالأمر النادر في حياة الشعوب .وقد يصح القول انه امر طبيعي يقع للفرد في حياته اليومية كما يقع للشعوب , فالإنسان قد يشكو احيانا من وضع هو فيه حتى اذا اتيح له ان ينتقل الى وضع اخر يجد ان الوضع الجديد ليس خاليا من العيوب كما كان يتصوره . انما هي عيوب من نوع اخر غير النوع الذي كان يعانيه في وضعه القديم )
يعلق الدكتور سليم الوردي على الكلام اعلاه قائلا (الثورة اذن وفق هذا الفهم ,مسألة مزاج تنطبق على الافراد والشعوب, تحول من (الابتهاج الى التذمر ) وعلى هذا فان حركة المجتمع سلسلة متعاقبة من فترات ابتهاج وتذمر ) ويمضي الدكتور سليم قائلا (وعلى هذا النحو فان تاريخ المجتمع البشري ينطوي على فترات متعاقبة من زواج وطلاق , وتاريخ حركتنا الوطنية وفق هذا المعيار , هو حصيلة طلاق مع الحكم التركي وزواج من الاحتلال البريطاني , ثم التمرد عليه باتجاه طلاقه )
ثم يسأل الدكتور سليم سؤالا جوهريا بقوله ( لكن هل كان المجتمع العراقي الى جانب الحكم التركي ام ضده ؟هل رحب بحكم الاحتلال ام لم يرحب ؟)
لقد عرض الدكتور الراحل علي الوردي في الجزأين الرابع والخامس العديد من المواقف والاحداث والاتجاهات, التي يمكن الاستدلال بها لصالح ان العراقيين كانوا الى جانب الحكم التركي وضده في نفس الوقت . الا ان طرح المسألة على هذا النحو يعني ان المجتمع العراقي لم يضع نصب عينيه اهداف التحرر وبناء دولة وطنية مستقلة , بل كان في طور المفاضلة بين نظامين اجنبيين . وهذا بحد ذاته يفقد ثورة العشرين طابعها التحرري , علما ان الوقائع والاحداث التي اوردها المؤرخون بالإضافة الى ما ذكره الراحل الوردي في الجزئيين 3/4 من مسلسلته كانت تدلل على ان النزعة التحررية في العراق انما بدأت منذ نهاية القرن 19 .
يقول الدكتور سليم الوردي ( ان المنهج الذي اتبعه الدكتور علي في دراسته تاريخ العراق الحديث لم يساعده على توظيف المواد التاريخية التي جمعها في الجزأين الثالث والرابع لتفسير ثورة العشرين , مما جعله يتعامل مع هذا الحدث التاريخي الكبير بوصفه رد فعل على الاحتلال البريطاني لا غير بوصف الثورة (انتقال من حالة الابتهاج الى حالة التذمر )
ويذهب الراحل الوردي الى ان واحدا من اهم عوامل تذمر العراقيين من الاحتلال البريطاني وانفجار ثورة العشرين , هو الفرق بين نظام الحكم العثماني الذي ترك الحرية للعشائر في العيش وفق نمط حياتها وقيمها البدوية , وبين نظام الاحتلال البريطاني الصارم الذي يتناقض مع نمط الحياة العشائرية .لينتقل الوردي بعد ذلك الى ما اسماه (بالعدالة المكروهة ) التي حاول الاحتلال البريطاني ان يطبقها ابان احتلاله للعراق ,وهكذا نجد الراحل الوردي يعتقد ان سبب الثورة انما يكمن في الصراع بين البداوة وقيمها من جانب وبين الاحتلال البريطاني ورسالته الحضارية من جانب اخر . يعلق الدكتور سليم الوردي على هكذا تحليل خطير قائلا (ان مسار هكذا تحليل انما يفضي الى تبرير السياسة الاستعمارية حاملة (الرسالة الحضارية ) والتي لا بد لها من ان تصطدم بالتخلف والجهل والقيم البالية , ولا مناص من سحقها لإرساء قواعد (الحضارة ) واذا ما اقررنا مثل هذه النظرة لا يبقى امامنا الا ان نصم ثورة العشرين بالرجعية ومناؤة التقدم . وبهذا لا يمكن اعتبارها ثورة بالمعنى التقدمي للكلمة ) ويشير الدكتور سليم الى امر خطير اخر وهو ما يتمثل في اتفاق الراحل الوردي مع خصوم الثورة حينما وصفوا الثورة بانها امتداد للمعارك التي كانت العشائر العراقية تقوم بها ضد الحكومة التركية بين حين واخر , وهو بذلك لا يختلف عن اكثر الكتاب البريطانيين الذين كانوا يرون ان الجانب البدوي قد شكل عاملا اساسيا في قيام الثورة بالإضافة الى عوامل ثانوية اخرى ادعى الراحل الوردي انه قد كشف عنها الا ان سائر الكتاب البريطانيين كانوا قد ثبتوا تلك الاسباب والعوامل الثانوية التي ادعى الراحل انه الوحيد الذي وفق الى تشخيصها .
يعترف الدكتور سليم علي الوردي بأن الراحل علي الوردي كان قد ذكر جانب التضخم النقدي كأحد اسباب قيام الثورة الا انه اولا قد اقتصر على هذا الجانب دون ذكر عوامل اخرى كان لها من التأثير الشيء غير القليل ثم انه قد طرح ظاهرة التضخم النقدي بشكل يتنافى مع المنطق الاقتصادي وكانه احد مظاهر الرفاهية وهو يصور تذمر العراقيين من التضخم بقوله (من طبيعة الناس انهم اذا نالوا الخير والشر في عهد من العهود , تناسوا الخير وركزوا اهتمامهم على الشر وصاروا يجأرون بالشكوى منه . وهذا هو ما حدث فعلا في عهد الاحتلال . فان اكثر الناس نسوا ضخامة الاجور والارباح التي صاروا يجنونها واخذوا يصبون جام غضبهم على الغلاء ومن جاء بالغلاء )
ان التضخم الاقتصادي يعني ببساطة اختلال في التناسب بين السلع والخدمات من جانب والضخ النقدي من جانب اخر .اي ان تكون هنالك نقود كثيرة مقابل شحة في السلع مما يؤدي الى ارتفاع في اسعار السلع , لذلك فان زيادة الاجور بحد ذاتها لا تشكل مظهرا للرفاهية ما لم تقترن بثبات الاسعار .اما اذا ارتفعت الاسعار بمعدلات تفوق الزيادة في المداخيل فان ذلك يؤدي الى انخفاض القدرة الشرائية لدى الفرد ومستوى القدرة الشرائية هو معيار الر فاهية وليس مستوى الاجور الذي عول عليه الراحل الدكتور علي الوري .
يقول الدكتور سليم الوردي ان الراحل قد اقتصر على عامل التضخم دون التطرق الى عوامل اقتصادية هي الاخرى كانت قد اثرت في خلق حالة التوتر في الحياة الاقتصادية اثناء فترة الاحتلال ,ويذكر الدكتور سليم ان سياسة عسكرة الاقتصاد العراقي والتي استهدفت تعبئة الموارد الاقتصادية للعراق لأغراض الاحتلال العسكري وسد احتياجات الجيش البريطاني , ولعل ابرز مظاهر عسكرة الاقتصاد العراقي تمثلت في اللجوء الى اعمال السخرة لخدمة الجيوش البريطانية وكثرة الرسوم والجبايات كما في فرض الجباية على جثث الموتى وضرائب الحجز الصحي او ما يسمى (بالكرنتينة )بالإضافة الى جمع التبرعات المختلفة من قبيل التبرع لجمعية بناء الملاجئ للجنود في بريطانيا او لبناء الاثر الخالد للقائد (مود) .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي الجزء الاو ...
- الرمزية في حياة العراقيين
- العودة الى مغامرات السندباد البحري
- هل تجوز المفاضلة بين السيد المالكي والسيد العبادي ؟
- هل زور التاريخ ام لا؟
- من المسؤول عن تحديد قناعاتنا الشخصية ؟
- فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )
- فيروز واحزاب الاسلام السياسي
- التكريم جاء متأخرا
- أميركا في ميزان الكاتب العراقي عبدالخالق حسين
- الشيعة والاميركان
- المالكي والانقلاب الذي لابد منه
- إسلام مسرطن
- الثورة المزعومة
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الثاني )